خالد منتصر
خبر من كثرة تكراره صار لا يثير الدهشة، صارت معه أُلفة، وسماعه أصبح لا يثير أى استغراب..الرقية أو بالقرآن '> القبض على دجال يعالج بالرقية أو بالقرآن أو بالأعشاب.. إلخ، القبض يتم بعد أن يكون قد حصد الملايين من الغلابة ومن غير الغلابة، والخبر التالى ليس الأول وليس الأخير، يقول الخبر:
«ألقت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية القبض على الشيخ إبراهيم شهاب؛ بتهمة تجارة العقاقير غير المرخصة ومجهولة المصدر، واستخدامها فى أمور الدجل، والشعوذة، بزعم أنها تعالج من المس والسحر والحسد، كشفت التحريات والتحقيقات الأولية أن الشيخ إبراهيم شهاب ظهر عبر صفحاته وفى فيديوهات منسوبة له، يروج لتلك العقاقير واستعمالها فى العلاج من المس والسحر، وادعى قدرته على العلاج من المس من الجن وفك الأعمال السفلية وأعمال السحر»، وتابعت التحريات أن «الشيخ إبراهيم شهاب يمتلك مركزاً للعلاج بالقرآن الكريم، من أمراض السحر والحسد والمس والعين بالأعشاب والحجامة، يقوم من خلاله بالترويج لتلك العقاقير والأدوية بدون أى تصريح أو ترخيص».
انتهى الخبر لكن لم تنتهِ التساؤلات، هل مثل تلك المراكز التى انتشرت فى مصر كالسرطان لها تصريح أو ترخيص أصلاً حتى نقول إنها تعمل بدون تصريح أو ترخيص؟! هل وزارة الصحة مثلاً تمنح ترخيصاً لمراكز الحجامة وعلاج الأعشاب؟ ولو كانت تمنح ما هى المعايير العلمية التى تمنح بناء عليها؟! أين يذهب المعالج بالرقية الشرعية أو المعالج بالقرآن للحصول على الرخصة؟ هل يذهب لوزارة التضامن مثلاً؟ هل وزارة الأوقاف من حقها السماح لشخص أن يفتتح سنتر العلاج بالقرآن فى مدينة ويضع يافطة كمان؟! هل هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية والأزهر الشريف يمنح تصاريح لفك السحر والأعمال السفلية مثلاً؟!
أنا أسأل بكل جدية، لأن الأمر استفحل ولم يعد هناك مجال لفزاعة «كيف تعترض على العلاج بالقرآن أو الحجامة أو الرقية؟»، هناك قانون ولوائح تحدد الممارسة الطبية ومعاييرها وآلياتها، والتحايل عليها من خلال رايات وشعارات دينية غير مقبولة، والمفروض أن يكون غير مسموح أيضاً وعليه عقوبة شديدة، القانون المدنى ليس فيه سحر وفك السحر وعلاج السحر، ومن يدعى أنه يعالج تلك الغوامض ويفعل المعجزات فهو دجال قولاً واحداً، والسكوت على مثل تلك الأشياء ليس إهداراً للمال فقط، ولكنه إهدار للعقل واستنزاف للفكر ونفى للمنهج العلمى من حياتنا، وهذا الترف وتلك الرفاهية المفروض ألا يكون لها مكان فى صناعة مستقبل محترم يليق بنا.
نقلا عن الوطن