الأقباط متحدون - لا لمس... ولا همس
أخر تحديث ٠٣:٤٨ | الخميس ٤ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٣ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

لا لمس... ولا همس


بقلم : د. رأفت فهيم جندى
 منذ اكثر من 3000 عام استولى عبدة الأصنام فى مدينة "اشدود" الفلسطينية على تابوت العهد الذى قدسه الرب الإله ليكون فى قدس الأقداس فى العبادة القديمة لشعب بنى إسرائيل، فأصيب هؤلاء المعتدين بمرض البواسير، ويقول سفر صموئيل الأول عن هذا "فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ, وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ فِي أَشْدُودَ وَتُخُومِهَا". 
 
وعندما نقل هؤلاء تابوت العهد إلى بلدة "جت" اصيبت ايضا هذه البلدة بالبواسير، ويقول سفر صموئيل الأول عن هذا "وَكَانَ بَعْدَمَا نَقَلُوهُ أَنَّ يَدَ الرَّبِّ كَانَتْ عَلَى الْمَدِينَةِ بِاضْطِرَابٍ عَظِيمٍ جِدّاً, وَضَرَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ وَنَفَرَتْ لَهُمُ الْبَوَاسِيرُ". 
وعندما فشلت تماثيل البواسير التى صنعوها لكى تشفيهم وصعد صراخ المدينة إلى السماء، اشار عليهم حكماء هذه البلاد للخلاص من هذا العذاب أن يعطوا مجدا للرب الإله, بإعادة تابوت العهد الذى قدسه الرب وأن يقدموا ما يكفر عن خطأهم بالعدوان على مقدسات الرب.
فأعاد سكان هذه المدن تابوت العهد لشعب بنى إسرائيل وارسلوا ايضا معه التماثيل التى صنعوها لهذه البواسير لكى تكون قربان اثم للرب "وَوَضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَى الْعَجَلَةِ مَعَ الصُّنْدُوقِ وَفِيرَانِ الذَّهَبِ وَتَمَاثِيلِ بَوَاسِيرِهِمْ. "
 
وتمضى القرون الطويلة بعد هذه الاحداث، ولكن نفس الأصابة عادت للتكرار للذين اعتدوا ويعتدون على الكنيسة المقدسة ولكن ببواسير حساسية اللمس او الهمس لتاريخهم وفكرهم المتطرف الوهابى، فيصابون بحالة هياج وتنتابهم نوبات تكسير وقتل وحرق، ولهذا فجميع المصابين بهذه البواسير يهددون اى شخص من الأقتراب او لمس بواسيرهم، ولكنهم ايضا لم يقتنعوا بان افضل طريقة للعلاج منها هو العودة للرب وتقديم قربان اثم كما صنع السابقون.
وبدلا من تغطية خيبة هذه البواسير يعرضونها فى كل منتداياتهم ومحافلهم وبرامجهم التلفزيونية، ويتباهون بها ويدعون القاصى والدانى ويجبرونه للإعجاب بهذه البواسير والتسبيح بها، لكن وجعهم يكون كبيرا لو لمس لهم احد هذه البواسير، ويصرخون بكل عنف "لا لمس ولا همس لبواسيرنا" 
 
ولهذا سن سكان هذه البلاد قانونا لتجريم لمس البواسير، ولكن بعد هذا الأنفتاح الكبير فى عالم النت اصبح لمس بواسيرهم ليس فقط ممكنا من داخل البلاد ولكن يأتى ايضا عبر البحار، فصرخ الكثير منهم يطالب المجتمعات الدولية بسن قانون عالمى بمنع حرية لمس البواسير، ويتعجب منهم معظم سكان الارض لأن ليس لهم بواسير مثلهم ولا يفهمون ما يقولونه ويرددونه عن الم لمس البواسير والذى يأتى ايضا عبر البحار.  
طوبى لمن قبل الشدائد والظلم والأهانة والطرد والإستشهاد ولم يقبل الإصابة بالإعجاب بهذه البواسير، وطوبى بالأكثر لمن تخلص من هذه البواسير بعد ان كان مصابا بها منذ مولده. ونرفع صلوات حارة لهم للشفاء من وجع هذه البواسير الحارة التى لا يجدى معها أي مراهم او مسكنات.    
رئيس تحرير الأهرام الجديد الكندية 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع