من الطبيعي جدا أن تتتغير ملامحنا كلما تقدم بنا العمر
ماجدة سيدهم
فلم يدم لأحد شبابه ولم يتوقف أحد عند مرحلة ما من عمره إلا بالموت..لكنها مسيرة الحياة الطبيعية لسائر البشر والكائنات والكواكب حتى الموجودات ..فجميعها تستمر في النمو والتغير دونما خفوت أو ضمور لكنه التوهج المشرق لمختلف مراحل العمر المتغيرة ..
المجتمعات الإنسانية تدرك تلك الحقيقة وتعيشها بتلقائية وتقدير من خلال تنشئة مجتمعية تحترم الكيان الإنساني إلى حد التقديس من دون أيه اندهاش أو غرابة أو تعليقات ساخرة وقاسية من ملامح السن مهما بدت ..
بينما تعاني المجتمعات الموحولة في التدني والتدين من شيخوخة ذهنية مبكرة وتجاعيد داخلية مريعة ومتشابكة أشبه بالندوب الطاعنة في النفس والروح والرؤية لذا تبدو ملامح شباب تلك المجتمعات حادة وغضوبة وبلا روح او أية ملامح ..
الرائعون فقط تظهر على ملامحهم نضارة التجاعيد الحلوة بكل الجاذبية والأناقة كدلالات نضج وخبرات حياة مفعمة بالشغف والإدراك والتدفق والتسامح والصدق ، من دون أن تقترب أطراف الشيخوخة من أرواحهم المشتعلة بالذكاء في كل المواسم ..
لذا يظل هؤلاء المفعمون بالحب والحياة هم ملح التحديات بكل مالديهم من طاقات وإلهامات فأثروا حياتنا ولازالوا بالبهجة والتحضر ..بل وأضفوا عليها مذاقا سعيدا ومخفزا للخيال والابداع الأجمل .
نعم هم المزدهرون في مواسمهم بعنفوان بياض الخصلات وبريق العيون ورقي الحزن وسحر الإبتسامة التى لا يطالها الشحوب ولا ينضب رونفها أبدا ..
فكم أنتم النبلاء ..الجذابون ..المضيئون .. إذ اجدتم بابدعاتكم صنع العنوان لأوطانكم وسطرتم تاريخ الفنون بالخلود الذهبي لمشوار أجيال تفتخر بريادتكم ..
لكم كل الحب والتقدير والتصفيق الحاد ..
وغدا سنأخذ أيضا دورنا في ذات الجمال المعتق بالوجوه لخطوط تحمل تفاصيل سنى العمر الجميل ..
فانتبهوا إذا مثلهم ألا تفقدوا رونق ابتسامتكم ونبل أذهانكم كيما لا نشيخ في شبابنا ونغادر المكان قبل أواننا ثم نموت منسيين كمدا ..