كتب - محرر الاقباط متحدون
استهل غبطة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك لبنان، زيارته الرعوية الى ابرشية طرابلس يرافقه راعي الابرشية المطران يوسف سويف بالتوقف في محطات عديدة احتشد فيها شعب الكنيسة لاستقباله.
المحطة الاولى كانت أمام كنيسة سيدة لورد في رعية كفردلاقوس حيث ألقى سيادة المطران يوسف سويف كلمة قال فيها: "فرحتنا كبيرة اليوم بزيارة غبطتكم التي تبدأ في رعية كفردلاقوس... أهلا وسهلا بكم في هذه الزيارة لتكريس كنيسة مار سمعان العامودي، الأطفال والشبيبة والعائلات يحيّوكم يا صاحب الغبطة ويصلوا من اجلكم لكي تبقوا المدافع عن كيان وطننا لبنان وعن سيادته واستقلاله".
المحطة الثانية كانت في رعية رشعين أمام كنيستي مار يوحنا ومار مارون، حيث ألقى سيادة المطران سويف كلمة أبرز ما جاء فيها: "نريد أن نشكر الرب اليوم على زيارتكم يا صاحب الغبطة، زيارة تتفقد بها شعبك وهذا القطاع الجميل جداً من أبرشية طرابلس المارونية. رعية بيادر رشعين التي تنبض بالحياة الراعوية. هي رعية واحدة بعنوانين جميلين هما أساس تراثنا الانطاكي السرياني الماروني، رعية مار مارون ورعية مار يوحنا، رعية واحدة في بيادر رشعين. نريد أن نشكر الرب يا صاحب الغبطة على الحياة التي تنبض في هذه الرعية من خلال الأطفال والشبيبة والأخوية والحياة الروحية الرائعة. نشكر وقفتكم هنا في طريقكم الى تكريس رعية ما سمعان في ارده- الرميلة، أينما حللتم نشعر بالأبوة وانتم تحملون كنيستنا ولبنان في قلبكم والى العالم ونحن معكم أينما حللتم."
بدوره شكر صاحب الغبطة سيادة المطران سويف، وقال: "شكرا على محبتكم، أريد أن أحيّي كاهن الرعية وكل أبنائها بكنيستيها.هذه الرعية عزيزة جداُ على قلوبنا لأننا كنا نزورها في مناسبات مختلفة. أشكركم سيّدنا يوسف على ترتيب هذه الزيارة ولو كانت سريعة، ولكن دائما الأشياء الجميلة وقتها قليل، أحيّي كل العائلات وأشكركم لأنكم جئتم. صحيح إن زيارتنا سريعة والاحتفال الاساسي سيكون بتكريس كنيسة مار سمعان العامودي، ولكن تأكدوا بأنكم ستكونون حاضرين في صلاتنا من خلال الذبيحة الالهية. أؤكد لكم مرة ثانية أن إيماننا مبني على الصخرة ولذلك لا نتأثر، ولو كنا متأثرين مادياً ومعنوياً، ولكن إيماننا يبقى ثابتاً كالصخر، فأجدادنا مروا بظروف أقسى، وصمدوا بإيمانهم وصلاتهم واستطاعوا أن يبنوا لبنان، واليوم دورنا نحن أن نصمد بالصلاة والايمان، وكما قال البابا فرنسيس، نحن نمرّ بليل، ولكن بعده هناك فجر، بهذا الرجاء نواصل إيماننا بمار مارون ومار انطونيوس الذي سبقونا وأعطونا مثالا في الايمان. فليبارككم الرب بشفاعة أبينا القديس مارون والقديس أنطونيوس يبارككم الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس، ولتثبت بركته معكم الى الأبد، آمين.
والى رعية حرف أردة توجه غبطته حيث قال من أمام كنيسة مار شربل: " بوجود شفعاء كمار شربل ومار مارون نستمدّ مع هذه الرعية القوة، فنحن قوّتنا ليست بحمل السلاح، بل بصمودنا في الايمان والصلاة والقِيم كما عاش أجدادنا وهيأوا ولادة لبنان الكبير عام 1920."
وفي هذا الاطار استذكر صاحب الغبطة المثلث الرحمة البطريرك مارنصرالله بطرس صفير الذي كان يقول في كل مرة يُقال له "مجد لبنان أعطي له" أن هذا المجد منبثق من الشعب اللبناني والماروني المؤمن، لهذا السبب أُعطي البطريرك الماروني مجد لبنان، وأنتم اليوم تواصلون هذا المجد في مرحلة يواجه فيها الشعب يأسا كبيرا ويبحث عن الهجرة، لذا يجب علينا أن نساعدهم في هذه المرحلة. كما هنّأ غبطته ابرشية طرابلس بمطرانها يوسف سويف المُرسل من العناية الالهية بكل زخم، كما حيّا الأخويات والكشّافة وكل أبناء الرعية.
أما المحطة الاخيرة فكانت في كنيسة سيدة الانتقال في رعية أرده حيث كانت كلمة ترحيب لسيادة المطران سويف جدد في خلالها فرحته مع أهل الرعية بزيارة صاحب الغبطة وبدوره الأبوي الجامع الذي يجعل منه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق وحامل لبنان وشعبه في صلاته ومحبته، مجددا الايمان مع غبطته وشاكرا الرب على وجود القديسين مار سمعان ومار مارون ومار يوحنا ومار جرجس الذين يحمون لبنان ويبقونه صامداً وأكثر من وطن، بل رسالة.
وتابع سيادة المطران سويف شاكرا الرب على كل الآباء الذين خدموا رعايا أردة المختلفة وضحّوا في سبيل إنماء هذه الرعايا التي تتميّز بميزات جميلة.
بدوره شكر البطريرك الراعي أبناء رعية أردة على استقبالهم، كما شكر راعي الابرشية على الكلام الذي تفضّل به، وأثنى على عدد الدعوات الكهنوتية في هذه الرعية والتي تعود الى التزام العائلات في الأخويات والحركات الرسولية وشدد على أن العائلات السليمة والملتزمة هي ضمانة لوطن سليم وهذه ميزة لبنان المُحافظ على القيَم وعلى الصلاة على الرغم من كل الألم الذي يمرّ به.
ومن أمام كنيسة مار سمعان العامودي الرميلة، وقبل البدء بالذبيحة الالهية، القى سيادة المطران يوسف سويف كلمة قال فيها: "أيها الاخوة والأخوات في الرب، غبطة أبينا البطريرك، نحن في هذا المساء المبارك نشكر الرب على حضوركم وزيارتكم المباركة، ومع وصولنا الى هدفنا الرئيسي من زيارتنا وهو وقوفنا أمام الله في كنيسة مار سمعان العامودي الواقف أمام الله يشكر الرب ويسبّحه، أستذكر ما قلته يا صاحب الغبطة بأنكم لا تعتبرون هذه الزيارة زيارة راعوية، بل حجّاً مقدساً الى هذه الأرض الطيّبة المقدسة.
غبطة أبينا، نحن في مناخ تقديس وتكريس مذبح وكنيسة مار سمعان العامودي، وهذه مناسبة اليوم كي نجدّد إيماننا بالمسيح. كما كرّس ما رسمعان حياته للرب، وهو أب عظيم لتراث الكنيسة الانطاكية السريانية المارونية، هذه العامودية تجسّد روحانية التجسّد من جهة وجذرية الصليب من جهة أخرى، ولا تجدّد للكنيسة والوطن الحبيب لبنان وخاصة في هذه الأزمة الخانقة، الاّ من خلال هذه العامودية وهذه الجذرية وروحانية الصلاة.
أمامك يا صاحب الغبطة اليوم نقف مع رعايانا وأبرشيتنا وهذا الوطن الحبيب لبنان، ونؤكد أننا سنعبر هذه الأزمة الصعبة، كالفصح نعبرها نحو دولة المواطنة.
صاحب الغبطة، معكم نصلي اليوم لأجل تجدد الايمان ولأجل لبنان الهوية والحرية والايمان والحوار، ونحن نعمل بتوجيهاتكم لأجل الثبات بالمحبة وتعزيز التضامن بين الناس في هذه الظروف الصعبة، ولو لم يوجد هذا التضامن لكنّا في حال أتعس مما نحن عليه."
وختم المطران سويف: "نجدّد الشكر لغبطتكم على هذه الزيارة "الحجّ"، وهذه الكلمة تحمّلنا مسؤولية الالتزام بتوجيهاتكم والالتزام بإيماننا بالرب، كما أشكر المحسنين الطيّبين أنطوني منصور الذي قدّم بسخاء مع والديه فؤاد وماريال، وشربل محفوظ وزوجته والعائلة لراحة نفس الوالدين.
في النهاية نحن ندخل الى الكنيسة معكم ونقدم ذواتنا وعقولنا وعواطفنا وأفكارنا ونقدم لبنان الذي يمرّ في الجلجلة ولكن بإيماننا سنصل الى ميناء القيامة."
ثم ترأس البطريرك الراعي القداس الالهي الذي حضره الوزير السابق بيار رفول ممثلا فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ووزير الاعلام زياد مكاري، والنوّاب ميشال معوّض، طوني فرنجيه وأديب عبد المسيح، والوزير السابق اسطفان الدويهي، قائد منطقة الشمال العسكرية العميد المهندس وائل أبو شقرا ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، ومعالي وزير الدفاع الوطني الجنرال موريس سليم. كما حضر القداس ئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم ، ممثلون عن رؤساء وقادة الأحزاب المسيحية وقادة الاجهزة الامنية، ورؤساء بلديات ومخاتير، ونقباء، اضافة الى ممثلين عن المؤسسات البطريركية المارونية وعدد من رؤساء الأديرة، والجمعيات الخيرية والانسانية.
وخلال القداس ألقى غبطته عظة تحت عنوان:" انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي"، وجاء فيها:
"لقد سمى الرب يسوع ايمان سمعان بالصخرة بعدما اعلن ايمانه بالمسيح ايمانا مميزا سماه صخرة اي بلغة يسوع كيفا وباللغة اليونانية بيتروس.
اراد يسوع تسمية هذا الايمان المعاش بالصخرة وعليها بنى كنيسته ونحن المؤمنين بالمسيح مدعوين لكي يكون ايماننا معيوشا بالافعال والاعمال فنستحق ان ندعى صخرة. وفي الواقع بطرس الرسول يسمي المؤمنين الملتزمين بحجارة بيت الله.
الكنيسة هي بيت الله ونحن حجارة بيت الله الحية وكل واحد منا يحمل اسم حجر حي في بناء ملكوت الله اي الكنيسة.
يسرنا وبدعوة من المطران يوسف سويف تكريس كنيسة مار سمعان العامودي اليوم. هذا القديس الذي ارتفع عن الارض ليكون الاقرب الى الله بصلاته وايمانه ويعلمنا ان نرتفع عن حطام الدنيا نحو الله ونخرج من مشاكلنا اليومية ومشاكل الحسابات الصغيرة .
القديس سمعان ارتفع الى الله وعالمنا في لبنان بامس الحاجة لان نرتفع بايمان حي بالصلاة لكي نستمد القيم من الله. اذكر كل واحد منكم لانكم ستكونون حجارة حية في بناء بيت الله في هذا العالم فلا تكون الكنيسة مجرد بيت بل المكان الذي تجتمع فيه عائلة الله. فلنكون اصحاب قلب ونفس جميلة مبنية على الايمان.
اذكر كل من له فضل من قريب او بعيد في بناء هذه الكنيسة ونذكر كل من سلمنا حب الايمان. منطقة ايمان هي هذه المنطقة وانتم تحافظون عليها ونحن اليوم في مسيرة حج مع هذا الشعب المؤمن والمصلي والارض التي اعطت عائلات مؤمنة.
نصلي لكي نحصل على نعمة وعلى صخرة الايمان بالله وبالقيم يبنى لبنان على الرغم من كل شيء يوجد ايمان في قلوب الشعب اللبناني انه الايمان بالله ويوجد قيم اخلاقية ووطنية وروحية لذلك لا نخاف على لبنان فهو ينهض ويولد من جديد وكالنسر يجدد شبابه.
هذا ايماننا نعلنه مع صاحب العيد."
وبدوره ألقى كاهن الرعية الخوري سايد مارون كلمة شكر في خلالها صاحب الغبطة على حضوره وأكد أن عائلات الرعية مندهشة من عمل العناية الالهية التي رافقت الرعية في مختلف الظروف، كما أكد افتخار الرعية لكون البطريرك اسطفان الدويهي خدم رعية أرده، وشكر بإسمه وبإسم الخوري يوسف ديب الأساقفة والكهنة وجميع المقامات الرسمية الحاضرة.
وبعد القداس الالهي زار البطريرك الراعي كنيسة القديسة ريتا.