بقلم : وجيه رؤوف
تمر بنا الأيام والسنون وتنطلق بنا من فتره الطفولة ببراءتها لفترة الشباب بقوتها وعنفوانها وطموحها حتى نصل إلى مرحله النضج التي تستمر لفترة عميقة في وجداننا إلى فتره الشيخوخة بعد ذلك ,
وخلال فترات السنين المتوالية بجلوها ومرها نكتسب الخبرات والمعرفة والحنكة والخبرة ,
وطبعا تحفر في داخلنا الذكريات الجميلة وحلاوتها في فترات الطفولة وأيضا في فترات الشباب ,
ونكتشف أثناء سيرنا في حياتنا بأننا لم نتعلم كل شيء من والدينا فالنسبة الكبيرة من علمنا وخبرتنا الحياتية علمتها لنا الحياة نفسها ,
فللأسف كانا والدينا كما كل الآباء يزينون الحياة ورديه لنا بدون شوك وبدون ألم حتى يرغبونا في الحياة ويزيدوا من طموحاتنا , والشكر لهم على كل ذلك ولكن أسف عليهم في جزء كبير أنهم طوال الحياة علمونا الإستقامه وعدم الكذب وأن نكون صرحاء دائما صادقين دائما فنشأنا نحسب أن كل الناس بهذه الأخلاق وبهذا السمو مما جعلنا نصطدم بالواقع المرير في وجود أناس كثيرين ليسوا بنفس السمو بل يوجد من يسير معك على أنه صديق بل ومن الممكن أن تقتسم معه لقمتك لتكتشف بعد ذلك دونيته وانحطاطه الخلقي ,
هذا أتى بعد سنوات البراءة لنكتشفه أثناء تجاربنا الحياتية ,وهكذا تحفر في داخلنا الذكريات الجميلة والعشرة الطيبة كما تحفر في داخلنا بعض التجارب المؤلمة من خسة البعض ممن قابلتهم أثناء رحله حياتك ,
ولكن نحمد الله أن الكثرة فيها الخير والذكريات الجميلة بغض النظر عن بعض المنغصات التي مرت بنا في بعض الفترات ,
تذكرت هذه الأحداث اليوم حينما جاء في مخيلتي فيلم ( أيامنا الحلوة ) الذي لعب دور البطولة فيه الفنان عمر الشريف والفنان أحمد رمزي والفنانة فاتن حمامه ,
وتأتى ذكرى هذا الفيلم الجميل لذاكرتي بعد سماعي لخبر انتقال الفنان أحمد رمزي إلى الرفيق الأعلى منذ يومين ,
وحينها تذكرت هذا الفنان الجميل أحمد رمزي في فيلم أيامنا الحلوة ,
كان الفنان أحمد رمزى فنانا جميلا ذو خلق وبرغم أنه أشتهر بأدوار الدون جوان الذي تحبه الفتيات وتعشقه إلا أنه كان متواضع دمث الخلق مع زملاؤه في الفن وفى مجال التصوير أيضا ,
الفنان أحمد رمزى هو من أب مصري كان يعمل طبيب وكان والده هو أول من أسس قسم جراحه العظام في القصر العينى , كما كان جده من كبار تجار الخيول العربية في مصر والوطن العربي ,
وزادت أملاك جده لدرجه أنه كان يمتلك أكثر من نصف شارع في حي السكاكينى ,
كما كانت والدته تحمل الجنسية الاسكتلنديه مما كان له الأثر في أن يكتسب أحمد رمزى خبره في إتقان اللغات الاجنبيه ,
ترك أحمد رمزى دراسه الطب فى السنه الثالثه واتجه إلى دراسة التجارة ولكنه كان يهوى الفن ,
من أصدقاء الطفولة للفنان احمد رمزى كان الفنان صالح سليم الذى كان معه في الدراسة أثناء فتره الأعداديه وما بعدها وقد كانا صديقين حميمين وكانا يلعبان كره القدم معا ,
وارتبط بعدها الفنان أحمد رمزى بالفنان عمر الشريف وقررا العمل بالسينما ,
ولكن لحق عمر الشريف أولا بالعمل السينمائى بينما عمل احمد رمزى كفنان تصوير سينمائي ,
وأتت فرصه عمر الفنان أحمد رمزى الأولى في فيلم أيامنا الحلوه التى أظهرت إمكانياته وقربته للجمهور بصوره جميله محببة خاصة وأن قصه الفيلم لمست قلوب المصريين جميعا ,
كان الفنان أحمد رمزى تلقائيا في أدائه ولا تشعر أنه يمثل إطلاقا , وقد أتخذ لونا من الأداء يحسب له كما كانت تقليعته في اللبس وتسريحه الشعر وتشمير أطراف قميصه مع فتحه لأزرار الصدر موضة يسير عليها الشباب ,
كان جميلا في سلوكه بمعنى أنه يمكن إطلاق اسم أبن ناس عليه فينطبق الاسم على الأسلوب والتصرفات ,
كان يرتبط أيضا بعلاقة صداقه قويه بالنجم العظيم الراحل رشدى أباظه ,
وقد أعجبني أحمد رمزى يوما في برنامج تليفزيوني وهو يتحدث قائلا ومستغربا :
رشدى أباظه ممثل عظيم وقوى في الأداء وربما يكون بيمثل أحسن منى وأنا باستغرب ليه المنتجين بيدونى أجر عن الأفلام أعلى من رشدى أباظه ,
علشان أنا أقدم منه يعنى , مش شرط .
وهكذا يتضح أنه إنسان جميل إللى في قلبه على لسانه لا يحمل حقدا ولا حسدا لأحد ,
رحل عنا أحمد رمزى الفنان الجميل صاحب فيلم ( أيامنا الحلوة ) ورحل عنا الكثير من المبدعين والفنانين والكتاب اللذين تركوا لنا بصمه في الزمن الجميل ,
كما رحل عنا الكثير من أهلنا وأحبائنا اللذين لم نكن نظن يوما أنهم سير حلوا وكنا نعتبر وجودهم معنا من المسلمات ,رحمه الله عليهم جميعا
,وهكذا رحلت أيامنا الحلوة فهل هناك أمل في مستقبل قادم ؟؟؟