د. أمير فهمى زخارى المنيا
هي عبارة شهيرة قالها الفيلسوف السياسي والكاتب الإيطالي الشهير “نيكولو ميكافيللي” حتى عُرفت باسمه، بل سُمّيَ المبدأ الذي وراءها بالمبدإ الميكافيللي.
والعبارة منتشرة في شتى اللغات؛ فيًقال بالإنجليزية The end justifies the means، وفي العامية المصرية “اللي تكسب به إلعب به”.
وهو مبدأ الغرض منه أن الغايات الحسنة تُبَرِّر الوسائل الشريرة، مبدأ ملأ الأدب العالمي ومن ورائه الفكر العام لدي الناس، فاشتهرت قصص مثل قصة “روبن هود” الفارس الذي كان يسرق الأغنياء ليُطعم الفقراء.
ولأن الإنسان لا يقف عند حد في شرِّه؛ فقد تدهور استعمال هذا المبدأ حتى صار يُستخدم ليبرِّر أي وسيلة، مهما كانت مشبوهة، ما دامت تحقِّق الغرض المطلوب، بغض النظر عن ضررها أو لا أخلاقيتها.
= أراد يومًا موسى أن يخلِّص شعبه من العبودية المؤلمة في مصر وقتها (خروج٢). فـ«خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ». وإلى هنا والأمر حسن. لكن للأسف، الغاية النبيلة التي خرج لها لم تكتمل إذ اساء الوسيلة مستخدِمًا قوَّته الشخصية؛ فكانت النتيجة أن قتل مصريًا، وتدهورت القصة؛ فاضطر للهرب بعيدَا عن المشهد. لقد أراد الله أن يستخدمه مخلِّصًا لكن ليس بطريقة موسى، بل بطريقة الله. لذلك كان ينبغي أن يأخذه بعيدًا لأربعين سنة حتى يعلِّمه هذا الدرس، ويعيده من جديد ليستخدمه بطريقته. وإذ تعلم موسى أن يتبع طرق الله لتحقيق أغراض الله؛ كانت النتائج المجيدة والخلاص العظيم الذي استخدمه الله فيه.
= وهناك قصص كثيرة في الكتاب المقدس إلتجأوا إلى الكذب ، أذكر منهم يعقوب عندما كذب على أبوه اسحق في موضوع البركة.. وكذب على أخوه عيسوا في موضوع البكورية.. وكذب على خاله لابان في موضوع الغنم.. ولكن نتيجة هذه الأشياء ظل تقريبا 20 سنة والبركة مفقودة في حياته. لولا مراحم الرب واحساناته عندما تعامل معه في صراع في مغارة يبوق.
= قصه حنانيا وزوجتَهُ سفيرةً قرّرا أن يبيعا أرضًا لهما ويتبرّعا بجزءٍ كبيرٍ من ثمنِها مُدَّعِيَيْنِ بأنّ هذا المبلغَ المدفوعَ للكنيسةِ ثمنُ الأرضِ كلُّهُ. ويشرحُ لنا اللاهوتيّون المفسِّرون أنّ هذا الكذبَ في هذه المسألةِ هو الذي جعلهما مستحقّين للموتِ والافتضاحِ أمامَ جماعةِ المؤمنين.
وكم من كثيرين ساروا على نفس الدرب ودفعوا الثمن، بل وإن فتشنا في تاريخنا الشخصي لوجدنا في حياة كل منا هذا المبدأ كثيرًا، وكم دفعنا الثمن غاليًا.
هل الغايه تبرر الوسيله ؟
تعتمد إجابة هذا السؤال على ما هي الغاية أو الأهداف وما هي الوسيلة المستخدمة لبلوغها.
إذا كانت الأهداف صالحة ونبيلة، والوسيلة المستخدمة لتحقيقها هي أيضاً صالحة ونبيلة، تكون الإجابة نعم، الغايات تبرر الوسائل.
ولكن ليس هذا هو ما يعنيه أغلب الناس عندما يستخدمون هذه العبارة.
يستخدمه أغلب الناس كعذر لبلوغ أهدافهم من خلال أية وسائل لازمة، مهما كانت تلك الوسائل غير أخلاقية، أو قانونية، أو مرضية.
ما تعنيه هذه العبارة عادة هو أنه "لا يهم كيف تحصل على ما تحصل عليه طالما أنك تحصل عليه في النهاية".
وانت يا صديقى ما رأيك .. هل الغاية تبرر الوسيلة ؟
د. أمير فهمى زخارى المنيا