دقت الأجراس في مدينة هيروشيما اليابانية، السبت، مع إحياء المدينة ذكرى مرور 77 عاما على إلقاء أول قنبلة ذرية في العالم، بالوقت الذي ترتفع فيه حدة التحذيرات عالميا من المخاطر المترتبة على سباق التسلح النووي.
وانضم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى آلاف احتشدوا في حديقة السلام وسط هيروشيما لإحياء ذكرى القصف الذي أودى بحياة 140 ألفا قبل نهاية عام 1945.
وقال غوتيريش: "الأسلحة النووية هراء، إنها لا تضمن أي أمان، الموت والدمار فقط، بعد ثلاثة أرباع قرن، يجب أن نسأل عما تعلمناه من سحابة الفطر التي تصاعدت فوق هذه المدينة عام 1945".
من جانبه، دعا رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، الذي اختار هيروشيما لتكون مكان انعقاد قمة مجموعة السبع في العام المقبل، العالم إلى التخلي عن الأسلحة النووية، حسبما ذكرت "رويترز".
وفي الساعة 8.15 من صباح يوم السادس من أغسطس عام 1945، أسقطت طائرة حربية أميركية، قنبلة أطلق عليها اسم "الولد الصغير" ومحت المدينة التي يقدر عدد سكانها بنحو 350 ألف نسمة، وتوفي آلاف آخرون في وقت لاحق من إصابات وأمراض مرتبطة بالإشعاع.
وتتصاعد الأزمات الدولية ونذر المواجهات المباشرة على وقعها بين القوى الكبرى حول العالم، من أوكرانيا وشرق أوروبا وشمالها إلى تايوان وجنوب شرق آسيا.
وحذر غوتيريش، في وقت سابق، العالم من أن "الإنسانية على بعد مجرد سوء تفاهم واحد، أو سوء تقدير واحد، من إبادة نووية"، مستشهدا بالحرب الدائرة في أوكرانيا، والتهديدات النووية في آسيا والشرق الأوسط، إضافة إلى العديد من العوامل الأخرى.
وأطلق غوتيريش تحذيره المفزع لدى افتتاح اجتماع رفيع المستوى طال تأجيله لمراجعة المعاهدة التاريخية التي مضى على إبرامها 50 عاما، والتي تهدف لمنع انتشار الأسلحة النووية، والتحول إلى عالم خال من الأسلحة النووية في نهاية الأمر.
ويرى مراقبون أن كلام غوتيريش يعكس حقيقة أن الأزمات الدولية على وقع صراعات النفوذ والمصالح المحتدة بين الأقطاب العالمية من أوكرانيا إلى تايوان، باتت تهدد بالفعل بخروج الأمور عن السيطرة، وتحول هذا الاضطراب والتنابذ في مشهد علاقات تلك القوى الكبرى لحروب مباشرة قد تتطور لصراعات نووية مدمرة.