د. أمير فهمى زخارى المنيا
علم الساعة (مر 13 : 32 ، مت 24 : 36 )
" وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ، ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب " ( مرقس 13 : 32 ) "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ، ولا ملائكة السموات إلا أبى وحده " ( مت 24 : 36 ) . [ ذلك اليوم : أي يوم الدين . يوم الدينونة وساعتها ]
لا يعلم علم من يشهره على الناس ، لأنهم لو عرفوا أن ذلك اليوم بعيد لغفلوا عن الاستعداد له وأهملوا السهر والانتظار . ولو عرفوا أنه قريب لخافوا وعجزوا عن القيام بما يجب عليهم
و عدم المعرفة في هذه الحالة ليس معناه الجهل ولكن معناه الرغبة في عدم إفشاء السر . كما أن واضع الامتحان إذا سئل عما إذا كان هذا الجزء سيأتي ضمن أسئلة الامتحان يقول : لا أعرف
و كما سيقول المسيح له المجد في اليوم الأخير للأشرار " إني لم أعرفكم قط . اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم . ( مت 7 : 23 ) . أي لا أعترف بكم كخاصتي أو كتلاميذي
إنه كان يعرف كل شئ ، ولكنه أراد أن يوضح أن هذه المعرفة مصدرها اللاهوت وليس مصدرها الناسوت
إن الأفعال الإلهية الخارجية وإن كانت مشتركة بين الأقانيم الثلاثة إلا أن بعضها ينسب لأقنوم الآب ، وبعضها ينسب لأقنوم الابن ، وبعضها ينسب لأقنوم الروح القدس
أفعال التدبير تنسب للأب ، والحكمة والفهم والدينونة تنسب للابن، والتعزية والمواهب تنسب للروح القدس :
• أعمال الدينونة تنسب للابن (يو5: 22، 27) وهذا لا ينفي كون الآب ديانا (لأن الله هو الديان مز50: 6) كما أن التعزية والمواهب تنسب للروح القدس (يو14: 26)، المواهب (1كو12: 12). هذا لا ينفي أن يكون الآب معزيا وكذلك الابن أيضا (يو14: 16، لو2: 15) وهذا لا ينفي أيضا أن الآب يعطي المواهب (يع1: 17)
• و حيث أن معرفة يوم الدينونة ورسمه من فعل التدبير فهذا يختص بالآب . غير أن هذا لا ينفى اشتراك الابن والروح القدس معه ، لأن الجوهر واحد . كما أن نسبة التعزية للروح القدس فإن هذا لا ينفي نسبتها للآب وللابن
• كما أن اختصاص الابن بالدينونة ( يو5 : 22 ) لا ينفى نسبتها للثالوث القدوس ، لأن الجوهر واحد
• فالمسيح فاحص الكلى والقلوب (رؤ2: 23 ، مت9: 4، يو21: 17 ، يو16 : 30 ) وهو القائل : كل ما للآب هو لي (يو16: 15 ، 17 : 10 ) . وهو الذي قيل عنه أنه ( عقل الله وحكمته (1كو1: 24 ) . وهو الذي يعرف الآب تمام المعرفة (مت 11 : 27 ) وهو المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كولوسي 2 : 2 ، 3 )
• كما أن الروح القدس يفحص ( يعْلم ) كل شئ حتى أعماق الله ( 1كو 2 : 10 ، 11 )
كلمة (وحده) ( مت24 : 36 ) ، كلمة ( وحدك ) : ( يو17: 3)
• انظر ( الكرازة بتاريخ 27/10/1995 ) . هذه الكلمة يقصد بها : وحدانية الله ، وأنه ليس كآلهة الوثنيين أو الذين دعوا آلهة تشريفا ( خر 4 : 16 ، خر 7 : 1 ) ، ( مز 82 : 6 مع يو10: 35 ) . هذه الكلمة : إن وردت عن الصفات الإلهية المشتركة أو عن الأعمال الإلهية : إن قيلت عن أقنوم فإنها تقال عن الأقنومين الآخرين . فإن قيلت عن الآب فإنها تشمل الابن أيضاً لأن الآب غير منفصل عن الابن ولا عن الروح القدس فالجوهر واحد
أمثلة:
• قيل عن الآب " الذي وحده له عدم الموت " ( 1تى6 : 16 )
• هذه الصفة هي للابن أيضا ( فيه كانت الحياة ) (يو1: 4 ) ، (أنا هو الطريق والحق والحياة ) ( يو14 : 6 ) . ( أنا هو القيامة والحياة ) (يو11: 25 ) ، المسيح ( له الحياة في ذاته ) (يو5: 26). وطبعاً صفحة ( عدم الموت ) تطلق على الروح القدس الذي هو أقنوم الحياة
• قيل عن الابن ( ليس بأحد غيره الخلاص ) ( أع4 : 11 ، 12) قارن إش43: 11 : فهل معنى هذا فصل الخلاص عن الآب؟! هل يوجد خلاص بدون الآب ؟! ( يو3 : 16 )
• هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك ... الخ ( يو17 : 3 ) : هل توجد حياة أبدية بدون الابن ؟! (يو3: 36 ، 20 : 31 ، 6 : 54)، ( يو3: 16 ، يو10: 28 )
• " مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد " ( مت 4 : 10) فهل هذا يعنى السجود للآب فقط ؟! أليس المسيح أيضاً نسجد له ونعبده : مت28: 9، يو9: 35 – 38 ، دا7: 14 ، في2: 10، عب1: 6 ، اش6 مع يو12: 41 ، رؤ5: 12 ، 13)
مساواة الأقانيم : مت 28 : 19 ، 2كو13: 14 ، 1يو5: 7
• معرفة الساعة نسبت للآب ( مر 13 : 32 ، مت 24 : 36 ) وهذا لا ينفى معرفتها للابن وللروح القدس . كما أن الدينونة نسبت للابن ( يو5: 22 ) وهذا لا ينفى نسبتها للثالوث القدوس لأن الجوهر الإلهي واحد
• قيل عن الآب " لكن لنا إله واحد : الآب " ( 1كو 8 : 6 ) فهل معنى ذلك نفى الألوهية عن الابن ، وعن الروح القدس ؟!
• و قيل عن الابن " ورب واحد : يسوع المسيح " ( 1كو 8 : 6 ) فهل معنى هذا نفى الربوبية عن الآب وعن الروح القدس ؟!
• المسيح إله (يعبد): اش9: 6 ، رو9: 5 ، 1يو5: 20 ، يو20: 28
• المسيح هو الله : مت 1 : 23 مع اش7: 14 ، 1تى3: 16 ، يو1: 1 ، أع 20 : 28 ، عب 1 : 8 ، 9 مع مز 45 : 6 ، 7 ، أع16: 31 ، 34
• الآب هو الرب : خر 20 : 2 ، 5 ، مز 110 : 1
• الروح القدس : هو الرب (2كو3: 17 ) . هو الله : (أع5: 3 ، 4) نسجد له ( يو4: 24 )
هذه الآية تناقش مسائل لاهوتية هي في صلب العقيدة والايمان المسيحي ووحدانية الله وأننا نعبد إله واحد لا ثلاثة.. قصدت توضيحها لأهميتها ...
ربنا يبارك حياتكم لمجد أسمه القدوس .. آمين ...
د. أمير فهمى زخارى المنيا