Oliverكتبها
الله المحب لما شاء أن يعلمنا الصلاة أعطانا صلاة ربانية.تضمنت طلبات بعضها سيبقي معنا في الأبدية و بعضها سيكون الرب قد أتممه و إستجاب له و لن نكرر الصلاة لأجله حين نصير في ملكوت السماوات.في الملكوت لن تبق للكلمات نفس المعني الذى نعرفه و لن نصلى الصلوات بنفس اللسان الذي به نصلي هنا لأننا سننال التغيير الكامل و سيشمل التغيير إستبدال اللسان الأرضي باللسان السماوى.و المعرفة الأرضية بالمعرفة السماوية . في الملكوت لن نصلي أن  يأتي ملكوته لأنه سيكون بالفعل قد جاء ملكوته و أخذنا في ملكوته بالنعمة و الرحمة و وساطة ربنا يسوع.في الملكوت لن نصلي أن يغفر لنا ذنوبنا لأنها ستكون قد مُحيت تماما و طُرحت في النسيان إذ لا وجود للخطية  في الملكوت لكي نطلب عنها غفرانا لأن الرب يسوع سيلبسنا ثوب الكمال و لن نقل  كما في السماء كذلك علي الأرض إذ لم تعد هناك أرض. من الجانب الرمزي تفسر: "كما في الروح كذلك في الجسد"، فإننا نحن سماء وأرض (القديس أوغريس)لكن أيضاً في ملكوت السموات سنبقي ننادي الآب يا أبانا الذي في السماء و نبقي نسبحه و  نقدس أسمه المبارك و نهلل لمن له القوة و المجد .و نبقي نصلي أن تكن مشيئته.الله دائماَ له مشيئة و هى عنصر في الطبيعة الإلهية  .نحن أيضاَ ستبقي فينا مشيئة فى الكيان السماوي الذي سنناله لأننا سنلبس  السماوي. وجود المشيئة حتي في السماء مرتبط بالحرية لأن الرب هو الروح و حيث روح الرب فهناك حرية 2 كو 3 : 17 . و منه سنأخذ أيضاً حرية مجد أولاد الله رو 8: 21 . نحن نصلِّي إن تتم مشيئته في الكل. و ستثبت فينا المشيئة المقدسة فتكون كل الأبدية حرية مقدسة. نحتاج لكي نفهم أى مشيئة ستكون لنا في الملكوت أن نتعلم طبيعة مشيئة الله لأننا سنأخذ من هذه الطبيعة  لأنفسنا مشيئتنا السماوية.فما هى طبيعة مشيئة الله التي  مع نوالنا الكمال سننال مثلها.

المشيئة الإلهية
مشيئة الله محبة: لن نفهم مشيئة الله إلا من خلال محبته لنا.بالمحبة أراد لنا الوجود.بالمحبة خلق لأجلنا كل الأشياء و رأي كل شيء أنه حسن..فالله لا يحتاج إلي النور الذي في الأفلاك و لا الكواكب و لا النباتات أو الحيوانات و الطيور و الأسماك هذه كلها خلقت لنا و ليس له مز  8- اش 45 :12.لذلك رآها أنها حسنة لأنها ستخدمنا و توصل لنا رسالة  محبته لنا. فهذه مشيئة ثابتة فيه.كل أعمال الله مع الإنسان تندرج تحت علم وحيد قالت فيه عذراء النشيد  ادخلني الى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة نش 2 : 4 .بهذه المحبة فدانا بذبيحة نفسه و سيظل بها يغفر لنا .بهذه المحبة أعطانا شخصه و روحه القدوس لكي نتحد به و يسكن فينا.

مشيئة الله لها هدف و طريقة : الهدف هو خلاصنا و المحبة هى طريقته . غل 1: 4 الذي بذل نفسه لاجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب ارادة الله وابينا، مشيئة الله واضحة.الله يريد أن الجميع يخلصون لذلك أحب الله العالم و بذل إبنه ليخلص حتي ما قد هلك. هل هدفنا الخلاص و طريقتنا المحبة ؟ حين نصلي لتكن مشيئتك يلزمنا المحبة و فكر المسيح لكي تقبل هذه الصلاة.هنا يعرف كل أحد ما الفرق بين مشيئته و مشيئة الله. نستطيع أن نكتشف و نقيس كل فكر هل يتفق مع مشيئة الله إذا لم يتعارض مع محبتنا لله و لا مع خلاص نفوسنا.لذلك   نضع (الصوم و الصلاة و العطاء و الخدمة و التكريس  ) تحت هذا المجهر الواضح في مشيئة الله و نسأل أنفسنا هل هذه الأعمال تتم بمحبة و تهدف للثبات في خلاص المسيح الذى أكمله ؟  لان هكذا هي مشيئة الله: ان تفعلوا الخير 1بط 2 : 15 لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح، عاملين مشيئة الله من القلب،أف 6 : 6 إذا لم يكن الأمر هكذا فيلزم إعادة النظر في كل شيء في القلب.

مشيئة الله ثابتة: لهذا يقول له المجد : عب 6: 17 فلذلك اذ اراد الله ان يظهر اكثر كثيرا لورثة الموعد عدم تغير قضائه، توسط بقسم، القضاء مشيئة إلهية .وهي كلية المحبة  الثابتة وبسببها  يخلص بالقليل و بالكثير 1 صم 14 : 6 بالمحبة يقتاد المقاومين إسمه إلي التوبة كما فعل مع بطرس الرسول حين جدف و شاول حين أتلف الكنيسة  و لونجينوس حين طعنه  و إريانوس حين تفنن في تعذيب المسيحيين.مشيئة الله غير متقلبة كمشيئة الناس.فالبعض يغفر حين تصدر الأخطاء من أحباءه و يقسو على غيرهم.أما الله فمشيئته أن الجميع يخلصون 1 تى 2: 4.هذا فكر ثابت في المشيئة الإلهية. التردد و الشك و ترك المحبة الأولى  علامات خوف و نتاج إرادة  متقلبة بينما الإيمان ثبات في محبة الله نستند عليها , يع 1: 6 - 8

مشيئة الله الخلاص و ليس العقوبة: الله لا يقبل الخطية لكنه يقبل الخاطئ. يبغض الضلال و يقبل  الضالين. لا يشاء موت الخاطئ بل يشاء أن يرجع و يحيا.لأن الخاطئ بلا توبة يموت. لو 13: 3و 5 , 2بط 3: 9 . هذه المشيئة  سبب فداءنا و بها يقبل البشرية لأننا جميعاَ خطاة نحتاج إلي التوبة.بهذه المشيئة نجا أهل نينوى حين تابوا.بهذه المشيئة غفر للعشارين و الزناة حين قبلوه.هل مشيئتنا أن يخلص الناس خصوصاً الذين يختلفون معنا أو يعادوننا أم أننا ننتظر إنتقام الله .ماذا لو إنتقم منا نحن أيضاَ .لأنه ليس أحد بار ليس و لا واحد.نعم الله ينتقم لأولاده لكن هذا لا يجب أن يكون رجاءنا الأول بل الأخير.نحتاج  أن تكون مشيئتنا مثل مشيئته أن يرجع هؤلاء و (نحن) عن الخطية و نتوب معاَ لكي لا نهلك.

الله يفعل ما يريد و يريد ما يفعل: ليس في الله تناقض بين المشيئة و الفعل.فمشيئته أن نحيا و الثمن أن يموت بدلاً منا.و قد دفع الثمن بمحبة لا توصف.حتي أن خلاصنا شهوته.و جنسنا ملذته. أما التناقض بين المشيئة و الفعل فيحدث لنا و منا فقط.فمثلاً يشتكي بولس الرسول نفسه لله إذ يقول : فاني اعلم انه ليس ساكن في، اي في جسدي، شيء صالح. لان الارادة حاضرة عندي، واما ان افعل الحسنى فلست اجد رو 7: 18 و 21. كان صراع بين إرادتين في الإنسان .بين روحه و جسده هذا التناقض مرحلة نمر بها في البدايات.فلا ينبغي أن نتوقف عن طلب المعونة لكي نجتازها و نصل إلي مرحلة قال فيها بولس الرسول أنه يقمع جسده و يستعبده 1 كو 9 : 27 .و أن هذا النمو بفضل نعمة الله 1 كو 15: 10.

مشيئة الله أن نكون واحداَ فيه كوحدة الثالوث: يو 16: 22 . لذلك من له نفس الفكر من الناس و يصنع نفس المشيئة و يهتم بالصلح بين الناس و يزيل العداوات بينهم و يوفق المختلفين  ينضم للعائلة السماوية - لان من يصنع مشيئة الله هو اخي واختي وامي مر 3 :  35 في مقدورنا أن نغير شكل الأرض لو صارت مشيئة الله  في حياتنا كما فى السماء  كذلك على الأرض.

كيف ستكون مشيئتنا في الملكوت
إن نوالنا المشيئة السمائية  بدأ فى المعمودية حيث ولدنا ليس من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله  فصارت لنا إمكانية أن نكون أداة لتحقيق مشيئة الله في أنفسنا و في كنائسنا.يو 1: 13 و في السماء لن نفقد مشيئتنا الخاصة و لا حريتنا بل ستكون لسان لنمجد به الرب.و نشابه الملائكة الذين يسكنون السماء و لهم مشيئة صالحة دائماَ و حرية مقدسة دائماَ.سنكتسب صفة الثبات  و الدوام في كل الفضائل السمائية.و ننمو فيها بإرادتنا الصالحة.لأننا سنكون ثابتين في الله متحدين بالثالوث كما شاء المسيح و صلي لأجلنا لكي ننال هذا الإتحاد.لذلك لن يكون هناك أي فارق بين مشيئة الله و مشيئتنا في السماء.فالإتفاق بينهما ثابت بسبب ثباتنا الأبدى في المسيح الوسيط الأمين .و ثباتنا في المحبة الأبدية يجعل كل أهدافنا في السماء مقبولة و منسجمة مع مشيئة الله.و سيكون الخلاص سر فرحنا و مصدر تسبيحنا.فالمحبة و الخلاص قد صارا إستحقاقاً نلناه في الملكوت.و مشيئة الله لم تعد مبهمة لأننا سننال المعرفة الكاملة.ستكون الصلاة بالعيان و ليس بالإيمان,لذلك ستتحول الصلاة إلي حديث مباشر مع المسيح الذى نسكن حضنه.المشيئة في السماء متعة و جزء من الميراث الأبدى.و ستكون لكل إنسان سماوى فرصة للتعبير عن محبته لله بطريقة شخصية ففي السماء سنتمتع بالتفرد كما سنتمتع بالوحدة.التفرد في التعبير عن المشيئة و الوحدة في المحبة و المجد و كما في المسيح إتفقت المشيئة اللاهوتية مع مشيئته الناسوتية بغير معاناة. أيضاً كما أن المسيح متفق في مشيئته مع الآب و الروح القدس . و هو إذ أخذ جسدنا صارت لنا الوسيلة لكي نحصل علي نفس هذا هذا الإنسجام في المشيئة  و في الكيان السماوي الذي سنناله في الملكوت السماوي. سيكون لنا و فينا نفس هذا المثال كما هو مكتوب أنه متي أُظهر فسنكون مثله 1 يو 3 : 2  نفس مشيئة الثالوث الذي يضمنا في حضنه.