Oliver كتبها
- ذاقت عذراء النشيد حب حبيبها .جلست على مائدته و شبعت به و منه لم تكتفى بل ظلت تتأمل كيف لا يفارق طعم الحب حياتها فلم تجد حلاً سوى أن تحتفظ بحبيبها فى القلب قائلة :صرة المر حبيبى لى بين ثديي يبيت.نش1: 13.فى القلب بين الثديين أجمل مكان يصلح لسكنى الرب.
-. المر- المرارة.ضمن كلمات قليلة بنفس المعنى فى جميع اللغات القديمة(مثل اللاتينية-اليونانية-العبرية-الإنجليزية-العربية و غيرها ) .ذكرت فى الكتاب المقدس 11 مرة ,أولها حين ذكرت مكونات زيت المسحة المقدسة خر30: 23- 25.حيث يتم إذابة المر(البخور) فى الزيت.لأن الحبيب الرب يسوع هو جوهر عمل الروح القدس فينا.لا يمكن أن يصير لنا صرة المر بدون الزيت أو يصير لنا المسيح بدون الروح القدس.1كو12: 3
- بعد سقوطنا خرجنا إلى أرض المرارة و الأوجاع فخرج وراءنا المسيح الرب متجسداً ليحمل كل مرارة و أوجاع الخطية .أخذ كل ما هو مر و منحنا كل ما هو حلو.صار هو صرة المرة و صرنا بالروح القدس له آنية للمجد فيا للعجب.
- كيف صار الحبيب صُرة المر؟ هذا الذى عند مولده قدم الملوك(المجوس) له المر هدية و عند موته قدم جند هيرودس للمسيح الخل مع المر لأنه عطشان على الصليب .بين مُر المجوس و مُر الصليب تكونت صرة المر فى حياة إلهنا المتجسد.
-كان أهم لقاء بين إبراهيم و الله هو لتقديم إبنه إسحق ذبيحة على جبل المر (المريا) .يومها بعدما أثبت إبراهيم إخلاصه و أثبت إسحق طاعته أرسل الله ذبيحة من عنده و أحيا الإثنين إبراهيم و إسحق.كان للمر خبرة الموت و الحياة معا.كان المسيح هناك رمزياً مسمراً فى عود الصليب.
- مر-دخاى أى (المر- النقى) خال إستير أشهر من تسموا بإسم المر.فى زمنه كانوا يدهنون العذراى بالمر لتطييبهن ستة أشهر حتى يختار منهن الملك أحشويرش ملكة له .كأن المر غذاء الملكات للجمال فى عيني الملك.هكذا الصلاة (رائحة بخور)غذاء الروح للمثول قدام ملك الملوك.
-عذراء النشيد هى الكنيسة التى تفتخر بالمسيح المصلوب لأن المر هو الذى إذا دخل نار التجارب أفرز رائحة زكية مقبولة.لذلك فالمسيح أصعد ذاته ذبيحة فى مجمرة الصليب فقبلها الآب أبوه الصالح كرائحة زكية مقبولة.كما نقول فى لحن : فى إيتاف إينف (الجمعة العظيمة).لذلك تتطهر كل نفس بحمل الصليب.يتجلى أجمل ما فينا وسط التجارب يرانا الآب فى صورة إبنه الذبيح و يتحنن علينا من أجل دمه .يغفر و ينقى بالروح القدس.
-حبيبي صرة المر.الناردين السمائى الذى بلا شوائب.منه تأخذ كل رائحة زكية طبعها الحلو.هو صرة لأنه ثروة البسطاء.هو البخور الذى تتدثر فيه صلواتنا فتصبح مقبولة.إذا سكبت مريم طيبها فاح الناردين في البيت كله لكن لما سكب المسيح صرة المر فاح الخلاص فى الأرض كلها.
-لنا رب لا يستنكف أن يبيت فى بيوت الخطاة.بين الثديين يبيت.فى العهدين القديم و الجديد يصعد بخوره إلى الضمائر فينقيها و يجملها و يطيبها.
-من أين جمع الحبيب المر فى صُرة.من كل قلب حزين و مجروح ومنكسر.من كل مظلوم و منهزم.من الذين دنستهم الخطية و تلوثوا برائحة الخنازير و خرنوبها.المسيح لملم كل مآسى البشرية و موتها و جعلها فى صرة ليكون هو من يتكفل بنا.إنه فى الأصل بلا صرة مر.لقد نقلها عنا فلا نموت.لقد صار لزاماً على من يقول أحب المسيح أن يفسح مكاناً لصرة المر فى قلبه أى يحمل صليبه فى شركة آلام المسيح لأنها الحب الأكيد.