كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة حملت عنوان "دير البنات الأثري ووادي فيران، أو وادي فاران، في سيناء" وجاء بنصها :
وادي فيران يقع على بعد 60كم شمال غرب دير سانت كاترين وقد أخذ شهرته من وجوده فى سفح جبل "سربال" العظيم الذي يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر. وكان الوادي ملجأً للمتوحدين المسيحيين الأوائل في سيناء.
المنطقة الأثرية بوادي فيران تضم مدينة بيزنطية متكاملة بمنطقة "تل محرض" الأثري وتبلغ مساحتها 400م طول 200م عرض ولها سور. تحوي المدينة آثار عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي. ويواجه تل محرض "جبل الطاحونة" الذي يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادي وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادي.
يحتضن وادي فيران مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة في تل محرض الأثري، وتضم المدينة أربعة كنائس منهم الكنيسة الأسقفية مقر الأسقف وكنيسة المدينة، ومنازل واضحة التخطيط ومقابر على أطراف المدينة.
وتحوى آثارًا عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي وكان الوادي ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجئوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان في القرن الرابع الميلادي منهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م، وبنوا قلايات من أحجار الوادي، التي ما زالت باقية حتى الآن. ويواجه تل محرض جبل الطاحونة الذى يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر ويضم قلايات مسيحية للرهبان من القرن الرابع الميلادي وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادي. وقد شهدت المنطقة قدوم المسيحيين إليها من أوروبا في رحلتهم إلى القدس عبر سيناء.
كشفت عن دير البنات القديم بعثة آثار المعهد الألماني بالقاهرة برئاسة الدكتور بيتر جروسمان موسم حفائر 1990 تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ويقع فوق قمة جبل منحدر يطلق عليه جبل البنات 2كم شرق تل محرض الأثري والمتبقي من الدير أجزاء من الجدران الخارجية ويعود للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادي وبحكم أنه يشرف على الطريق فمن المحتمل استخدام المبنى في وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمي المدخل الجنوبي إلى وادي فيران وقد أطلق على هذا الجبل "جبل البنات".
من المعروف من التاريخ الكنسي أن طور سيناء، قبل بناء دير طور سيناء (القديسة كاترين حاليًا) ما بين 548 إلى 565 م، كان تابعًا روحيًا لإبرشية فيران، التي كانت إبرشية عظيمة ولها أسقف يقيم في وادي فيران. ويُعتقد أن أول أسقف قام على أسقفية فيران هو "الأسقف موسى" (۳٢٠ - ۳٦٠م)، قيل إنه هو الذي حول أهل فيران عن عبادة الأوثان وأدخلهم المسيحية. وكان آخر مطارنة فيران هو ثيودورس عام 649م.
كانت إبرشية فيران تابعة روحيًا لإبرشية البتراء، التي كانت بدورها التابعة روحيًا لبطريركية أورشليم للروم الأرثوذكس. وتدل الشواهد التاريخية على وجود أسقف لوادي فيران ففي عام ٥۳٦م، في مجمع القسطنطينية الذي عقد ضد الهرطوقيين أنتيموس وسافيروس، وقَعَّ الكاهن ثيوفانس باسمه في جلسات المجمع نائبًا عن أبرشية فيران.
بعد عام ٦٤٩م انتقل مركز الإبرشية من فيران ﺇلى طور سيناء، وأصبح رئيس الدير مطرانًا للإبرشية ولقبه "رئيس أساقفة دير طور سيناء وفيران والرايثو".
وأطلال مبنى مقر أسقفية فيران الأثري ملاصقة لدير "النبي موسى" للراهبات، الذي أسسه حديثًا رئيس أساقفة سيناء "دميانوس الأول" الرئيس الحالي لدير طور سيناء، بالقرب من أطلال دير البنات الأثري.
يقع دير البنات الأثري فوق قمة جبل منحدر يطلق عليه "جبل البنات". المتبقي من الدير أجزاء من الجدران الخارجية ويعود تاريخ الدير للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادي.
وقد سُمي الدير بـ"دير البنات" لأنه كان يسكن هذا الدير راهبات. وقد حدث أن تعرض الدير وراهباته لهجوم من البربر الذين تعرضوا للراهبات، وكان عددهن سبع راهبات، فما كان منهن إلا أن ألقين بأنفسهن من فوق الجدران الخارجية إلى أسفل الجبل المنحدر المقام فوقه الدير، لذا أطلق هذا الدير "دير السبع بنات".
أما دير البنات القائم حاليًا (التابع لدير القديسة كاترين في سيناء) فيُسمى "دير البنات الحديث". وهو دير للراهبات، يقع ملاصقًا لتل محرض الأثري حيث يقع دير البنات الأثري. ففي عام 1898م حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع. وفي عام 1970م قام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة سُمِّيَت "كنيسة النبي موسى". ثم عام 1979م تم بناء دير حول هذه الكنيسة. تتميز حديقة الدير بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود. وهذا الدير يقع بالقرب من آثار مقر أسقفية سيناء ووادي فيران الأثري.