محرر الاقباط متحدون
على قدر ما شهد حادث حريق كنيسة المنيرة في إمبابة العديد من المشاهد الحزينة على وفاة الضحايا، لكنه شهد أيضًا العديد والعديد من قصص التضحية والفداء لإنقاذ الأطفال ورواد الكنيسة من موت محقق، عقب نشوب النيران في المبنى بالكامل بسبب ماس كهربائي خلال قداس إلهي.
هنا في هذه القصة لعبت الصدفة دورًا أساسيًا في نجاة أسرة من الموت في حريق كنيسة أبوسيفين، حين تأخرت عن حضور القداس.
باسم مدكور وزوجته وبناته الثلاثة، كانوا في طريقهم إلى الكنيسة، لكنهم عرفوا بشأن الحريق الذي نشب فيها قبل الوصول إليها، وكانت الأسرة ستحضر القداس والتناول، قبل نزول البنات الصغيرة إلى الحضانة.
اتصل أحد أصدقاء باسم به، وأخبره بأن الكنيسة تحترق، فقرر أن يعيد أسرته إلى المنزل سريعًا، وصعد هو إلى المبنى المحترق ليتمكن من إنقاذ البعض، قبل أن يصاب بحروق في مناطق متفرقة من جسده.
قال باسم لـ"المصري اليوم" إن اللحظات التي مرت عليه كانت مرعبة، مضيفا: “وضعت بطانية على جسدي وصرت أنقذ الأطفال، لكني رأيت جثثا وحالات اختناق ووفيات كثيرة، التأخير في الحضور نجاني وأسرتي من الموت”، بحسب حديثه لشبكة «العين» الإماراتية.
وظل باسم نحو 15 دقيقة في عملية الإنقاذ تلك إلى أن احترقت ملابسه وكوت جسده النيران، فحمله البعض خارجها، وتم نقله إلى مستشفى إمبابة العام ضمن مصابين آخرين.
يقبع باسم داخل المستشفى حاليًا، يستقبل وأسرته المعزين، بعد وفاة بعض أقاربه، كما يتلقى منهم كلمات الدعم والمواساة، كان وزير الرياضة أشرف صبحي أحد هؤلاء، ولفيف من أعضاء مجلس النواب، ومسؤولون من محافظة الجيزة.
رأى باسم نفسه رجلا يقفز من أعلى المبنى هربا من الدخان، وأطفال يفعلون الأمر نفسه، وهي مشاهد لن ينساها. ويضيف أن الزجاج كان يتحطم والأخشاب تحترق والصراخ سيد الموقف.
