عبد اللطيف المناوي
يبدو أن الأوضاع فى أوكرانيا ستتفاقم خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد ضم فلاديمير بوتين قطاعات إضافية واسعة من أوكرانيا، فى أكبر عملية ضم عسكرى فى أوروبا ربما منذ الحرب العالمية الثانية.
فقد أعلن الرئيس الروسى ضم أربع مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة قواته، وهى مدينتا خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتان، بالإضافة إلى دونيتسك ولوجانسك الواقعتين فى إقليم دونباس، شرق أوكرانيا، وهذا الإعلان يأتى فى إطار سلسلة الإجراءات الروسية التى يبدو أنها آخذة فى التصعيد أخيرًا، والتى بدأت بإعلان التعبئة الجزئية، وربما لا تنتهى قريبًا بعمليات الضم الأخيرة.
ما أقدم عليه بوتين أقلق الولايات المتحدة وحلفاءها فى أوروبا، إذ قال رئيس العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، بوب مينينديز، إن تحرك بوتين يجعل الأمر أكثر صعوبة على الأوكرانيين لإيجاد طريق للمضى قدما، وهذا التصريح يؤكد الخبر المنشور فى صحيفة «واشنطن بوست» اليوم؛ القائل بأن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين يجهزون لرد عنيف، بإجراءات قد تهدف إلى زيادة الضغط العسكرى والدبلوماسى والاقتصادى على موسكو.
قد يعلن البيت الأبيض قريبًا عن حزمة عقوبات جديدة على روسيا وبعض الكيانات المنتمية لها، والتى تساهم تحديدًا فى المجهود الحربى، لتضاف إلى مجموعة العقوبات التى أُعلنت من قبل، وتواصل موسكو إنكار تأثيرها؛ فى حين أن الأمريكان والأوروبيين يعتقدون أنها ستضع بوتين فى موقف لا يحسد عليه.
الداخل الروسى أيضا مرشح تمامًا للانفجار، فالسياسيون القوميون يضغطون على بوتين لإعلان الأحكام العرفية التى من شأنها أن تضع الاقتصاد على قدم وساق فى زمن الحرب، وإغلاق الحدود لإيقاف عشرات الآلاف من الرجال فى سن التجنيد الذين يفرون من البلاد منذ الأسبوع الماضى، وربما فرض بعض القيود على الأجانب أيضًا.
الحرب التى لن تضع أوزارها قريبًا، وتتفاقم أوضاعها على الأرض فى كل يوم تقريبًا، وكذلك تأثيراتها على العالم كله، مرشحة لأن تأكل الأخضر واليابس فى عدد من البلدان، والغريب أن لا صوت عاقلًا مسموع فى العالم، ولا تحرك حقيقيًّا فى المؤسسات الدولية والأممية، وهو أمر محير للغاية، يغذى عددًا من النظريات غير المقبول مناقشتها فى هذا الوقت من الزمان.
نقلا عن المصري اليوم
