فى زيارة تاريخية للسكان الاصليين بكندا:
السكان الاصليون بحتفلون بالبابا ويصفون زيارته بالتاريخية فى احتواء الغضب
الحكومة الكندية تشيد بزيارة البابا فى نشر السلام بعد سلسلة من العنف بعد العثور على مقبرة جماعية لاطفال السكان الاصليين
نادر شكرى
"أنا هنا لأخبركم مرة أخرى أنني آسف بشدة.. أعتذر عن الطرق التي دعم بها العديد من المسيحيين للأسف العقلية الاستعمارية للقوى التي اضطهدت السكان الأصليين.. أنا آسف .
أطلب المغفرة، لا سيّما للطرق التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة والجماعات الرهبانية، وأيضًا اللامبالاة التي أظهروها، في تلك المشاريع المدمّرة للثقافات، وفي الاستيعاب القسري الذي لجأت إليه حكومات ذلك الوقت، والذي بلغ ذروته في نظام المدارس الداخلية الإجبارية".
فى زيارة تاريخية لكندا عمل البابا البابا فرنسيس بابا روما على احتواء اخطاء الماضى وعلاج الم السكان الهنود الحمر " السكان الاصليين " لما وقع بهم قبل 150 عاما نتيجة قرارات الحكومة بعزل اطفالهم عن اسرهم لدمجهم بالمجتمع الكندى وهو ما ادى لعزل 150 الف طفل واسفر عن وفاة ستة الاف نتيجة الاهمال وانتشار الامراض وهو سبب لفوضى عارمة بكندا واعمال عنف هذا العام نتيجة العثور على مقابر جماعية بالمدارس الداخلية التى كانت تضم اطفالهم تحت اشراف الكنيسة الكاثوليكية .
وسعى البابا الذى يسير على كرسى متحرك لاحتواء الغضب برحلة " الغفران " لكندا لتقديم الاعتذار للسكان الاصليين ، والعمل على السلام لكندا بعد اعتذار الحكومة الكندية على ما حدث ، فكان البابا يعمل على انتزاع الغضب لاسيما ان افعال العنف طالت العديد من الكنائس بحرقها بكندا ، فكانت زيارة البابا بمثابة اخماد الحرائق واعادة الروح للسكان الاصليين الذين استقبلوا البابا بفرح ووضعوا تاج الرأس على رأسه وهو تاج يشتهر به السكان الاصليين حيث ترأس البابا قداسًا كبيرًا في إدمنتون في غرب كندا، غداة اعتذاره عن "الطرق التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة" في "المشاريع المدمّرة للثقافات" مع السكان الاصليين من الهنود الحمر
ووصل البابا البالغ من العمر 85 عامًا إلى ملعب الكومونولث في إدمنتون حيث القى عظةً باللغة الإسبانية، في خطاب ثالث منذ بداية زيارته إلى كندا الأحد.
• اعتذار للشعب الاصلى
وخلال خطابه الأول أمام أفراد من شعوب "الأمم الأولى" و"ميتيس" و"اينويت" في ماسكواسيس في ألبيرتا، اعتذر من الشعوب الأصلية ثلاث مرات، قائلًا "أطلب المغفرة، لا سيّما للطرق التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة والجماعات الرهبانية، وأيضًا اللامبالاة التي أظهروها، في تلك المشاريع المدمّرة للثقافات وفي الاستيعاب القسري الذي لجأت إليه حكومات ذلك الوقت، والذي بلغ ذروته في نظام المدارس الداخلية الإجبارية".
وتحدّث عن "كيف أدّت سياسات الاستيعاب إلى تهميش الشعوب الأصلية بصورة ممنهجة"، بالإضافة إلى "تشويه وإلغاء" لغات وثقافات الشعوب الأصلية "من خلال نظام المدارس الداخلية الإجبارية".
وقدم البابا فرنسيس تحية الحشد على متن مركبته النقّالة، رغم آلام ركبته التي تجبره على استخدام عصا أو كرسي متحرّك والتقليل من تحرّكاته.
والتقى البابا فرنسيس الشعوب الأصلية وأعضاء الجماعة الرعوية في كنيسة القلب الأقدس في إدمونتون ويتحدث عن المصالحة وكانت المصالحة محور كلمة البابا فرنسيس خلال لقائه، في إطار زيارته الرسولية إلى كندا، ممثلي الشعوب الأصلية وأعضاء الجماعة الرعوية
• سعادته بلقاء السكان الاصليين
وأعرب الأب الأقدس في بداية حديثه عن سروره لكونه معهم وأن يرى من جديد وجوه الكثيرين من ممثلي السكان الأصليين الذين جاؤوا لزيارتي في روما قبل أشهر قليلة حسب ما قال قداسته، مضيفا أن هذه الزيارة قد عنت له الكثير وتابع: الآن أنا عندكم في بيتكم، صديقا وحاجا في أرضكم، في بيت الله الذي تجتمعون فيه إخوة وأخوات، لتُسبحوا الله.
وذكَّر قداسته بتأكيده خلال اللقاء بالسكان الأصليين في روما على أن مسيرة شفاء ناجعة تتطلب أعمالا ملموسة، وواصل: يسرني أن أرى أن العمل بدأ في هذه الرعية، التي تجمع أشخاصا من جماعات مختلفة من الفيرست نيشين والميتيس والإنويت (First Nations, Métis e Inuit)، جنبا إلى جنب مع أشخاص من غير السكان الأصليين من الأحياء المحلية، والعديد من الإخوة والأخوات المهاجرين. هنا بيت للجميع، مفتوح وشامل الكل، تماما
كما يجب أن تكون الكنيسة، عائلة أبناء الله حيث الضيافة والترحيب أمر أساسي، وهي القيم المميزة في ثقافة الشعوب الأصلية، وحيث يجب أن يشعر كل واحد أنه مرحَّب به، بغض النظر عن الأحداث الماضية وظروف الحياة الفردية. كما وشكر البابا الجميع على قربهم من الكثير من الفقراء بصورة عملية من خلال أعمال المحبة. وذكَّر بأن هذا ما يريده يسوع الذي قال لنا "كلّما صنعتم شيئًا من ذلك لواحد من إخوتي هؤلاء الصّغار، فلي قد صنعتموه" (متّى 25، 40).
• حج التوبة
ثم أشار قداسة البابا إلى أنه في الكنيسة أيضا يختلط الزؤان مع القمح الجيد، وبسبب هذا الزؤان بالتحديد، قال قداسته، أردتُ أن أقوم بحج التوبة هذا.
وذكَّر بأنه بدأ هذا صباحا بتذكر ما تعرض له السكان الأصليون على يد مسيحيين كثيرين، وبطلب المغفرة بألم. وتابع مؤكدا ألمه حين يفكر في أن الكاثوليك ساهموا في سياسات الاستيعاب التي فرضت الإحساس بالدونية. كما وتحدث قداسته عن سلب الجماعات والأشخاص هوياتهم الثقافية والروحية وقطع جذورهم وتغذية تصرفات تقوم على الأحكام المسبقة والتفرقة. كما
وأعرب البابا فرنسيس عن الألم لكون هذا قد حدث باسم التربية التي يُفترض أنها مسيحية، وشدد على أن التربية يجب أن تنطلق دائما من احترام وتعزيز ما لدى الأشخاص من مواهب. ليست التربية أبدا ولا يمكن أن تكون شيئا يُفرض، قال البابا، لأنها مغامرة استكشاف مشترك لسر الحياة. وأراد الأب الأقدس توجيه شكر خاص على العمل الذي قام به الأساقفة كي يتمكن من المجيء إلى هنا وكي تتمكنوا أنتم من المجيء إلى هنا، قال قداسته.
وتوقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند المصالحة فقال إنه يريد تقاسم بعض التأملات حول هذه الكلمة. وواصل أن المصالحة التي صنعها يسوع لم تكن اتفاقية سلام خارجية، أي حل وسط من أجل إرضاء الجميع، كما ولم تكن سلاما نزل من السماء مفروضا من الأعلى أو مصالحة تهدف إلى المماثلة. وذكَّر الأب الأقدس بحديث بولس الرسول عن أن يسوع يصالح بالجمع، جاعلا من واقعين بعيدين واقعا واحدا، شيئا واحدا، شعبا واحدا، وذلك من خلال الصليب. يصالح يسوع بيننا من على الصليب، من شجرة الحياة حسب ما كان المسيحيون القدامي يحبون تسمية الصليب.
ثم تطرق البابا فرنسيس إلى من يحملون في داخلهم جراحا أليمة، وأضاف أنه يتخيل مشقة رؤية آفاق مصالحة لدى مَن عانى بشكل رهيب بسبب رجال ونساء كان عليهم أن يقدموا شهادة للحياة المسيحية. وتحدث البابا عن أن لا شيء يمكنه أن يمحو الكرامة المنتهَكة أو السوء الذي تعرض له الشخص أو الثقة التي خُيبت، كما ويجب ألا تُمحى مشاعر الخجل لدينا نحن المؤمنين. ولكن يجب الانطلاق مجددا، ولهذا يقترح علينا يسوع لا كلمات، بل الصليب، تلك المحبة. الطريق الذي يجب اتباعه إذاً هو النظر معا إلى المسيح، المحبة التي صُلبت من أجلنا، النظر إلى يسوع الذي صُلب في الكثير من طلاب المدارس الداخلية، قال البابا فرنسيس. وتابع قداسته أننا إن أردنا مصالحة بالفعل فلنرفع نظرتنا إلى يسوع المصلوب، فعلى شجرة الصليب يتحول الألم إلى محبة، الموت إلى حياة، وخيبة الأمل إلى رجاء. وشدد على أن المصالحة هبة تنبع من المسيح المصلوب، سلام يأتي من قلب يسوع، نعمة يجب أن نطلبها.
• التشديد عدم تكرار الاحداث
تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن جانب آخر للمصالحة مذكرا بحديث بولس الرسول عن أن يسوع قد صالحنا، بواسطة الصليب، في جسد واحد. وتابع البابا أن هذا الجسد هو الكنيسة، إنها جسد المصالحة الحي، ولكن عندما نفكر في الألم الذي اختبره كثيرون في المدارس الداخلية فلا يمكن إلا أن نشعر بالخجل، قال البابا مشيرا إلى أن هذا حدث حين ترك المؤمنون أنفسهم ليصبحوا دنيويين، فبدلا من العمل من أجل المصالحة فرضوا نموذجهم الثقافي. وذكَّر البابا هنا بأن الله لا يفعل هذا، لا يفرض ولا يخنق ولا يظلم، بل يحرر ويترك الأشخاص أحرارا. وشدد البابا فرنسيس على ضرورة ألا تتكرر مثل هذه الأمور في الكنيسة، ألا يتكرر أن يكون هناك مَن يفكرون في أنفسهم بدون التفكير في الآخرين. فليعلَن يسوع بالشكل الذي يريده، قال البابا، بالحرية والمحبة. وتابع: فلّا يكن كل شخص مصلوب نلقاه حالة يجب حلها، بل ليكن أخا أو أختا يجب أن نحبه أو نحبها.
وفي ختام حديثه ذكَّر البابا فرنسيس بأهمية السير معا، وبأن الله يسير معنا ويحب أن يلتقي بنا معا، الله هو إله قرب، ويعلمنا في يسوع لغة الشفقة والحنان. وأضاف أن الله يسكن كنيستنا ويريدها أن تكون بيتا للمصالحة.
• قبول الاعتذار
واعتذرت الحكومة الكندية التي دفعت مليارات الدولارات كتعويضات لتلاميذ سابقين، بشكل رسمي قبل 14 عاما عن إنشاء هذه المدارس التي أقيمت "لقتل الهندي في قلب الطفل"
وسجّل نحو 150 ألف طفل من أبناء الشعوب الأصلية قسرا في هذه المدارس حيث فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما تعرضوا للعنف الجسدي والنفسي والجنسي، ولقي ستة آلاف منهم حتفهم بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن العشرين.
وشارك ما يقرب نحو 63 ألفًا في هذا القدّاس المحاط بتدابير أمنية واسعة ويُحتفل في 26 يوليو بعيد القديسة آن والدة مريم العذراء وجدّة المسيح بحسب التعاليم الكاثوليكية، وهي قديسة رئيسية بالنسبة للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الكنديين حيث قدّم البابا فرنسيس ااعتذارات تاريخية للشعوب الأصلية في كندا عن تعامل الكنيسة الكاثوليكية، طيلة عقود، مع الطلاب الذين كانوا في المدارس الداخلية التي تديرها.واعتبر عدد من قادة شعوب الأصليين هذا اليوم "تاريخيًا".
وكان الاعتذار مُنتظرًا منذ سنوات بين شعوب "الأمم الأولى" و"ميتيس" و"اينويت" الذين يشكلّون حاليًا 5% من سكّان كندا.وقال جورج أركاند جونيور الرئيس الأكبر لـ"اتحاد الشعوب الأولى في كونفدرالية المعاهدة 6"، "لن أنسى أبدًا، لا يجب أن ننسى أبدًا" بابا روما فى رحلة مغفرة الذنوب إلى كندا
يذكر ان غرب كندا شهدت اعمال عنف وحرق كنائس ومملكات حكومية هذا العام بعد العثور على مقبرة جماعية فى احدى المدارس الداخلية التى كانت تضم اطفال السكان الاصليين وهو ما أثار لغضب واشعال العنف بالمنطقة ورغم تقديم الحكومة الكندية للاعتذار دفع تعويضات مالية الا ان هذا لم يحتوى الغضب سوى بزيارة بابا روما الذى نجح فى احتواء هذا الغضب فى رحلة " حج التوبة .