أعلن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى عن صدمته بالقبض على طفلين ببنى سويف وإيداعهما دار الأحداث على ذمة التحقيق فى الاتهام الموجه إليهما بازدراء الأديان بعد أن تقدم أفراد من أهالى عزبة ماركو ببلاغ يتهمهما فيه بالتبول علنا على أوراق كانت تحوى آيات قرآنية.

 

وقال الحزب فى بيان رسمى له اليوم، الخميس، قبل الإفراج عن الطفلين من قبل النائب العام، أن نبأ احتجاز طفلين بتهمه ملتبسة يثير الخوف، بل الفزع على مستقبل الوطن، مشيراً إلى أن الرسالة الحقيقية من وراء هذه الحادثة تنبأ بانهيار أخلاقى وتدنى حقيقى للدولة المصرية وأجهزتها، متسائلاً كيف تشترك أجهزة قضائية وأمنية فى هذه الجريمة ولماذا، هل لأن طفلين قاما بعمل ترآى لأهل القرية أنه ازدراء للأديان، أن إيداع الطفلين الأحداث جريمة كبرى لا يجب أن تمر ويتحمل مسئوليتها الجميع.

 

وأوضح البيان أن التغاضى عن التحرش بالأطفال لأن هناك من ظن أنهم يزدرون الأديان أمر خطير يدل على استعداد متنامى للدولة للتعاطى مع التحريض "الهمجى" و"الطائفى"، مشيراً إلى أن الأمر الذى يجعل من الحادثة مصدر قلق حقيقى هو ما صاحبها من تسريبات عن مواد صادرة عن الجمعية التأسيسية للدستور تتضمن نص يتسامح مع عمالة الأطفال وعدم تحديد سن الزواج، أى أننا أمام دولة تؤسس دستورياً للعداء للأطفال وحقوقهم الأساسية، بل تمارس ضدهم إرهاباً طائفياً باسم القانون وتودعهم السجون، طبقاً للبيان.

 

ودعا الحزب فى بيانه كل القوى الديمقراطية وكل أحرار الوطن إلى وقفة حقيقية أمام هذه الممارسات الفاشية باسم الدين، مشيراً إلى أن تهمة ازدراء الأديان تستخدم بدون تساوٍ فى المعايير وتستهدف عقاب فئات وطوائف فى المجتمع عن طريق ترويع بعض أفرادها، كما بدأت تستهدف النشطاء، فكل رسمه على الجدران وأى حوار بين زملاء فى مدرسة وأى فعل عفوى من أطفال فى الشوارع وأى شعار معارض يمكن أن يتحول إلى تهمة تلقى بأطفالنا وشبابنا إلى السجن.

 

وذكر البيان أن ما حدث مع الفنان إياد عرابى الذى رسم جرافيتى على الحائط يستنكر فيه تجهم وتشدد من يتخذون الدين شكلا ولباسا دون الجوهر يؤكد ذلك، حيث أنه وجد نفسه متهماً بالإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

واكد البيان أن الثورة لا يجب أن تحصد هذا الارتداد المخيف وهذه الممارسات الهمجية والفجة التى لا تحمى دينا ولا تبشر بخير، مضيفاً "إما أن نقف وقفة شجاعة أمام هذه الرعونة والفاشية، وإما ستقع دولتنا ومجتمعنا فى دوامة من الهمجية والتعصب والعنف يدفع بها بعيدا عن أى مسار للرقى والتقدم".