محمد كريم: أعمل على جلب نجوم العالم لمصر ومشاهدة الأجواء وأماكن التصوير بها
مجهود استمر لأكثر من 15 عاما من أجل الوصول إلى هدفه ليقوم ببطولة فيلم مع نيكولاس كيدج ثم بروس ويليس، وليصل إلى ذلك ابتعد عن ما يقال عنه "المنطقة الآمنة" فابتعد عن عائلته وأصدقائه وعن مهنته الأساسية الطب، بعد أن قضي 9 سنوات في دراسته، وعن كل ما قدمه في مصر علي الساحة الفنية، ليسعى لتقديم نفسه والفنان المصري والعربي بصورة مغايرة عن التي انتشرت في السينما العالمية لفترة طويلة، وهو ما نجح فيه، بل وتفوق عندما قام بإحضار صناع فيلمه الأخير A Day to Die لحضور العرض الخاص الذي أقيم بالقاهرة، ليكون العرض الأول من نوعه في مصر وأفريقيا لفيلم تجاري بحضور صناعه، إنه الفنان محمد كريم الذي أكد في حواره مع موقع "العربية.نت" أن الأمر لم يكن سهلا ومخاطرة غير طبيعية، خاصة بعدما كان يقدم مسلسلات وأفلام مع نجوم كبار في مصر ثم تقديم برنامج لأبرز المواهب في الشرق الأوسط ثم تأخذ تلك المخاطرة وتتجه إلى هوليود.
العمل في هوليوود بالطريقة التي قدمتها .. أشبه بطريق حافل بالمتاعب والصعوبات طوال الوقت؟
إنه كذلك، فالأمر صعب بطريقة لايمكن أن يتخيلها البعض، فالبعض يعتقد أن مشواري في هوليوود بدأ مع بداية ظهوري في أعمال فنية خلال 4 سنوات فقط، لكن تلك السنوات الأخيرة هي مجرد بداية ظهور نجاحات لمجهود استمر 15 عامًا، فلقد قدمت العديد من تجارب الأداء من أجل الوصول إلي ما وصلت له حاليا، وهو ما أوصفه بأنه مجرد بداية، فلقد قدمت مايقرب من 2000 تجربة أداء، وصلت لمرحلة أن سيارتي أصبحت أشبه بالدولاب، وفي يوم وصلت أن لديّ 4 تجارب أداء في أماكن مختلفة لـ3 أفلام ومسلسل، فلا بد لأي شخص يحاول في هذا الطريق أن يكون مؤهلا لهذه المرحلة، خاصة وأن بعض تجارب الأداء تحتاج شخص عربي لأداء شخصيات معينة داخل عدد من الأعمال الفنية لكني كنت أحاول البعد عن هذه الأمور دائما، وهذا ما شكل عقبة كبيرة لي، وإلا لكنت ظهرت في العديد من الأعمال، ولكن لأني ولدت وتعلمت في مصر، فأنا أحاول أن اظهر بشكل أفضل، ويرجع ذلك للنصيحة التي قدمها لي الفنان عمر الشريف من قبل، بأن أختار مايناسبني.
العمل أمام بروس ويليس بالتأكيد بالنسبة لك كان أشبه بالحلم؟ حدثنا عن كواليسه؟
أنا من معجبي بروس، وكبرت على أفلامه، وبالتأكيد أي شخص يتمني الوقوف أمامه، وعندما حدث ذلك معي شعرت أن حلم من أحلامي تحقق، فلقد استمتعت بالتجربة، كما أن كل مشاهدي في العمل معه، فدائما أتخيل إنني عملت مع أسطورة بهذا الحجم وسط مشاهد مطاردات فهذا شيء كبير جدا، كما أن كواليس هذا الفيلم احبها، فلقد تعرفت عليه عن قرب فشخصيته مختلفة متواضع ويحب الوطن العربي، وساعدني كثيرا، أكثر شيء تعلمته منه اندماجه في الشخصية أحيانا نجلس سويا ونتحدث وعندما يعلنون عن بدء التصوير يتحول فجأة للشخصية التي يقدمها في الفيلم، كما إنني سعدت بمقابلتي مع مخرج العمل ويز ميللر فلقد كان يرى أنني جدير بهذا الدور، كما أن ميزانية هذا الفيلم تعد أضعاف ميزانية فيلم "نيكولاس كيدج"، فلقد اختبرت شعور إخلاء مدينة من أجل تصوير مشاهد في الفيلم، والحقيقة أنا أحب هذا الفيلم كثيرا، وأكثر ما أسعدني أنه عندما خطوة أكبر من السابقة وهذا يعد نجاح.
وكيف وجدت هذه التجربة كثاني عمل لك في السينما الأميركية ؟
على الرغم من إنها تجربتي الثانية إلا أنها الأهم في مسيرتي، مرحلة مهمة وفاصلة للفنانين العرب لتغييرها الصورة النمطية للفنان العربي الذي يمثل في هوليوود، فلقد كانت تجربة رائعة، لأنني محرك للأحداث وأجسد شخصية الضابط "رينولدز" وهي شخصية محورية تخاطر بحياتها من أجل السعي وراء إثبات فساد رئيسها في جهاز الشرطة، وبسبب حبي لعملي يتم القبض في نهاية الفيلم على رئيس جهاز الشرطة (ألستون) التي جسدها الفنان بروس ويليس.
الفيلم يناقش قضيتي العنصرية وفساد الشرطة فهل تعرضت للأولى أثناء عملك في هوليوود؟
بالعكس لم يحدث أن تعرضت للعنصرية، بل رحب الجميع بي، وبالنسبة للفيلم فلقد نجحنا في إرسال رسالة واضحة ومهمة مع نهاية الفيلم وهي أن الشخص لا بد أن يتمسك بمبادئه حتى آخر لحظة في حياته حتى لو حياته تعرضت للخطر، لأنه في النهاية يحمي ملايين البشر من الخطر والأشرار.
وماهي الاستفادة التي اكتسبتها من العمل مع نجوم مثل نيكولاس كيدج وبروس ويليس؟
إن كلاهما مدرسة فنية مختلفة عن الآخر، لكنهما يشتركان سوياً في احترام طاقة العمل والتواضع، ولكن الاختلاف بين الاثنين كان في التجربة نفسها، فمثلاً ميزانية فيلمي مع بروس ويليس كانت أضخم وأكبر بكثير من ميزانية فيلمي مع نيكولاس كيدج، فلك أن تتخيل أن ولاية (ميسيسيبي) قامت بإخلاء شوارع كاملة من منطقة (جاكسون داون تاون) من أجل تصوير مشاهد فيلمنا بها.
وكيف ترى ما حققته حتى الآن بالسينما الأميركية؟
مجرد حلم من أحلام عديدة أسعى إليها، فما دام الإنسان على قيد الحياة فعليه أن يعمل ويطمح حتى آخر دقيقة في حياته، فأنا حققت جزءاً كبيراً من طموحاتي، ولكن ما زال هناك طموحات أخرى، من بينها أن أكون الفنان العربي صاحب أعلى إيرادات في تاريخ هوليوود، مثلما يفتخر الأستراليون بالفنان كريس هيمسوورث لكونه الفنان الأسترالي صاحب أعلى إيرادات في البوكس أوفيس.
وماهي خطتك للفترة القادمة؟
أعمل على جلب نجوم العالم لزيارة مصر، ومشاهدة الأجواء وأماكن التصوير بها، فمنذ ثلاثة أعوام اصطحبت النجمة العالمية ناتالي إيمانويل بطلة المسلسل الملحمي Game of Thrones للقاهرة وحضرت حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي، وخلال الأيام الماضية، اصطحبت أبطال فيلم "يوم للموت" للقاهرة لزيارة الأهرامات وخان الخليلي ومدينة الإنتاج الإعلامي وانبهروا بإمكانيات مصر السينمائية، كما أن هناك العديد من الأعمال السينمائية التي تعاقدت عليها في هوليوود.