وقد تفاءل خيرا منذ ترشح مرسى للانتخابات ولذلك حلف لعزيزة أنه «هيكتب عليها» ما إن ينتهوا المائة يوم وينطلق طائر النهضة: «الريس قدامه خمسة ملفات يا عزيزة يفك عقدتهم، وإنتى الملف السادس». وبدأت عزيزة فى عد المائة يوم منذ أن حلف مرسى اليمين.. وبعد مرور أول أسبوع بدأت تشترى لوازم الزفاف، ففوجئت بحنفى يقول لها: «لسه المائة يوم لم يبدأوا يا عزيزة، استنى لما مرسى يشكل الحكومة».. ومرت الأيام والحكومة لا تتشكل، وحنفى يحلف برحمة والده أنه لن يبدأ فى عد المائة يوم إلا بعد أن تتشكل الحكومة.. ظلت عزيزة شهرا وهى تتابع باهتمام تفاصيل تشكيل الحكومة، وتدعو على كل من يرفض الوزارة إن ربنا يردها له فى بناته فيراهن مركونين ويعنسوا جنبه كما يتسبب هو فى ركنتها وتأخير جوازتها..

 

 وفى ظل قهرتها الشديدة نصحتها أمها أن تذهب للست شلبية قارئة الفنجان لتكشف لها سبب عدم بدء المائة يوم» يمكن يا بنتى حد عامل له عمل، أصل ما يربطش الراجل كده غير السحر والعكوسات».. لكن حنفى حلف عليها بعدم الذهاب لتلك الدجالة، فقررت عزيزة الامتناع عن الطعام والاعتصام أمام قصر الاتحادية بينما حنفى يحاول تصبيرها: «بالك إنتى يا عزيزة لو الناس السَو بطلت تعد المئة يوم على الريس مرسى؟ هتبصى تلاقى الراجل ربنا كرمه وبدأ يحل الخمس مشاكل من نفسه، لكن العد ده هو اللى بيضيع البركة!»..الى أن دخل عليها حنفى فى يوم وهو يتنطط من السعادة لأن أخيرا مرسى شكل الحكومة.. قفزت عزيزة من فراش المرض بعد أن ردت فيها الروح وصعدت للسطوح حيث أعلنت تعليق إضرابها عن الطعام وسط زغاريد الجارات، ثم قالت لحنفى: «أظن بقى نبدأ نعد المئة يوم».. فتجهم حنفى فى وجهها وقال لها: «نعد إيه؟.. إنتى برضه هتستعبطى تانى؟..

 

 المائة يوم يبدأوا لما مرسى ينتزع صلاحياته من المجلس العسكرى».. لذلك بدأت عزيزة تتابع وصلات الكر والفر بين مرسى والمجلس العسكرى وهللت عندما قرر مرسى عودة مجلس الشعب ورقعت بالصوت ولطمت عندما تراجع عن القرار.. وأوصت أمها أن تدعو فى صلاتها، فأصبحت أمها تدعو ليل نهار «يارب تلم عزيزة على حنفى وتنول يا مرسى صلاحياتك بحق جاه النبى».. وفى يوم من الأيام انتفضت الحتة على رنة زغرودة عزيزة التى أطلقتها فور سماعها خبر الإطاحة بالمجلس العسكرى، وقالت لحنفى: «كده بقى يا حنفى نبدأ نعد المئة يوم».. فأجابها متعجبا: «أما أنتى صحيح يا عزيزة نايمة على ودانك، ما سمعتيش أنه لا يوجد مشروع نهضة ولا حتى مئة يوم؟».

 

فسألته: «مفيش نهضة؟، طب والطائر؟».

 

فأجابها: «الله يرحمه!. بالأمس وجدوا ريش على باب قصر الاتحادية وجنبه قفص مانجة هدية للريس مرسى، والطب الشرعى أثبت إن الريش لطائر النهضة.. والتحريات قالت إن ناشط ليبرالى معروف إنه مدمن ملوخية، استدرجه وذبحه».

 

فانهارت وسألته: «والمائة يوم يا حنفى؟».

 

فأجابها: «الجماعة قلبت العداد، وبتقول هنبدأ نعد من أول جديد، بس المرة دى مرسى هيبعد عن الطيور، وهيستخدم جوز أرانب لم يبانوا».

 

فقاطعته بخبث: «بس مرسى قدم كشف حساب، يعنى المائة يوم خلصوا خلاص».

 

فرفع حاجبيه: «خلصوا خلاص؟!.. يبقى اعتبرى نفسك اتجوزتى وخلفتى يا عزيزة! ياللا بقى، شيلى الواد م الأرض!».