الأقباط متحدون - سجن الأطفال بأسم الإسلام!!
أخر تحديث ٠١:٥٠ | الخميس ٤ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٣ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سجن الأطفال بأسم الإسلام!!


طفلان يلعبان إمام كنيسة في ظل حالة احتقان صارت واضحة أمام الجميع بين بعض المسلمين وبعض الأقباط نتيجة تطرف الطرفين .. هذا التطرف الذي ساهمت فيه وسائل الإعلام بتركيزها المفرط على كل حادثة طائفية مهما كانت ساذجة وتافهة .
وسط هذه الحالة استمع الطفلان لأحاديث الكبار فكرها الإنجيل هذا الكتاب الذي قد يكون قد قيل لهما انه يأمر بتكفير واضطهاد المسلمين وبمنتهى الصبيانية احضر الطفلان إنجيلا وتبولا عليه .
 
والنتيجة هي سجن هذين الطفلين في إصلاحية بعيدا عن الأهل وحضن الأم ودفء البيت..والسؤال هل يمكن أن يقبل أي مسلم صحيح الإيمان أن يحدث هذا لأبنائه ؟ بالتأكيد لا كما أثق انه لن يقبل أن يحدث هذا لأي طفل مهما اختلف معه في الدين أو الدولة فمبالنا ونحن نتحدث عن طفلين مصريين !!
اعتذر لتبديل أحداث القصة المشينة التي وقعت في قرية "ماركو" ببني سويف والتي قام فيها طفلان مسيحيان بالتبول على المصحف وعندما شاهدهما أحد أبناء القرية من المسلمين أخذهما لقس في الكنيسة هناك .. لكن يبدو أن توبيخ القس الخفيف لهما – وفقا لتعبير مقدم البلاغ لم يعجبه – فتقدم ضدهما ببلاغ .
ورغم اعتراف مشايخ السلفية هناك بأن الحادث فردى وعمل صبياني إلا أن المفاجأة المذهلة كانت في قرار مستشار التحقيقات الذي أمر بإيداع الطفلين في دار رعاية للإحداث(إصلاحية) لمدة أسبوع لحين انتهاء التحقيقات معهما .
 
ولا اعرف عن أي تحقيقات نتحدث فالمسألة لا تستحق أكثر من " طبطبة " حانية  من أي شيخ أو مستشار من مستشاري التحقيقات على كتف الطفلين والتبسم في وجهيهما بعد اخبارهما بلغة بسيطة يمكن أن يفهمها في هذا السن الصغير بان احترام الكتاب المقدس للمسلمين واجب مثلما احترامهما للإنجيل واجب  وكفى .. مع مراجعة أولياء أمرهما والتشديد عليهما بضرورة رعاية طفليهما .
 
لكن أن ننزعهما من حضن أمهاتهما تحت حجة إهانة الإسلام فهذا افتراء على الإسلام الذي لن يهينه عبث طفلين غير بالغين أو راشدين بالمصحف بل يهينه  ويسيء إليه مخالفة أوامر رسول الله حيث قال "ليس منا من لم يرحم صغيرنا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا"(ص).
فالصغار مستقبل هذا الوطن  لماذا نظلمهم على خطأ أو حتى خطيئة لا يدركوها وهم يقومون بها؟  لماذا نظلمهم بحجة الإساءة للإسلام الذي نخالفه لأنه نهى عن الظلم فعن النبي (ص) فيما يرويه عن رب العزة قال"يا عبادي أنى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" ..ألم يقل أيضا رسول الله (ص) "دعوة المظلوم مستجابة ولو كان فاجرا ففجوره على نفسه".
 
نتهم أطفالا لم يفقهوا تعاليم دينهم بإهانة ديننا ..نؤذيهم نفسيا ونعمق داخلهم في كل دقيقة قضوها بعيدا عن ذويهم وحياتهم الطبيعية الإحساس بالقهر والكراهية لأنهم أقلية  عددية في الوطن .. هذا الوطن الذي نفتته ونمهد الأرض لمؤامرة تقسيمه بمثل هذه الأفعال الشاذة والبعيدة عن الدين الذي يحثنا على الرحمة مع الجميع فمبالنا مع الأطفال إذ يقول الله تعالى  "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" .
 
 ورغم المبادرة   -قبل ساعات-  بإخراج الطفلين من دار الرعاية إلا أن ذلك لا يكفى إذ لابد من أحاطتهما وأسرتيهما بكل الحب والرعاية لنقول لهم ولكل أقباط مصر في رسالة واضحة ومحددة أننا سننفذ معكم دائما وصية رسولنا الكريم الذي قال "من أذى ذميا فقد أذني"(ص)  ومن لديه رأيا أخر فليتصور أن ما حدث كما ذكرت في البداية كان لطفلين مسلمين في أي دولة نمثل فيها أقلية عددية ..فهل كان سيقبل أن يسجن أطفال في التاسعة والعاشرة من العمر باسم الدين ؟؟؟

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.