مكالمة هاتفية أخيرة لم تُكمل 60 ثانية، ودع فيها "ولاء زايد" ـ صيدلي ـ والدته :"آخر مكالمة كانت يوم الأحد الماضي.. قالي يا ماما بعتتلي بلطجية في الشقة ومتخافيش عليه"، قبل أن يلقي مصرعه من الطابق الخامس من برج سكني في منطقة حلوان عقب مشادة كلامية وقعت مع أسرة زوجته رفقه آخرين ـ بلطجية ـ حسبما أوضح بيان النائب العام.
5 ليالٍ لم تذق فيها السيدة التي تسير في عامها الخمسين طعم الراحة، بعدما تلقت الصدمة "قالولي نسايب ابنك رموا من الخامس"، الحزن غير ملامحها تمامًا، تنتابها حسرة حينما تتذكر آخر مكالمة بين فلذة كبدها :"روحت استلمت يونس حفيدي اللي قتلوا ابوه قدامه إمبارح من النيابة وانهاردة بدفن ضنايا .. أنا عايزة حقي.. الإعدام مش هيشفي غليلي فيهم".
في مشهد يدمي له القلوب ودعت الأم جثمان ابنها الطبيب "ولاء زايد" عقب صلاة الجنازة عليه أمام مقابر عائلته حال وصل الجثمان من مشرحة زينهم بالقاهرة، بعدما صرحت النيابة العامة بدفن الجثة وتسليمها لذويه، وسط صراخ وعويل أهالي قرية منشأة سلطان في المنوفية.
أمر النائب العام بحبس 7 متهمين هم زوجة صيدلي بحلوان ووالدها وشقيقاها وثلاثة من أصدقائهما؛ لاتهامهم باستعراض القوة، والتلويح بالعنف، والتهديد بهما، واستخدامهما ضد الصيدلي المجني عليه بقصد ترويعه وتخويفه بإلحاق الأذى به والتأثير في إرادته؛ لفرض السطوة عليه وإرغامه على القيام بعمل، وكان من شأن ذلك الفعل والتهديد إلقاء الرعب في نفس المجني عليه وتكدير سكينته وطمأنينته وتعريض حياته وسلامته للخطر، فضلًا عن حجزهم المجني عليه بدون وجه حق وتعذيبه بدنيا؛ وذلك على إثر خلافات بينهم وبين المجني عليه تطورت إلى ارتكابهم تلك الجرائم في حقه، وانتهت بسقوطه من شرفة مسكنه ووفاته.