بقلم: ماجد سمير
احنا اللي خرمنا "التعريفة" تذكرت اسم المسرحية القديمة صحيح لا أعرف أي شىء عنها سوى اسمها، والتعريفة لمن لايعرف من الجيل الجديد هى نصف قرش، قيمتها النقدية خمسة مليمات وكانت عمله تقبل التداول عند البقال والمخابز ومختلف أنواع الحلوى والسجائر "المكنة" فضلا عن أنها كانت مبلغ كبير أيام أجدادنا ، ومع مرو الزمن اختفت ومعها القرش والشلن والبريزة وغيرها من العملات المعدنية والورقية التي اصبح مصيرها المتحف بعد أن ظلت لسنوات طوال تعمر جيوب ومحافظ الشعب، ولم يبقى من ذكرها سوى اسم "القرش" الذي نسمع عن غزوه الشواطىء خارجا من البحار، أو قرش الحشيش الذي أصبح متوافرا جدا في شوارع مصر، وقرش الحشيش مصدره الأساسي افغانستان التي ظلت تحكم حكم طالبان لسنوات خرجت خلالها فتاوي تجيز زراعة نبات القنب وتؤكد أن الأقتصاد القائم على تجازة الحشيش حلال شرعا وأن جوزار عتريس من فؤادة مش باطل.
"احنا اللي خرمنا التعريفة واحنا اللي دهنا الهواء دوكو واحنا اللي دقينا مسامير الريح في حيطان الهواء" جمل شعبوية خارجة من الشارع المصري تعبر بشده عن حالة الفهلولة المتسلطة على ذهنية القائمين على أمورنا، منذ أكثر من 60 سنة تلألأت خلالها سياسة خرم التعريفة وبعد 25 يناير 2011 ظهر من يستمر خرمها بأسلوب مشابه مع تأكيده على دهان الهواء دوكو لكن باسلوب أخلاقي على حسب تعبيرهم، فحكامنا الجدد يمارسون التحكم في مقاديرنا بما لايخالف شرع الله .
كان لدهان الهواء دوكو دور بارز جدا من تلوين رغبة الشعب خلال استفتاء 19 مارس 2011 خرجت أصوات بما لايخالف شرع الله تطالب السذج بنصرة دين الله واختيار "نعم" المتميزة بالعلامة الخضراء لانها رمز الجنة أما "لا" فعلامتها سوداء رمز النصارى والشيطان وسأل العديد من المصريين في القرى والكفور والنجوع عن مكان العلامة مثل الإعلان التليفزيوني القديم الشهير "هى العلامة "فا"؟ اي أين توجد العلامة وبعض قرى محافظات الفيوم وبني سويف والمينا ينطق كل الحروف مفتوحة فتصبح كلمة "فين ...فا" وليه لآآآآآآآ" وهكذا .
والصدفة الغربية أن جمع كلمة "نجع.... نجوع" ربما تكون لها علاقة بالجوع وقلة الدخل والفقر والجهل، وهذا الرباعي له علاقة مباشرة بخرم التعريفة ودهان الهواء دوكو، فنحجت جماعة الإخوان المسلمين في القبص على مفاصل الدولة من مجالس نيابية ورئاسة الجمهورية والمجلس الاعلى للصحافة والمجلس القومي لحقوق الانسان لضمان "دق مساميرهم" في نعش الدولة المصرية.
الجماعة التي بدات نشاطها منذ عام 1928 مارست خدمات اجتماعية على كل فقراء وجوعى الوطن لم تساهم مرة واحدة في محو أمية شخص واحد لأن الجهل بمثابة الباور الذي يدير ميكانتهم ويضمن استمرارهم قابعون على قلب مصر.
ومازال اخواننا المثقفون يتكلمون بلغة لايفهما أحد ولا يدرك معناها الشارع ليل حكم مصر ومقاديرها في ايدي كل من يقول "احنا اللي خرمنا التعريفة ولكن بما لايخالف شرع الله. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |