- "عرب بلا حدود": الحكومة المصرية مسئولة عن وقوع مذبحة الإسكندرية
- نشرة المتحدون ليوم 1 يناير 2011
- "العوا": ستة أقباط من الصحابة شاركوا في فتح مصر، وجمال الدين: كلام يفتقد البرهان!
- طفل بمدرسة الفاروق الابتدائية يُطالب بمجلس للتصدي للفتنة من شيوخ وقسيسين مصر!
- تهديدات للمرة الثانية باستهداف الكنائس، و"المليون" يطالب بتكثيف الحراسة على الكنائس خلال عيد الميلاد
د. حاتم الجبلي.. وتحديات الشهور القليلة القادمة!!
بقلم: جرجس بشرى
لم تشهد مصر طيلة تاريخها وزيرًا للصحة مثل د. حاتم الجبلي، فهو أول وزير صحة مصري يتميز بكثرة زياراته الميدانية للمؤسسات الصحية والعلاجية في مصر لمُراقبة جودة وأداء هذه المؤسسات، كما أنه من الوزاراء القلة الذين يستجيبون بسرعة لما ينشر من مشكلات في مجال الصحة عبر وسائل الإعلام، كما عُرِف عن الجبلي بأنه رجل الثواب والعقاب، فهناك كثير من المؤسسات والصروح الطبية المُخالفة للشروط والمعايير الطبية تم غلقها في عهده، وهناك كثير من الأطباء والعاملين في المجال الصحي تمت مُحاسبتهم بحزم، ويتميز الجبلي بخبرته الواسعة في المجال الطبي، فهو من الرواد في مجال إدارة المُنشآت الصحية، حيث يمتلك أكبر الصروح الطبية في الشرق الأوسط وهي مؤسسة "دار الفؤاد".
وبالرغم هذه الميزات التي يتمتع بها الجبلي إلا أنه وُجِه بنقد لاذع وشديد لدرجة أن طالب كثيرين بإقالته من منصبُه بسبب عدم كفاءة الوزارة في مواجهة تزايد وإرتفاع عدد حالات المرضى بالتهاب الكبد الوبائي "C" الذي تصاعد إلى 9 ملايين مواطن، وتصاعُد عدد حالات الإصابة بالسرطان والسكر غيرها، وتدني رواتب الأطباء، وقصور الخدمات الصحية في القرى النائية بربوع مصر.
ومن الغرابة أن يكون الدكتور حاتم الجبلي حاصلاً على درجة الدكتوراة في الأشعة التشخيصية بمصر عام 1983، ومع ذلك يُهمل المُعاناة المادية التي يتعرض لها قطاع عريض من فنيي الأشعة بالمُستشفيات والمصالح الحكومية بمصر، والذين يفوق تعدادهم الـ 40 ألف فني أشعة، حيث يتقاضى فني الأشعة في مصر ما يُعادل 150 قرشًا في الشهر كبدل للمخاطر، وهو مبلغ هزيل جدًا إذا ما قورن بما تتعرض له هذه الفئة من أضرار صحية نتيجة لتعرضُها المُباشر مع الأشعة الصادرة من الاجهزة.
ويُحسب للجبلي الشفافية التي تعاملت بها وزراته مع فيروس "H1N1" المشهور بإنفلونزا الخنازير، وذلك من خلال الإعلان عن الحالات المُصابة أولاً بأول، وتطبيق الحجر الصحي على جميع القادمين من الخارج، وتتبع الحالات المُصابة والحالات المُصاحبة لها، وقد لاقى الجبلي إنتقادات لاذعة عندما طالب بتأجيل موسم العُمرة بسبب تزايد حالات الإصابة بالفيروس على مستوى العالم، وهو ما نظرت إليه بعض شركات السياحة على أنه تهديدًا لأرزاقها وتشريدًا لبعض العمال بها نتيجة للخسائر التي ستلحق بها في حالة تطبيق هذا القرار، ويؤخذ على الدكتور الجبلي مطالبته بفتوى لتأجيل العُمرة من مُفتي الجمهورية بسبب وباء أنفلونزا الخنازير، تحسبًا لإنتقال العدوى إلى المعتمرين المصريين.
وهناك من ينظرون للوزير حاتم الجبلي على أنه يُسير في الوزارة بعقلية رجل الأعمال ولا يشعر بأوجاع رجل الشارع البسيط، وإن كان الوزير حاتم الجبلي قوبل بهذه الإنتقادات وهي في رأينا موضوعية، إلا أنه ليس هو الوحيد عن مهزلة الفساد الحادثة في قطاع الصحة، لأن الفساد ضارب بجذوره في هذا القطاع منذ عدة عقود مضت، فالرجل تمت في عهده طفرة في علاج شلل الأطفال ومناهضة ختان الإناث وبناء مستشفى سرطان الأطفال التي تمثل واحدة من أبرز الصروح الطبية التي شُيدت في مصر على الإطلاق، وكذلك تزايد الحملات التوعوية الخاصة بتنظيم الأسرة والفيروس الكبدي الوبائي "C" وتزويد بعض المعامل والمؤسسات الطبية والتعليمية بأحدث الوسائل والأجهزة الطبية، وكذلك إهتمامه بجودة الطبيب من خلال تنظيم دورات تدريبية متخصصة للأطباء من أجل رفع كفاءاتهم الطبية لتقديم خدمة طبية أفضل للمرضى وبأسعار مناسبة، وبالرغم كل هذه الجهود ما زال الفساد يضرب بجذوره في القطاع الطبي بمصر الذي يحتاج مجهودات مضنية من الوزير والمسئولين بالوزارة.
ولعل أحد أهم المهام التي ينتظرها الناس من وزارة الجبلي هي التغطية التأمينية الشاملة للأسر الفقيرة، وتطوير وحدات الإسعاف، والرقابة على غرف العمليات بالمستشفيات لكي تكون مطابقة للمواصفات، وسرعة إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة بعيدًا عن البيروقراطية والروتين الحكومي المُمل.
ولعل الفترة المقبلة ستكون هي الفترة الحاسمة التي يتوقف بقاء أو رحيل الجبلي من وزارة الصحة، حيث أقترب موسم العام الدارسي الجديد، وهذا التوقيت بلا شك سيشهد تزايدًا في أعداد الإصابات بفيروس "N1H1" (إنفلونزا الخنازير) وهو ما يجعل الوزارة في حالة من التأهب القصوى منعًا لإنتشار الفيروس بين طلاب المدارس، الأمر الذي يستدعي من الوزارة وضع خطة عاجلة فيما يتعلق بالإجراءات التي ستتخذها الوزارة للحد من الإصابة بالمرض، كمنع التكدس في الفصول أو تواجد فِرق طبية بالمدارس ومع العلاج اللازم للمرض أو توزيع الكمامات على طلاب المدارس مع توعية الطلاب بكيفية إنتقال المرض وطرق الوقاية منه.
أن على الجبلي مسئولية خطيرة خلال الفترة القليلة القادمة، فهل ستكون هذه الفترة كفيلة بالإطاحة به من منصبه خاصة بعد أن طالب الرئيس مبارك في إجتماع بلجنة من الصحة لمناقشة تطورات أنفلونزا الخنازير بتأجيل الدراسة في حالة انتشار الفيروس أم ستُثبت أقدامه أكثر فيها؟
هذا بلا شك ستجيب عنه الشهور القليلة القادمة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :