د. أمير فهمي زخارى المنيا
اعتادنا أن نقول عند تأكيد عدم حدوث الشيء واستحالة وقوعه، “إن هذا الأمر من رابع المستحيلات”.
وهذا يعني أن هناك مستحيلات 3 تسبق هذا الرابع الذي يتمسك به الناس وكأنه يمين مغلظة.
فما هي تلك المستحيلات الثلاثة؟
تحدث التراث العربي القديم عن قصص وحكايات وأساطير كان يعلم العرب أن بعضاً منها صنعها خياله وأنه لا وجود لها في الحقيقة، ولذا قالوا عنها إنها المستحيلات الثلاث...
المستحيل الأول: الغول
إذا كان الشباب في عالم الانترنت يستمتع بأفلام الرعب ومصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر، فإن أجيال ما قبل السينما والشبكة العنكبوتية كانت تعيش على قصص “أمنا الغولة” المرعبة التي كان يرويها الجد والجدة كل ليلة، والتي صوروها في حواديتهم أن عينها مشقوقة بالطول ويتطاير منها الشرر وأنها تأكل من الأطفال من لا يسمع الكلام أو يرفض تناول الطعام.
المستحيل الثاني: العنقاء
يعتقد أنه طائر أسطوري ضخم له ريشتان فوق رأسه تمتدان إلى الخلف، وله منقار طويل، وسمي بالعنقاء لطول عنقه، فيما تقول رواية أخرى أنه سمي بهذا الاسم لوجود طوق أبيض حول عنقه.
المستحيل الثالث: الخلّ الوفي
وهو الصديق الذي يبحث عنه الإنسان طوال مسيرته على الأرض، أو الصورة التي تشبهه في الطباع والصفات أملاً في الحصول على المحبة والإخلاص.
العربي القديم أيقن أن وفاء الصديق والحبيب إلى الأبد أمر من ثالث المستحيلات، ووضعه في قائمة مستحيلاته التاريخية!
والمستحيلات الثلاث جمعها الشاعر صفى الدين الحلى من شعراء العصر الأندلسي في قوله:
"لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ أصطفي أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثة: الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي".
والى اللقاء في قصص وأصل الأقوال والأمثال... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا