خاص الاقباط متحدون- كتب- عماد توماس
قال الكاتب والباحث الاستاذ محمد عبد الفتاح السرورى، أن الإسلام عندما جاء إلى مصر لم يأت بطريق التجارة مثلما حدث مع بعض دول أسيا بل جاءها عن طريق الغزو ، وكانت مصر من أوائل الدول التى دخلها الإسلام فى حداثة عهده وكان الدين لا يزال حديثا فى نفوس اتباعه الذين كانوا مشبعين بالثقافة البدوية وعاداتها اكثر من تشبعهم بالثقافة الاسلامية التى لم تكون قد تشكلت بعد ولم تظهر ملامحها.
واضاف السرورى، فى مقاله المنشور بصحيفة "القاهرة" الأسبوعية-عدد الثلاثاء 17 مارس 2009، ان البيئة العربية التى جاء منها الإسلام الى مصر هى بيئة بدوية وهى بحكم طبيعتها الجدباء تفرض على قاطنيها نوعية معينة من الأنساق فى أسلوب التفكير وأغراضة واهدافه وطريقة المعاملات...وفى نهاية مقاله أكد السرورى، أن البداوة فى شبه الجزيرة العربية كانت نتاجا طبيعيا وحتميا للبيئة انذاك، ولكن غير الحتمى وغير الطبيعى أيضا هو اننا نعيش نفس الشكل من أسلوب الحياة فى بيئة مختلفة وزمان مختلف، المفارقة التى وجدها الكاتب ان أصحاب هذا النمط من الحياة والمصدرين الأساسين له قد بدأوا فى الآونة الأخيرة يلتفتون لعوار حياتهم وبداوا فى استشراف المستقبل بطرق مختلفة من التفكير والمعاملات اما نحن فى مصر-كما يرَ الكاتب- فمازلنا فى "البدونة" عائمين ننتظر النصر على الظالمين والأعداء بعون من الملائكة والتى يبدو انها لن تاتى إلينا أبدا لأننا ببساطة...لا نستحق.
|