وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير موسع لها، منفذي الهجوم على الدورية الإسرائيلية، الذي أسفر عن مقتل الجندي الإسرائيلي نتانئيل يهلومي في 21 سبتمبر الماضي، بأنهم من "منتجات الإخوان المسلمون"، على حد وصفها.
وأوضحت أن زقزوق قد تربى في كنف جماعة "الإخوان" لكنه انضم فيما بعد إلى حركة المرشح السلفي للرئاسة المصرية حازم صلاح أبو إسماعيل، وابن عمه وجيه كان من الأنصار المتحمسين للرئيس محمد مرسي وفقا لما هو منشور على صفحته على "الفيسبوك".
وحاولت الصحيفة رسم صورة لمن لقبته بـ"الإرهابي المصري الجديد" قائلة إنه ينتمى لسلالة جديدة من الإرهابيين لا يعرف الأمن شيئا عنهم، "وخلافا للمعتاد فإن هذا الهجوم لم ينفذه بدو سيناء، وإنما شابان من صفوة المجتمع المصري، ومن عائلات ميسورة الحال، تخرجا من كلية الآداب ولم يشك أحد في انتمائهما إلى الجهاد الإسلامي"، مشيرة إلى أن هذا هو "الإرهابي الجديد" الذي ستضطر مخابرات الرئيس مرسي، وكذلك الجيش الإسرائيلي للتعامل معه في ظل تردي الأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن الصحف المصرية تبذل خلال الأيام الأخيرة جهودا كبيرة لتسليط الضوء على هويتيهما، مشيرة إلى أن المعلومات المتراكمة حول الحادث من شأنها أن تصيب أجهزة المخابرات المصرية والإسرائيلية بصدمة كبيرة، إذ أن الحديث لا يدور عن بدو سيناء، وإنما عن سكان الدلتا المصرية، ولكليهما أسرة وأولاد، وحالتهما الاقتصادية جيدة، لدرجة أن أحدا من المحيطين بهما لم يلحظ عليهما أي أثر لتطرف ديني قد يقودهما إلى شن هجوم كالذي قاما به.
و ترى الصحيفة أن كون الاثنين من "قلب مصر" وليس من سيناء، مصدر حرج كبير للنظام الجديد في القاهرة ومصدر قلق كبير لدى إسرائيل. و شنت الصحيفة هجوما على ما اعتبرته مشروعا لتخليد ذكرى الاثنين في مصر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قائلة إن صفحة أحمد وجيه على الشبكة لاتزال فعالة، مرجحة أن تكون زوجته هي المسؤولة عن استمرار تفعيلها، كما أشارت إلى وجود كتابات مؤيدة للرئيس مرسي عليها.
وفي مقابلة مع الصحيفة، حذر أستاذ التاريخ بجامعة بن جوريون الإسرائيلية، البروفسور يورام ميطال، من سوء إداء الأجهزة الأمنية المصرية في أعقاب سقوط نظام مبارك مما سمح للجماعات المتطرفة بحرية العمل. وقال ميطال إن "المخابرات المصرية يقع على عاتقها الآن واجب العمل في عمق الدولة المصرية وفي وسط الدلتا، فمنذ سقوط نظام مبارك، تهاوت أجهزة أمن الدولة وكذلك النظام العام في مصر، مما أدى إلى ظهور جماعات متطرفة تجد اليوم مساحة من الحرية للعمل"، مضيفا أن "هناك عدد غير قليل من الدعاة الذين يعتنقون أفكارا متطرفة ويحظون بحرية عمل منذ سقوط مبارك، نظرا لاختفاء الضغوط التي كانت تمارسها المخابرات المصرية في السابق عليها".
ولفت ميطال إلى أن "المخابرات المصرية تحاول الآن أن تستعيد السيطرة لكنها تواجه معركة شرسة جدا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعات الإسلامية المتشددة في مصر كانت تنشط حتى سقوط "مبارك"، من خلال منظمات هرمية، مثل "الجماعة الإسلامية"، ولكن منذ اندلاع ثورة "25 يناير" تحول ناشطون محليون غير معروفين إلى استخدام الخطاب البلاغي الجهادي. وعلى هذا الأساس، أوضح البروفيسور ميطال أن "الظاهرة الجديدة التي برزت في مصر اليوم تتمثل في قيام أفراد بالعمل بشكل منفرد، مثل وجيه وزقزوق، اللذين ليسا في الثامنة عشر من العمر ولا يعملان مدفوعين بحماس الشباب"، مؤكدا أن "الفوضى الأمنية هي التي منحت الأفراد أصحاب الأفكار المتطرفة حرية العمل، وما نراه الآن هو ذيول لهذه الظاهرة".