حمدي رزق
ربنا ابتلانا بنفر من المعممين تخصصوا فى إهانة المرأة، والحطّ على رأسها، مستخرجين أسوأ النماذج والأمثلة من الكتب الصفراء التى تحط من شأنها، سيما لو كانت زوجة، بوصفها «خادمة» فى بيت الزوجية، بلغت غسيل قدمى الزوج بالماء الساخن ليلا، وطرقعة صوابعه نهارا، والتهوية على كتافه وهو يطحن عظام الفرخة المشوية فى ليلة صيفية، فى طقس مطمور من أيام «سى السيد» الله يرحمه ويبشبش الطوبة اللى تحت دماغه.
إذا كان على القرآن الكريم.. فقد كرّم الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سنوات المرأة، زوجة وأمًّا وأختا وابنة، خير تكريم وأنزلها خير منزلة دنيا وآخرة. وإذا كان على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعلاقته الزوجية مع ستنا وأمنا «عائشة» رضى الله عنها وأرضاها تُدرس، نموذج فى الأدب والاحترام والحنو والعطف والكرم، ومثال، كان يحبها حبا جما، وينطق اسمها مقرونا بصيغة التدليل (الدلع)، كان عليه الصلاة والسلام حبيبا محبا جميلا، وزوجا متفانيا راقيا، قال صلى الله عليه وسلم «أدّبنى ربى فأحسن تأديبى».
من أين لهؤلاء هذا القبح والكُره والشوفونية الذكورية، من أين لهم كم الغبن والظلم والبغى والتنطع والتحرش والتنمر على المرأة، من أى آبار مسمومة يستخرجون منها هذا القيح المتقيح.. ناس وناس.. ناس تستخرج اللؤلؤ من قاع البحار المالحة يأخذ العيون، وناس تستخرج «أم القيح» من الجروح المنتنة!!.
ليس معنى أنها صارت «زوجة» أنها صارت متاعا، وملك يمين لجانبك، ولا هى خادمة سيادتك، ولا شغالة وغسالة فول أتوماتيك، لا تتعب ولا ترتاح فتتعطل، وتبوس إيديها وش وضهر على نعمة الزوج، وتسمع الكلام، وإذا حدث فتهديد بالطلاق!!.
من أين لهم مرويات غسيل قدمى الزوج، والتهوية على جنابه، والتسرية عن سيادته، ما هذا السخام الذى يلوثون به الحياة الزوجية؟!. المستشيخات عجبًا يطلبن أجرًا لإرضاع الصغير وغسيل المواعين، والمستشيخون يطلبون غسيل الأقدام وبوس الأيادى.. تحس إنهم متسلطين على البيوت الآمنة.
إنها فتنة تسرى، يستهدفون بيوت الزوجية بوابل من فتاوى ما أُنزل بها من سلطان، والبيوت مش ناقصة، فيها ما فيها من خلافات على المعايش فى ظل أزمة اقتصادية طاحنة، تستوجب العون والتآزر والسكن والمودة والرحمة. الزوج الجميل فى العادى والجو هادى يقول لها: تسلم إيديكى، وريحى نفسك شوية. والزوجة الجميلة تنسيه متاعبه، وزحام المواصلات، وغلاسة المديرين، تهون عليه، وتشاركه تدبير المعايش.
الظرفاء بيننا يطلقون على الزوجة «الحكومة»، تلطفًا حكومة تصريف الأعمال المنزلية، وكثير من الأزواج بعد أن يسلمها المرتب عن طيب خاطر يأخذ مصروفه من زوجته راضيا مرضيا، ويتدلل عليها تِزود المصروف لأن «المعسل» أصابه الغلاء.. وضحكة جميلة تلون الوجوه الطيبة، فضل ونعمة من ربنا.
لو مشايخ الغبرة لمسوا حنية الزوجات وكرم الأزواج لخجلوا من أنفسهم، لكن اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخجل.. ومنين أجـيب نـاس لمعناة الكـلام يتـلوه. حلمك يا شيخ علام، بذمتك زوجتك بتغسل رجليك، حتى ريحة الشراب تزكم الأنوف، حنانيك يا شيخة هنية، فكرة الرضعة بكام عيب، وكلام كوسخ الودان، احترموا الأزواج والزوجات، لا الزوج فى البيت «قنصل الوز»، ولا الزوجة «بنت بارم ديله»، دول مكفيين على تربية الأولاد، وتدبير المصاريف عبر الجمعيات، ولا يأكلون حتى يشبع الأولاد، وكل منيتهم ستر البنات، والستر عنوان.
نقلا عن المصرى اليوم