الأقباط متحدون - أبناء الصمت
أخر تحديث ١٨:٠٥ | الاربعاء ١٠ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٩ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أبناء الصمت

بقلم: ماجد سمير

سألت الشلة أبو العريف عن الشعب الأشول فقال أن الشعب الأشول الوحيد في التاريخ من أختار رئيسا لمصر فحكم غزة، الكهرباء والمياه والغاز – أنابيب وسايب- متوافرة هناك عند الاشقاء فقط الأزمة في كل شىء هنا وأهمها طوابير البنزين المملة وأكمل حديثه قائلا أن صديق له يفكر أن يذهب لغزة لكي يملاء "تانك" سيارته بالبنرين لأنه يشك أن غزة مرشحة للحصول على جائزة "موبيل" في مهرجان "البنزين المتين".

حرص أبو العريف بعد أن أجاب السؤال على متابعة "كلاسيكو" كرة القدم بين ريال مدريد وبرثلونة بمصاحبة شلته بأكلمها،ويصر ابو العريف أن النطق الصحيح لاسم المدينة وناديها العريق طبقا للغة الإسبانية التي تنطق حرف "c" في حالة وجود حرف "e" أو "i" خلفه "ث"، نظر أبو العريف إلى الشلة وأكد لهم أننا  في مصر وبقية دول المحمية الطبيعية -المنطقة العربية- نسمي كل شىء طبقا لرؤيتنا الخاصة قررنا تغير البرثا إلى برشلونة، تماما كما نقول دائما أن لنا ديمقرطيتنا الخاصة.

حالة الإشباع الكروي التي وصل لها صاحبنا وشلته جعلتهم يصلون لقرر بعدم متابعة كرة القدم حتى موعد مباراة الريال والبرثا القادمة، أبو العريف أكد ان ماتابعوه طوال عمرهم في مصر لا علاقة له بكرة قدم المتعارف عليها عالميا، ربما – الكلام مازال أبو العريف – يكون أصاب القائمين على شئون اللعبة في مصر خلط بين الكرة القدم و"البطيخ"، تشابه الإستداره بينهما جعل المصريين يدمنون البطيخ على أساس أنه اشهى والذ، وستم تغيير أسماء الفرق المصرية إلى الأهلي – وهو أحمر- "الشيليان" والزمالك – بزيه الابيض- "النمس" وقد سبب خسارة الزمالك للدوري أن لون فانلته أبيض اي ضد البطيخ تماما.

مال أبو العريف على كتف الجالس بجواره واضاف الأمر حلقة في مسلسل الخداع الي نتعرض له طوال تاريخنا على نهج ديمقراطيتنا الخاصة التي  ظللنا نسمع كلمة أننا نعيش في أزهى عصور الديمقراطية خدوعنا بالسماح للكل بالحديث والإعتراض رغم أن الأمر لم أكثر من "قول اللي انت عايزه والحكومة هاتعمل اللي عايزاه". 

نظر أبو العريف إلى وجوه أفراد الشلة وأكمل حديثه طبقا للغة العربية المصري مفعول به وفي كل قواعد اللغة التي تعلمناها المفعول به منصوب إلا المصري مفعول به ومنصوب عليه، عقود متتالية يؤكدون لنا أن مصر بهما تعليم مجاني، وعدد الأميين يقترب من ضعف عدد سكان الدول الاسكندنافية مجتمعة،  والمدارس والجامعات تخرج أجيال لاتجيد إلا الحفظ والصم، وزارة ضخمة للصحة والشعب يعاني من كل أنواع الأمراض .. مد يده ومسح دموع نزلت على خده وقال: حكوماتنا المتتالية تتعامل معنا كأننا جمهور مسرحية وعلينا أن نصفق بصرف النظر عن جدية العرض وآداء الممثلين والاصعب أنك مجبر على  المشاهدة كأن الأمر دواء مجبر على تعاطيه والأكثر صعوبة أنه لأمل في الشفاء.

ظل يتحدث وباقي الشلة يتاعبون دون أي حديث أو رد أبو العريف لم يعرف هل استوعبوا كلامه أم لا ؟ هل هم موافقون أو معترضون، صمت تام، نهض من مكانه وآشار مودعا لهم ردوا تحيه الوداع دون أي تعبير تحرك أبو العريف وابتعد عنهم متجه لمنزله نظر خلفه وجدهم مازالوا جالسون دون اي حديث أكمل طريقه وهو يثق أنه سيجدهم غدا في مكانهم منتظرينه. 

 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter