أسفر الانفجار الذي استهدف السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية كابل، الاثنين، عن مقتل روسيين اثنين هما دبلوماسي وحارس أمن، وفق وكالة الإعلام الروسية.
وأشارت التقديرات إلى أن التفجير أسفر عن مقتل وإصابة ما بين 15 إلى 20 شخصا، فيما قالت الشرطة الأفغانية إن "انتحاريا فجر عبوات ناسفة بالقرب من مدخل السفارة الروسية، قبل أن يُقتل برصاص حراس مسلحين أثناء اقترابه من البوابة".
وقال المتحدث باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، في تغريدة على "تويتر"، إن "القوات الأمنية تمكنت من قتل انتحاري قرب السفارة الروسية في كابل"، مؤكدا أن "الوضع الآن تحت السيطرة"، وأن التحقيقات بدأت في الواقعة، منوها إلى أن "طالبان ستعاقب الجناة".
وفي أول تعليق لها على الحادث، أكدت وزارة الخارجية الروسية، مقتل اثنين من طاقمها، معربة عن "أملها في العثور على منفذي الحادث في أقرب وقت ممكن".
ما هي الرسائل؟
مدير مركز أفغانستان للدراسات والإعلام، فضل الهادي وزين، قال في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "استهداف محيط السفارة الروسية في كابل هو الأول من نوعه، بعد استهداف سفارة ألمانيا في كابل في عهد الحكومة السابقة".
ووفق وزين، فإن الهجوم بعث عدة رسائل لعدد من الأطراف، أبرزها:
رسالة بعجز حكومة طالبان عن تأمين المناطق الحيوية والبعثات الدبلوماسية، وأن العمليات من هذا النوع قادرة على الوصول إليها في أي مكان.
أن حكومة طالبان لم تستطع حتى الآن السيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد.
رسالة إلى الحكومة الروسية، القريبة بعض الشيء من حركة طالبان، خاصة أنها لم تغلق سفارتها بعد وصول الحركة للحكم.
توتر العلاقة بين الحركة والحكومة الروسية قد ينعكس سلبا على المفاوضات الجارية بينهما بشأن النفط الخام.
لكن وزين أشار أيضا إلى أنه "بالنظر إلى العلاقات والأهداف الاستراتيجية في سياسيات الدول، فإن هذه الرسائل لن يكون لها أثر كبير، ولن تغير من سياسة روسيا تجاه حركة طالبان، وقد تكون سببا في مزيد من التقارب".
مفاوضات مع روسيا
الهجوم جاء في ظل مفاوضات ما زالت جارية بين حكومة طالبان وموسكو لشراء النفط الخام، حيث كشف وزير الصناعة والتجارة الأفغاني، نور الدين عزيزي، الشهر الماضي، عن رغبة بلاده بشراء النفط الخام من روسيا على مبدأ المقايضة، وذلك إن كانت موسكو مهتمة بالسلع الأفغانية.
وسائل إعلام روسية نقلت عن الوزير الأفغاني قوله حينها: "أهم شيء بالنسبة إلينا هو مشروع النفط والغاز. نود مناقشة خيار (التجارة) بالمقايضة، بشرط أن تكون لدى روسيا حاجة إلى نوع من المنتجات الأفغانية".
تصريحات الوزير الأفغاني أتت بالتزامن مع وصول وفد من وزارة الصناعة والتجارة الأفغانية إلى موسكو، لإجراء محادثات في هذا الشأن.
السفير الروسي في كابل، دميتري جيرنوف، كان قد أشار إلى أن أفغانستان "تخطط لمناقشة مشتريات النفط والحبوب وزيت عباد الشمس من روسيا".
الإرهاب في أفغانستان
وتسجل أفغانستان خسائر بشرية ومادية بسبب الهجمات المسلحة. ووفق مؤشر الإرهاب العالمي (GTI 2022) الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام (IEP) فقد سجلت أفغانستان:
1426 حالة وفاة، وهو أكبر عدد للوفيات المرتبطة بالإرهاب في دولة واحدة، إذ استحوذت على 20 بالمئة من الوفيات الناتجة عن الإرهاب في العالم.
عدد المدنيين يزيد عن نصف الضحايا، مما يجعلها الدولة الأكثر تضررا من الإرهاب للعام الثالث على التوالي.
الحوادث الإرهابية في أفغانستان زادت بنسبة 33 بالمئة، واتسع انتشارها الجغرافي؛ فسُجِلت حوادث إرهابية في 32 مقاطعة من أصل 34 مقاطعة.
سُجِل أكبر عدد من القتلى بسبب الإرهاب في العاصمة كابل، أغلبهم ضحايا هجمات شنها "فرع خُراسان" التابع لتنظيم "داعش"، وتضاعف عدد الوفيات في منطقة قندهار 3 مرات تقريبا.