حمدي رزق
السقوط الحر هو سقوط الجسم باتجاه مركز الأرض بقوة الجاذبية الأرضية، كالقفز من الطائرة دون مظلة.. يهوى بلا كابح..
أخشى النجم «محمد رمضان» فى حالة سقوط حر، يأتى بحكى عجبا، ليس هناك من يتقصده، رمضان عدو نفسه، عندما يتحدث يتساقط منه الكلام كالزلط، وعندما يغرد يهرتل، وعندما تضيق عليه الدواير يطيش صوابه، وفى حالة عدم الاتزان يحدث السقوط من حالق.
موهبة واعدة لو أخلص لموهبته، وحافظ عليها، وتوقف «هنيهة» عن اللهاث، ووقف مع نفسه، ليتبين الطريق الصحيح إلى قلوب الناس، ولا يتكبر على رافضيه، ويلقى بقفازه فى وجه الجمهور الذى مل ظهوراته الاستعراضية يخزق عيون الناس.
بالبلدى يعقل شوية، ويرجع لعقله، ويقف من نفسه موقف الناقد الأمين، ويسأل فيم أخطأت؟، ويكف عن التغريد، يصمت قليلا حتى نسمعه جيدا، ركوب العربيات من أعلى خطر جدا، خشية السقوط زرع بصل.
صيحات الأولتراس، وتحلق الفانز من حول رأسه، سيطرحونه أرضًا، أخشى عليه من السقوط الحر، فيصبح على ما يفعله من النادمين.
مشكلة رمضان ليست فى حفل جرى إلغاؤه، أو حملة فيسبوكية ترفض ظهوره هنا أو هناك، هذا عرض ظاهر لا تخطئه عين مراقب، وليتمعن رمضان فى الرسالة التى حررت فى الإسكندرية وبلغت دمشق، رسالة رفض، لسلوكيات رمضان الذى يتخبط فى ثيابه فيخلعها، فضبط عاريا فى مواقف ملتبسة، منها ما هو تطبيعى أو تطجينى، رمضان إذا تحدث يطجن ويخبط فى الحلل فيصدر ضجيجا يصم الآذان.
السكوت من ذهب، لماذا يفضل رمضان الفضة، ويثرثر على حسابه، منقوصا من رصيده، أخشى رصيده شارف على النفاد بين الناس التى كانت تراه خير تعويض لفقد عظيم متمثلا فى طيب الذكر العظيم «أحمد زكى»!.
وكان رمضان يخطو على طريقه قبل أن تزل قدماه ويتنكب الطريق، مَغرورًا مُغرَّرًا به، فى استعراضات خالية من الإبداع الفنى، أقرب إلى استعراض القوة، والفتوة، والغرور.
لم يفقه رمضان رسالة سقوطه على المسرح ذات مرة، كانت نذيرا، ولكنه فى غيه يعمه، لا يرى طريقه جيدا، مغمى عليه، مغمى العينين، أعمى ولو كان بصيرا.
طول ما رمضان ماشى فى سكة اللى يروح ما يرجعش، لن يرجع سريعا، قد يتوه، وقلنا بدل المرة ألف، رمضان فى حاجة ماسة إلى مدير، رمضان لا يجيد القيادة الذاتية، يلزمه قائد يقود موهبته، يفرمله، ويرسم له خطوه، ويقول له هذا يصح وهذا لا يجوز.
مدير خبرة فاهم، ينهاه عن إغاظة الجمهور، الجمهور يا رمضان هو السيد وهو الحكم، وإذا لم ترعوِ احتراما، ستفقد الأرضية التى تقف عليها، من صنع رمضان جمهور توسم فيه خيرا، ومن سيسقطه جمهور خاب فيه رجاه.
للأسف صار مستفزا، كلامه، لباسه، طلته، محتاج من يرسمه من جديد فى أعين الجماهير، لا تراه سوى سادر فى غيه، راجع فيديوهات السنوات الثلاث الأخيرة، تلبسته روح شريرة، يصارع طواحين الهواء، ويستنفر نوازع الرفض فى نفوس طيبة، باستعراضات السيارات والدولارات والملابس المزركشة، والظهورات الغريبة.
خسارة موهبة رمضان تضيع فى العند، الناس تنفض عنه تباعا، صحيح لا يزال رمضان يحتفظ بجمهور لابأس به، يلتفون حول سيارته، ولكن لماذا تخسر الملايين وأنت فى حل من الخسارة، توقف، قف مكانك، اصمت، احفظ لسانك، لسانك حصان إن صنته صانك!.
نقلا عن المصرى اليوم