دائما تُظهر لنا الأزمات مواقف شديدة الرقي والانسانية، ففي وسط المشاهد المتلاحقة خلال نشوب حريق كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، كان هناك عدد من المواقف الانسانية التي تعكس جوانب إنسانية وتعاطفنا مع الغير، تبقي السند والدعم في أوقات الشدائد..
أول تلك المشاهد كان لتكاتف جيران الكنيسة الذين هرولوا من منازلهم لمساعدة من هم داخل في الكنيسة، حيث قاموا بإحضار زجاجات مياه، أو من حمل «كولمن» مياه باردة ليروي عطش مئات المترددين على الكنيسة، كما تبرع آخرين بسياراتهم للمساعدة في إيصال الاهالي والاطفال لمنازلهم.
رزق البطل
المشهد الثاني كان مشهد بطولي لأحد عمال كنيسة الانبا بيشوي بالمنيا الجديدة، ويدعي رزق جمال، والذي شوهد من بداية الحريق يسارع لداخل الكنيسة التي تخرج منها ألسنة اللهب والدخان بكثافة كبيرة جدا، لينقذ ما يستطيع أن ينقذه من اثاث واخشاب حتي يقلل من الاشتعال ومن الخسائر ايضا، وحتي عندما اصيب عم رزق لبضعة دقائق باختناق اثر الدخان الكثيف بعد دخوله وخروجه بالمكان عدة مرات بشكل سريع جدا، ورأي مسئولوا هيئة الاسعاف المتواجدون في محيط الكنيسة أن يتم اسعافه بالاكسجين فخضع للاكسجين لدقائق معدودة وهرول مسرعا مرة أخرى للكنيسة ليقود مع مجموعة من شباب الخدام بالكنيسة ويجري وسط الادخنه والمياه التي ملأت المكان.
مارلي تنقذ مارلي
المشهد الثالث كان لطفلة تنقذ طفلة اصغر منها.. فالطفلة مارلي ريمون 12 سنة، شوهدت وهي تخرج مسرعة على سلالم الكنيسة بالطابق الثاني فور أن تيقنت هي وأصحابها أن هناك روائح أدخنة كثيفة و«فيه حاجة بتتحرق في الكنيسة» وبعد نزولهم جميعا تذكرت مارلي أن هناك طفله لم تنزل معهم وتدعي مارلي مايكل 5 سنوات، فرجعت إليها رغم كثافة الادخنة وصعدت للطابق الثاني مرة أخرى لتأتي بالطفولة الصغيرة التي لم تدرك خطورة الأمر.
وجبات مجانية
المشهد الرابع لصاحب احد المطاعم الكائنة بمدينة المنيا الجديدة والذي تبرع بوجبات مجانية (سندوتشات) لكل المتواجدين في الكنيسة بعد مرور أكثر من 6 ساعات داخل الكنيسة دون أن يبرحوا المكان لمنازلهم.
كانت كنيسة القديس الأنبا بيشوي الكائنة بالحي الثاني بمدينة المنيا الجديدة قد تعرضت لحريق دمر الكنيسة بالطابق الأرضي.