مدحت قلادة
هناك ملايين المصريين من مختلف الاديان والمذاهب سافروا الى كل بقاع العالم اثبتوا وجودهم ، ولكن الاقباط اذا قيست نسبتة المهاجرين الى مجموع السكان سوف تتاكد انها كبيرة جدا فالمهاجرين الاقباط هاجروا فى كل القرارات الخمسة ، اما بسبب الاضطهاد او بسبب البحث عن فرص افضل .. ولكن هناك نوع من الاقباط تطلبة الدول الاجنبية لانها تدرك ان هذا الانسان هو عنصر نادر وصاحب فكر واضافة لبلدها بينما فى مصر فالدين اعمى عيون العديدين فاصبح هو المعيار للتوظيف للترقي وايضا للاستمرار .
عاهدت نفسي انني سوف اكتب عن عقول قبطية نجحت فى بلاد المهجر واصبحوا سفراء لمصر ، سفراء غير معينين ولكن كل منهم يحمل مصر داخل قلبة ويحمل ايمانة بمسيحيتة بمصريتة فكان عنوانا لمصر ورصيد للدولة التى يعمل بها وعقل وفكر يضيف الجديد وراس مال عظيم لكل مكان انضم اليه .
بطلنا هنا قبطي هو الدكتور فرج وديع دكتور صيدلي ولد فى 11 ماس 1943 تخرج من كلية الصيدلة جامعة القاهرة فى مايو 196 قضي سنوات التكليف بمحافظة سوهاج 4 سنوات ثم مديرا لصيدلية لمدة عامين التحق بشركة ساندوز (الان هى شركة نوفارتس) فى اول ديسمبر 1970 فى عام 1979 رقي الى مدير منطقة. كان هو المسئول عن نصف القاهرة و الصعيد كانت مجموعته تتكون من 13 صيدلى (مندوب دعاية) ثم التحق بالجامعة الامريكية لدراسة علوم الكمبيوتر و البرمجة صمم برنامج لمتابعة عمل المندوبين هذا النظام هو سجل دقيق لكل الاطباء الذين يزورهم المندوب ثم يسجل وجوب زياتة خلال شهرين, كما انه يسجل مبيعات منطقتة خلال هذة المدة, ثم تقارن مبيعات هذة الفترة بالفترة السابقة و بذلك نستطيع تقييم عمل المندوب تقييما عادلا .
فى الاجتماع الشهرى للمديرين لتقييم العمل تميز الدكتور فرج بان لدية تقارير شاملة دقيقة عن المجموعة التى تعمل معه مما اثار اعجاب المديرين فقرروا تبني نظام الدكتور فرج وقرر المدير تطبيق هذا النظام و كلف السكرتيرات بادخال اسماء اطباء كل مندوب و عندما يسلم المندوب تقريرة الاسبوعى يسجلون الزيارات التى قام بها.
ارسل المدير تقريرا الى الشركة فى بازل عن البرنامج و عينات من التقارير المستخرجة من البرنامج فوصلت الى الشركة بمصر رسالة من الشركة الام بسويسرا المقر الرئيسي ببباذل تطلبه مع التقارير والبرامج ايضا .
اعتقد الدكتور فرج انها زيارة تقديرا لعمله واذ المفاجاءة ان هناك خمس بخمس دول اخرى يحضرون ليعرضوا برامجهم ايضا ومثل الدكتور فرج مصر كلها امام خمس دول وكان على كل دولة تعرض برنامجها والخصائص التى يتميز بها وكانت النتيجة :
بعد عرض كل دولة برنامجها عرضت الادارة تقريرا عن ملاحظاتهم ملخصة الاتى:
كل برنامج بة نقاط قوة و نقاط ضعف, البرنامج الذى نريدة لابد ان يحتوى على هذة النقاط.
ثم عرضوا مجموعة النقاط الواجب توافرها فى البرنامج الذى سيستخدم فى بلدان كثيرة.
من يستطيع ان يوفر كل هذة النقاط علية ان يحضر الى بازل بعد ستة اشهر لعرضها,
عاد الى القاهرة ولكنه مصري عنيد يدرك ان اجدادة طيعوا اقسي انواع الحجارة صلابة وهم بناة الاهرام مصدر اندهاش العالم للان وانه ابن الحضارة المصرية التى منها نشاءات الحضارة الانسانية فعمل باقصى جهد لتوفير كل النقاط التى طلبوها وابلغهم انه جاهز بالبرامج كل البيانات التى طلبوها خبرائهم .
حضر فى هذه المرة ثلاثة دول فقط عرضت كل بلد برنامجها, و بعد مناقشات ودرسات قرروا اختيار برنامج الدكتور فرج يطبق فى شرق اوربا و اسيا و افريقيا و أطلقوا على برنامجى اسم :
Field Force Management System (FFM) or Wadie System
وكان يسافر دول شرق اوربا وافريقيا واسيا ليعلمهم علي البرنانج وصلت عدد الدول الى 18 دولة منها كوريا الجنوبية, سنغافورة, تايلاند, بنجالادش السعودية, الكويت, الامارات العربية, اليمن, عمان سوريا, لبنان, الاردن تانزانيا, نيجيريا, كينيا , روسيا, بولندا, سلوفاكيا .
الى ان طلبة مدير الشرق الاوسط فى بازل للعمل كمبرمج خاصة انه صيدلى و دارس للكيمياء. و وصل من سويسرا الخبير السويسري فى قسم الكمبيوتر الى القاهرة لتقييم البرنامج حضر الى القاهرة مستر : “Wener Kroer”
اعجب الخبير السويسرى بكل برامج الدكتور فرج وصرح له انك تنجز اعمال عظيمة ببرامج نحن لا نستخدمها لاننا نستخدم برنامج SAP (System Application Program) هذا تستعملة الشركات الكبيرة لانة يغطى كل نشاطات الشركة من شئون الافراد و الانناج و المخازن و المبيعات و العملاء ,,,,,الخ .
ثم سافر الخبير وكانت المفاجاءة هى طلب الشركة الاصل بسويسرا الدكتور للعمل في باذل كمبرمج للشركة واخبرة
بان الشكرة حجزت له ثلاثة ثلاث كورسات ساب فى لندن عاد الى باذل بوظيفة مبرمج فى الساب لمدة ثلاث اشهر
بعد ذلك اصبحت اعمل ثلاث اشهر فى القاهرة و ثلاث اشهر فى بازل و استمرذلك لثلاث سنوات
اهتمت الشركة باسرة الدكتور فرج فانتقلت اسرته كاملا الى بازل فى اول يونية عام ستة و تسعين اعطونا سكن مجانى و حجزوا مدارس للاولاد. واستمر للعمل حتى سن المعاش 65 وهذا سن المعاش فى سويسرا فمن العجيب ان الشركة تمد له عامين اخرين للانتفاع بخبرته وعقلة وعبقريتة كصيدلى وكمبرمج معا .
انه نموذج قبطي وهناك عشرات الالاف من الاقباط بل الملايين يستطيعوا ان يقدموا العديد لبلادهم ولكن الفرز الديني سبب كل مصائب تعيشها مصر بل معظم الاجهزة اخترقها التطرف والارهاب وصار الانتماء الدينى مقياس بل اتخذوا لانفسهم مكان الله فصاروا يحددون اين مقر العظماء الاقباط فى الحجيم مهما كانت عظمتهم وانسانيتهم وعلمهم فصار الشيخ العاطل عن العمل يصدر فتواه ويحدد مصير العظماء .
اخيرا تحية من القلب للدكتور فرج الذي حمل ايمانة وعمله و وطنة داخل قلبة فصار سفيرا لمصر ...