كمال زاخر
القريبون منى، والمتابعون، يعرفون انه لا تنقصنى القدرة على طرح رؤيتى فى الأمور التى نشتبك معها يومياً، وقد بدأ اشتباكى مبكراً وربما صادماً لكثيرين، وسجل كتاباتى يشهد لى اننى حرصت على ان لا اشخصن ما أطرح وانتقى كلماتى بحرص أدبى وأخلاقى وان اطرح مع الأزمة ما أراه حلولاً ومخارج قابلة للتطبيق، سواء فى القضايا المجتمعية أو الدينية أو السياسية.
واتفهم اسباب هجوم البعض وحالة التربص التى يكمن فيها بعص اخر، ومنهم من يقتات عليها ليقدم أوراق اعتماده لمن يسعى الى نيل رضاه، ولا أذكر اننى توقفت عند ثلاثتهم.
ولا أزعم اننى أملك حلولاً لكثير من أزماتنا أو عصمة ما أكتب، فقط احاول ممارسة عصفاً ذهنيا يحرك حالة السكون وربما الركود التى تغشانا، وادرك ان فى تحريك بعض السكون مجازفة لأنه يحرك معه مصالح استقرت لأصحابها، أو يؤنسن ظواهر عبثية ويعيدها الى حجمها وحقيقتها بعد ان فارقتها خرافة صنعها اصحابها. وقد اجادوا العزف على اوتار العصب الدينى الملتهب. والمثخن بجروح عميقة عند كثيرين.
ثمة ملاحظة أن من يخرج بهجومه عن جادة الموضوعية وتتمرغ كلماته فى وحل البذاءة يرفع راية حماية الدين والزود عن القيم والفضيلة.
ما بين التراجع الثقافى والموات الأخلاقى ودوائر الخرافة وعدم التحقق الإنسانى والعوامل الاقتصادية الضاغطة خيوط ترسم ذهنية هؤلاء.
رهانى مازال قائماً على اجيال قادمة مختلفة بفعل تداعيات الثورة المعلوماتية والتقنية العصية على المصادرة والحجب والقولبة.
وللذين يسألوننى لمن تكتب...
اكتب لجيل وربما اجيال قادمة ستعيد قراءة اطروحات التنوير بغير مواقف مسبقة، او انحيازات لشخوص او انتماءات ضيقة أو صراعات ساذجة... أو مصالح مرتبكة.