هاني صبري - المحامي
اندلع حريق بكنيسة مريم المصرية، بمنطقة العماروة بحي المنتزة ثان، شرق الإسكندرية، مما أسفر عن إصابة أحد الأشخاص بإصابات بالغة ونقل لنلقي العلاج في العناية المركزة بمستشفى القديسين .
والكنيسة مساحتها 60 مترًا فقط، وتطل على شارع عرضه 4 أمتار، ومكتظة بالسكان وإن الكنيسة تخدم عدداً كبيراً من المسيحيين المتواجدين في تلك المنطقة.
وعلي إثر ذلك الحادث أنتقلت كافة الجهات المعنية لمكان الحادث وتمكنت قوات الحماية المدينة بمساعدة أهالي المنطقة من السيطرة علي الحريق وإخماده ، وقيام المعمل الجنائي برفع الأدلة من موقع الحادث، للوقوف على ظروفه وملابساته، وجار استكمال التحقيقات، ونحن في انتظار ما ستفسر عنه التحقيقات.
جدير بالذكر أن القس يوئيل كاهن الكنيسة قد صرح إنه في عشية الاحتفال بعيد السيدة العذراء فوجئ المصلين بوجود قطع نار تتساقط من الأدوار العليا على الكنيسة، وانتشار الدخان بشكل كبير ما أصاب العديد بإغماءات، وأصاب المصلين بالذعر والخوف وهرع الجميع إلى الخارج وتم إخراج المصلين من الكنيسة ، وحاول أحد الأقباط إخماد الحريق بطفاية حريق إلا أنها انفجرت في وجهه ونقله للمستشفي.
وأنه لم يتم تحديد أسباب وقوع الحريق ، وتتولي الأجهزة المعنية التحقيقات لمعرفة أسباب وقوع الحادث.
ونطالب بمعرفة أسباب اندلاع هذا الحريق حيث إن البعض يقوم باستباق الأحداث ويقول أن أسباب الحريق ماس كهربائي، على الرغم من أنه لَم يحدد بعد بداية الحريق ونهايته، ولَم يصدر تقرير الأدلة الجنائية أو تحريات الأمن بشأن الواقعة ، وكان يجب عليهم تحري الدقة وعدم إصدار أي تصريحات بناء علي احتمالات بدون مراعاة الإجراءات القانونية المتبعة حيال تلك الأحداث.
في تقديري الشخصي كل الاحتمالات واردة في الحادث ولا أستبعد فرضية وقوع عمل إجرامي جبان ، فحسب راوية كاهن الكنيسة أن بداية النيران كانت من الأدوار العليا على الكنيسة، ولو صحت هذه الرواية فمن الممكن أن يقوم أحد الأشخاص بإلقاء النيران أو أي من المواد المشتعلة من الأماكن المجاورة للكنيسة التي تحيط بها المباني الكثيرة، ومن ثم تتوافر أركان جريمة الحريق العمد المنصوص عليها في المادة 252 من قانون العقوبات التي تنص على «كل من وضع عمدًا نارًا في مبان كائنة في المدن أو الضواحي ..، وعلى وجه العموم في أي محل مسكون أو معد للسكن، سواء كان ذلك مملوكًا لفاعل الجناية أم لا يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد».
ويتحقق القصد الجنائي لجريمة الحريق العمد متي تعمد الجاني وضع النار في شئ من الأشياء المذكورة بهذه المادة وأياً كانت نتيجته أو الباعث عليه، أي سواء أكان القصد الأول من ذلك هو مجرّد إحراق المكان ذاته أم وسيلة لتحقيق أي قصد آخر.
فضلاً عن الإضرار التي لحقت بالكنيسة جراء هذا الحريق وقد تكون هذه الجريمة مديرة.
لذلك يجب كشف ملابسات هذا الحريق ومن المتسبب فيه ، وإذا ثبت تورط أحد في هذه الجريمة لابد من إحالته لمحاكمة جنائية عاجلة وتوقيع توقيع أقصي عقوبة مقررة عليه في القانون وذلك لتحقيق الردع العام والخاص ولمنع كل ما تسول له نفسه التعرض للأبرياء وتعريض حياتهم للخطر وتهديد السلم والأمن العام .
أياً كانت ملابسات هذا الحادث سواء كان عرضياً أو جنائياً ، لابد من التصدي لأسباب حريق الكنائس بكل حزم وفقاً للقانون ، حفظ الله مصر وشعبها العظيم من كل سوء.