عبد اللطيف المناوي
الظهور الأخير للملكة إليزابيث مع رئيسة الوزراء المكلفة أخيرًا، ليز تراس، بعث البهجة قليلًا فى نفوس البريطانيين الذين كانوا قلقين فى الأساس على صحة الملكة، بسبب أنباء تدهور صحتها خلال الشهور الأخيرة، التف حولها أبناؤها أمس بعد الإعلان عن تدهور صحتها بشدة فيما يبدو أنه اللقاء الأخير.
ظهرت الملكة، بعد أن تعدت الـ95 من عمرها، ضعيفة مستجيبة لنداء الزمن، حيث لم يكن أحد يتصور أن الملكة التى تُوجت على عرش المملكة المتحدة فى فبراير 1952 سوف تخوض كل هذه الأحداث، وتعاصر كل هذا العدد من رؤساء الحكومات البريطانية، وكل هذه الأسماء الرنانة.
إليزابيث وُلدت فى لندن سنة 1926 وتلقت تعليمًا خاصًا فى منزلها، صارت وريثة للعرش بعد أن ارتقى والدها، جورج السادس، عرش بريطانيا بعدما تنازل له شقيقه إدوارد الثامن عنه فى 1936، فى هذا الوقت شعرت إليزابيث بضرورة دخولها إلى معترك الواجبات العامة، فانضمت أثناء الحرب العالمية الثانية للعمل فى الخدمة الإقليمية الاحتياطية، وفى عام 1947 تزوجت من الأمير فيليب، وأنجبت منه أطفالها الأربعة.
وفقًا لشهادات الكثيرين فهى سيدة نادرة، لا شىء يُغضبها إطلاقًا، قلة ظهورها إعلاميًا أرهقت الناس فلا أحد يعرف حقًا ما هى أفكارها بالضبط. فى كل عام، تمضى إجازة فى قصر «بالمورال» فى أسكتلندا، وتمكث فيه ثلاثة أشهر، ولدى سؤال مصورها الخاص: «لماذا لا تذهبين إلى مكان آخر؟»، أجابته ببراءة شديدة: «أين يمكننى أن أذهب؟!».
عاشت إليزابيث حياة أسرية متقلبة، فقد تفكك زواج ثلاثة من أبنائها، كما جردت ابنها أندرو، الذى وُصف كثيرًا بأنه المفضل لديها، من ألقابه العسكرية، وأغلقت الباب أمام عودته إلى الحياة العامة، بسبب دعوى قضائية تهدده فى نيويورك، بل عاشت المأساة الأكبر بعد مقتل الأميرة ديانا زوجة تشارلز، حيث وجه الكثيرون لها وللأسرة اتهامات كبيرة، لكنها واجهت كل الاتهامات والتحديات الأخرى برباطة جأش وقوة وذكاء.
خلال الأشهر الماضية أصبحت ضعيفة جدًا، وفقدت الكثير من وزنها، صارت لديها مشكلة فى قدرتها على الوقوف، وفى عدم تمكنها من المشى، لكنها فى الوقت نفسه لم تكن تستعين بكرسى متحرك، فمثل من هم فى شخصيتها لا يفعلون ذلك، لأنها لا تريد أن يراها الناس ضعيفة.
اجتازت منذ أشهر 70 عامًا كملكة، قبلها تجاوز عاهلان فقط فى التاريخ عتبة 70 عامًا على العرش: لويس الرابع عشر، ملك فرنسا، الذى حكم 72 عامًا و110 أيام من عام 1643 إلى 1715، وملك تايلاند بوميبول أدوليادج، الذى حكم 70 عامًا و126 يومًا من 1945 إلى 2016.
اهتزت يوم وفاة والدها الملك جورج السادس بسرطان فى الرئة عن عمر 56 سنة، كما اهتزت أكثر مع وفاة زوجها الأمير فيليب العام الماضى، حيث كانت شديدة التعلق بهما.
نقلا عن المصري اليوم