حمدي رزق
وبِلُغَةِ الأرقام: «الاحتياطى الاستراتيجى من القمح يكفى ٦.٦ شهر، كما أن مصر تنتج ما يقارب ٥٠٪ من احتياجاتها من القمح، ولدينا اكتفاء ذاتى من السكر وصل إلى ٩٠٪، ونستورد ٤٠٠ ألف طن سكر سنويًا فقط، كما حققنا اكتفاء ذاتيا كاملا من الأرز..».
أعلاه أرقام جد مبشرة، وعلى لسان الدكتور«على المصيلحى» وزير التموين والتجارة الداخلية، مهمة جدا الأرقام، ومن مصادرها الموثوقة، وعلى وقتها، تمحق أكاذيب المرجفين.. ومَحَقَ الشىءَ، أحْرَقَهُ.. حرْق العفاريت فى الفضاء الإلكترونى ليس بالأعمال السفلية ولكن بالأرقام الموثوقة.
حسنًا فعلَ الدكتور «المصيلحى» مبادرًا بالأرقام الموثقة، ففى ظل أزمة الغذاء العالمية مستوجب طمأنة الطيبين على معاشهم، ونشر الأخبار المتفائلة فى ظل جانحة من الأخبار والتقارير السوداء التى تستهدف عمق الاقتصاد المصرى، وتخلف قلقًا فى الأسواق يترجم زيادات فى الأسعار يهتبلها التجار.. رزقنا بطائفة من التجار يتبضعون الأزمات، يفكروك بـ «تجار الأرنص» زمان، يستنزفون مقدرات البشر دون شفقة ولا رحمة.
يلفتنا الدكتور «مصطفى مدبولي»، رئيس مجلس الوزراء، إلى ما يمكن توصيفه بالحرب على الاقتصاد المصرى، وعلى لسانه وربما لأول مرة يقول: «على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، قام (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء) برصد (١٥٠) مقالة تم نشرها فى جرائد وصحف ومواقع عالمية أغلبها يحمل صورة سلبية عن مصر، وهى مقالات مدفوعة من قبل جهات معينة، وهو ما يستوجب تصحيحه».
التصحيح المستجوب من الحكومة ضرورة وطنية، والمهم التوقيت، التصحيح عاجلا، على وقته، لا ننتظر شيوع الفاحشة المعلوماتية، إزاء حرب معلومات، المعلومات تنهمر فى الفضاء الإلكترونى كالقذائف الموجهة، تحتاج إلى قبة معلوماتية حديدية محكمة.
متوالية الأخبار الطيبة الصادقة ومن مصادرها، نقلة فى الأداء الإعلامى للحكومة، مشكلة الحكومة المزمنة الحذر ولا يُغنِى حَذَر.. وقدر الحكومة أن تعمل وتجتهد وتواجه حملات التشكيك العقورة.
مضى وقت القعود وتجنب المواجهات المباشرة مع التقارير السوداء التى تروجها منصات مدفوعة، والوصف للدكتور مدبولى، إزاء معركة إعلامية مستوجب خوضها بشجاعة وإقدام وأرقام.. الفضاء الإلكترونى متاح لمن يملؤه؟!
مستوجب التخلى عن سياسة «رد الفعل»، والمبادرة بالأرقام الموثقة تبطل الأعمال السفلية المجهزة فى أقبية سرية لتعويق المخطط التنموى للإحاطة بالأزمة الاقتصادية وتلافى إثارتها السلبية.
الناس تتشوق لسماع صوت الحكومة عاليًا.. «ماعدش فيها كسوف»، ردوا بثقة على المرجفين، الشارع للأسف ومنذ فترة طويلة، نهبا لشائعات خبيثة تشكك فى قدرات الحكومة على تجاوز التحديات التى فرضتها تواليا الجائحة الفيروسية، والحرب الأوكرانية، وتوفير المعلومات، والأرقام، فضلا عن توافر السلع فى الأسواق كفيل بوأد الشائعات فى مهدها والقضاء على الآفات المعلوماتية الضارة.
هذه السطور مدعاة لخروج الحكومة من «جب الصمت» إلى الحديث إلى الناس، حديث ملؤه التفاؤل والبشر، رَفْع معنويات الناس فى الشارع واجب وطنى، الناس سارحة فى الفضاء الإلكترونى، ويدور برؤوسها فى مدارات تحبيطية تيئيسية تثبيطية، تعود خالية الوفاض بِخُفى حنين من الأمل.
أشاعَ يشيع، وإشاعَة الأمل صنعة، كما يقولون، وفى زمن العسرة مستوجب إشاعة الأمل، فلتأخذ الحكومة بناصية الأمل، وحزمة المساعدات الاجتماعية الأخيرة تشى بالأمل.
نقلا عن المصرى اليوم