القمص يوحنا نصيف
حكى هذه القصة أبونا الحبيب القمص تادرس يعقوب في اجتماع الشبان بكنيسة السيدة العذراء بكليوباترا بالإسكندريّة، يوم الجمعة 1 مارس 1991م، ودوّنتها في وقتها:
أعطَت عائلة مسيحية بالإسكندرية لأحد الأشخاص صورة كبيرة لقداسة البابا كيرلس السادس لكي يعمل لها بروازًا مناسبًا لكي تُعلِّقها في المنزل. وبالفعل صنع لها البرواز وأحضره لهم.. ولكنّه فوجئ بعدم وجود أحد في المنزل.. فاضطّر أن يتركه لهم عند الجيران في الشقّة المجاورة، وقال للسيدة التي فتحت له: "مِن فضلِك لمّا السِت "فلانة" تيجي ابقي أعطي لها هذا البرواز.."
وكانت هذه الجارة غير مسيحية، ولكنّها خجلت من الضيف وأخذت منه البرواز.. وبعد أن أغلقت الباب، فكّرت فيما سيصنع زوجها المتعصِّب إذا رأى البرواز.. بدأت تشعر بالخوف.. وأخيرًا.. هداها تفكيرها إلى وضع البرواز تحت السرير حتى الصباح، ثم تعطيه لجارتها بعد نزول زوجها للعمل.
كان لهذه الأسرة غير المسيحية ابن مشلول ينام على السرير الموضوع تحته برواز قداسة البابا كيرلس.. وفي الفجر فوجِئ الأب والأم بدخول ابنهما عليهما في الحجرة يمشي على قدميه طبيعيًا بلا أي مرض، فانذهلا.. ولمّا سألاه: إيه اللي حصل؟!.. أجاب: فيه قسيس طويل وعريض كده جِه وشفاني وقال لي: خلاص أنت خفّيت.. قوم رُوح لأبوك.. وأبقى قول له: مش عيب تحطُّوا الضيوف تحت السرير...؟!
دُهِشَ الأب من هذا الكلام، وعندئذ بدأت الزوجة تخبره بالقصّة كلّها، وما فعلته لتتجنّب غضبه.. فذهبا وأخرجا صورة البابا كيرلس من تحت السرير، وصمّم هذا الرجل على الاحتفاظ بالبرواز ليعلِّقه في شقّته، وأخبر جيرانه المسيحيّين بهذه المعجزة، وعرَض أن يَدفَع لهم ثمن البرواز، واعتذر لهم أنّه لن يُفَرِّط فيه أبدًا.. ومنذ ذلك الوقت صارت علاقته بالمسيحيين طيبة جدًا جدًا..!
حقًّا أنّ المحبّة الفيّاضة التي لا تطلب المقابل، تستطيع أن تُغَيِّر أقسى القلوب..!
بركة صلوات القدّيس البابا كيرلس السادس، رجل الصلاة، تكون معنا، آمين.
القمص يوحنا نصيف