البابا معتذرا للهنود الحمر : الكنيسة تعاونت في تدمير و"تشويه وإلغاء" ثقافة الشعوب الأصلية .
نادر شكرى
"أنا هنا لأخبركم مرة أخرى أنني آسف بشدة.. أعتذر عن الطرق التي دعم بها العديد من المسيحيين للأسف العقلية الاستعمارية للقوى التي اضطهدت السكان الأصليين.. أنا آسف .
أطلب المغفرة، لا سيّما للطرق التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة والجماعات الرهبانية، وأيضًا اللامبالاة التي أظهروها، في تلك المشاريع المدمّرة للثقافات، وفي الاستيعاب القسري الذي لجأت إليه حكومات ذلك الوقت، والذي بلغ ذروته في نظام المدارس الداخلية الإجبارية".
وتحدّث عن "كيف أدّت سياسات الاستيعاب إلى تهميش الشعوب الأصلية بصورة ممنهجة"، بالإضافة إلى "تشويه وإلغاء" لغات وثقافات الشعوب الأصلية "من خلال نظام المدارس الداخلية الإجبارية".
من خطاب اعتذر البابا فرنسيس اليوم عن تعامل المسيحيين مع الشعوب الأصلية في كندا وعن "الطرق التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة" في "المشاريع المدمّرة للثقافات" ، أمام أفراد من شعوب "الأمم الأولى" و"ميتيس" و"اينويت" في ماسكواسيس في ألبيرتا بكندا .
تتمحور رحلة "التوبة" هذه، على الفصل المؤلم من تاريخ "المدارس الداخلية" لأطفال السكان الأصليين، وهو نظام دمج ثقافي تسبب في وفاة ستة آلاف شخص على الأقل بين نهاية القرن التاسع عشر والتسعينات وأحدث صدمة استمرت لأجيال.
واعتذرت الحكومة الكندية التي دفعت مليارات الدولارات كتعويضات لتلاميذ سابقين، بشكل رسمي قبل 14 عاما عن إنشاء هذه المدارس التي أقيمت "لقتل الهندي في قلب الطفل"
وسجّل نحو 150 ألف طفل من أبناء الشعوب الأصلية قسرا في هذه المدارس حيث فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما تعرضوا للعنف الجسدي والنفسي والجنسي، ولقي ستة آلاف منهم حتفهم بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن العشرين.
وزار البابا فرنسيس مقبرة ارمينيسكين كري نيشن في ماسكواسيس في غرب كندا ثم حذت حذوها الكنيسة الأنغليكانية. لكن الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تدير أكثر من 60 في المئة من هذه المدارس الداخلية، رفضت في السابق القيام بذلك.لكن فى أبريل، تغيّر كل شيء مع اعتذار البابا فرنسيس الذي وعد بالمجيء إلى كندا.
وسينتقل البابا إلى كيبيك الأربعاء قبل المحطة الأخيرة الجمعة في مدينة إيكالويت (نونافوت) التي تقع في أقصى شمال كندا في أرخبيل القطب الشمالي.
وبدا يبدأ البابا فرنسيس الأحد زيارة تاريخية لكندا تستغرق ستة أيام في رحلة "توبة" لبلسمة جروح الماضي تنتظرها بفارغ الصبر مجموعات السكان الأصليين الذين يأملون في تقديم اعتذار جديد عن مأساة المدارس الداخلية التي تديرها الكنيسة.