ترجمة دعوة الرئيس إلى واقع في المساجد خلال 8 سنوات
خطوات عدة اتخذتها وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني على مدار 9 سنوات، ومنذ تولي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الحقيبة الوزارية في إطار تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، عمل على تجديد الخطاب الديني، عبر الدعوة التي عملت «الأوقاف» على ترجمتها على أرض الواقع للعودة بمنابرها للفكر الوسطي المعتدل والمستنير، عبر السيطرة على الدعوة بالمساجد ومنع المتطرفين من اعتلاء المنابر أو إعداد الإمام المفكر من خلال برامج تدريبية مهمة، وعقد مؤتمرات دولية وإيفاد أئمتها ودعاتها للخارج لنشر الفكر الوسطي.
أولا: نشر الدعوة عالميا
حرصت وزارة الأوقاف على نشر الدعوة عالميا من خلال اللقاءات والمؤتمرات الدولية التي يعقدها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أو تلك التي تشارك فيها بالخارج أو من خلال الموفدين، حيث جرى إيفاد وإعارة 1531 إمامًا وقارئا، وحصلت الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان على المركز الأول، بين جميع الجامعات الكازاخية في مجال الدراسات الدينية، إلى جانب تطوير المركز الثقافي المصري التابع لوزارة الأوقاف في تنزانيا وعقد 9 مؤتمرات دولية و6 مسابقات عالمية، لتعزيز دور مصر الريادي في نشر الخطاب الوسطي المستنير، فضلا عن توفير 3621 منحة دراسية للطلاب الوافدين من مختلف دول العالم.
ثانيا: الاهتمام بالفكر والترجمة وتأليف الكتب والتوزيع
عملت وزارة الأوقاف على تجديد الخطاب الديني وعودة مصر بقوة إلى الساحة الدينية الدولية من خلال الاهتمام بالفكر والترجمة وتأليف الكتب والتوزيع، حيث قامت الوزارة بطبع وترجمة وتوزيع 260 كتابا جديدا على السفارات والمحافل الدولية والجامعات والمراسلين الأجانب، جميعها تتعلق بتفكيك الجمود والفكر المتشدد وإعمال العقل في فهم النص القرآني أو الحديث النبوي الشريف من خلال العمل على فهم مقاصد النصوص، ولم تكتف بذلك بل تقوم بتدريسها وتدريب الأئمة عليها.
ثالثا: مواجهة الفكر المتشدد
استطاعت وزارة الأوقاف غل يد الجماعات المتطرفة بالمساجد ومنعهم من اعتلاء المنابر وتفكيك الخطاب المتشدد والمتطرف لتلك الجماعات، كما أن بعض الأسماء المتطرفة والمتشددة التي كانت تعتلي المنابر وتتصدر المشهد، لم يعد لها وجود، وخاصة المساجد التي لم تكن تحت يد الوزارة كمسجد أسد بن الفرات بالدقي والقائد إبراهيم بالإسكندرية والعزيز بالله بالزيتون وكل المساجد التي كانت تسيطر عليها جماعات التطرف أصبحت تحت يد الدولة والوزارة.
كما أحكمت الوزارة قبضتها على الأمور سواء في الحضر أو الريف أو في القاهرة والأقاليم، وأصدرت سلسلة من الكتب والمؤلفات، أبرزها كتاب «كيف نفهم السنة النبوية»، الذي يفكك الجمود عند ظاهر النص ويرسخ لمشروعية الدولة الوطنية والحفاظ على الوطن، والعلاقة بين الدين والدولة.
رابعًا: إعداد الإمام المفكر
تحت شعار «الإمام المفكر» انطلق برنامج تدريبي هو الأول والأقوى من نوعه، العام الماضي، للارتقاء بالفكر الدعوي والبحثي للأئمة، تماما مثلما نجحت في مجال التدريب والتأليف والترجمة والانتقال من مرحلة طبع الكتب إلى نشر الفكر الوسطي المستنير وتدريس هذه الكتب وتحويلها إلى برامج تدريبية للأئمة والواعظات وحتى يستفيد منها القاصي والداني وعامة المواطنين، وتستهدف تنمية الجوانب العلمية والمهارية اللازمة للرقي بالأئمة إلى المستوى الذي ننشده في العالم المفكر المستنير، والانتقال بالإمام من مرحلة الإمام الناقل للثقافة إلى مرحلة الإمام المفكر.
خطة تنويرية لتجديد الخطاب الديني
الدكتور عبد الله النجار، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أشاد بدور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في الدعوة وتجديد الخطاب الديني، وفق خطة تنويرية تقوم على الفكر الوسطي المعاصر، بحسب وصفه.
وأضاف النجار لـ«الوطن»: «وزير الأوقاف استطاع أن يقدم تجربة دعوية تتسابق بعض الدول العربية في تطبيقها وتتمثل في خروجه بالخطاب الدعوي التقليدي إلى خطاب مستنير، مما يعد وجهة مشرفة في جبين وزارة الأوقاف، وهذا الجهد الكبير يستحق الإشادة والتقدير».
وأكد أن نشر الفكر الوسطي الذي يقوم به الأئمة هو نتيجة بارزة لجهود وزير الأوقاف للخطة التنويرية في تجديد الخطاب الديني.