أكدت وزارة الصحة أن هناك فرقاً فى حجم انتشار كل من فيروس «كورونا»، و«جدرى القرود»، وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم الوزارة، إن توصيف أى مرض باعتباره «جائحة»، كما حدث مع «كورونا»، يعنى أن المرض واسع الانتشار، ويصيب عدداً كبيراً من البشر، أما «جدرى القرود» فإنه ليس واسع الانتشار حتى الآن، لكنه ينتقل بالمقاربة الوثيقة بين المريض والشخص السليم. وأضاف أن مصر خالية من هذا الفيروس حتى الآن، ومعدلات انتشاره لن تكون مثل «كورونا»، الذى كان سريع التفشى حتى اعتبرته منظمة الصحة العالمية جائحة عالمية.
وتابع: «مواجهة الفيروس الجديد تحتاج تكاتف الجهود العالمية، وإعلان منظمة الصحة الأخير يأتى بمثابة دق لناقوس الخطر ضد هذا الفيروس، حتى تكون هناك استجابة موحدة على مستوى كل دول العالم، وكذلك تكاتف وتوزيع عادل للقاحات من أجل القضاء على المرض بمختلف الدول، بعدما انتشر على مستوى 75 دولة من دول العالم».
وأوضح، لـ«الوطن»، أن منظمة الصحة العالمية لا بد أن تكون لديها قدرة أكبر لتسريع إمكانية الحصول على العلاجات واللقاحات وضمان العدالة فى التوزيع، وفى مصر تم رفع التجهيزات للاكتشاف المبكر للمرض، ووفرنا العلاجات، وأصدرنا دليلاً استرشادياً للأطباء وجرى توزيعه على جميع المحافظات لتوضيح كيفية التعامل مع المرض الجديد: «الحمد لله حتى تلك اللحظة لا توجد لدينا أية إصابة بالمرض، ولدينا استعداد تام حيال المرض الجديد، ولدينا وعى عام للأطباء فيما يتعلق بالتشخيص، ولا يجب القلق لأنه لا يحدث انتشار واسع له ولا يصبح معدياً إلا بعد ظهور الأعراض والبثور والطفح الجلدى».
متحدث «الوزارة»: أعراضه تتشابه مع أعراض «الجدرى» الذى تم استئصاله عالمياً عام 1980 بصورة أقل حدة.. وفترة الحضانة تصل إلى 4 أسابيع
وقال المتحدث الرسمى لـ«الصحة» إنّ أعراض «جدرى القرود» تتشابه مع أعراض الجدرى الذى تم استئصاله عالمياً عام 1980، لكن بصورة أقل حدة، موضحاً أنّ فترة حضانة الفيروس الجديد من أسبوعين لـ4 أسابيع، وأن الأعراض تبدأ بالإصابة بارتفاع درجة الحرارة، وصداع شديد، وتضخم فى الغدد الليمفاوية، وهى أكثر الأعراض المميزة للمرض، فضلاً عن الشعور بآلام فى الظهر والعضلات ووهن شديد، وقد تستمر هذه الأعراض لمدة تصل إلى 5 أيام.
وتابع «المتحدث» أنّ الطفح الجلدى يبدأ بالظهور بعد 5 أيام من الحمى، ويبدأ فى الوجه على الأغلب، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى فى الجسم، مثل الأطراف والأغشية المخاطية، مشيراً إلى أنّ الطفح الجلدى يتطور على مدى 10 أيام بالتتابع، وتظهر التقرحات على أجزاء الجسم سواء الأيدى أو العينين، وتستمر الإصابة بالمرض فترة من 2 لـ4 أسابيع، وفى الغالب تشفى الحالات من تلقاء نفسها دون مضاعفات.
وعن الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات «جدرى القرود»، قال «المتحدث» إنّهم الأطفال والمرضى ذوو نقص المناعة أو المصابون بالأمراض المزمنة، وقد تشمل مضاعفاته البكتيريا الثانوية، والتهاب الشعب الهوائية، والتهاب الدماغ، وعدوى القرنية، مع فقدان البصر. وأكد أنّه يجب تغطية الأنف والفم أثناء السعال، وتجنب ملامسة الأسطح الملوثة، والحرص على التنظيف والتطهير المستمر للأسطح والأرضيات بالمنظفات، والابتعاد عن الأشخاص المصابين بهذا المرض.
من جانبه، كشف الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، عن سبب إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بسبب «جدرى القرود»، وقال: «عندما يزيد الانتشار فى عدد من الدول والقارات فى وقت واحد يصبح الأمر مقلقاً». وأضاف فى تصريحات أمس: «المريض يشفى بعد عدة أسابيع، وقد يعود طبيعياً بنسبة 100%، لكن قد تحدث وفيات منه، وهو أقل خطورة من المرض الأصلى».
«تاج الدين»: لقاح الجدرى الأصلى قد يمنح مناعة 85%
ولفت مستشار الرئاسة إلى أنّ الجديرى المائى يصيب الأطفال ويشفون منه وهناك تطعيمات ضده، لكنه مختلف عن مرض الجدرى تماماً: «ليس هناك تشابه أو أى علاقة بين الجدرى والجديرى المائى». وأشار إلى أنّ مرض الجدرى اختفى من العالم وليس له أى تطعيم إلا فى بعض الدول، حيث كان التطعيم ضده يمنح الجسم مناعة كاملة صلبة، ويُقال إن من لديهم مناعة ضد الجدرى ستكون لديهم مناعة ضد «جدرى القرود». وأكد أنّ التطعيم الخاص بالجدرى، الذى يكون مفيداً ضد «جدرى القرود»، غير متوافر فى العالم، وبعض الدول لديها احتياطى استراتيجى قد تستخدمه، وقد يكسب الجسم مناعة ضد المرض الجديد بنسبة 85%.
وتابع: «منذ أن صدر أول البيانات التى تتحدث عن رصد أولى الحالات الخاصة بجدرى القرود، جرى متابعة الأمر بشكل دقيق وفقاً لأسس علمية ورصد شديد للمرض، وكل الاحتياطات تم اتخاذها فى الموانئ والمطارات للتأكد من خلو القادمين من الخارج من الفيروس، بالتعاون مع الحجر البيطرى الخاص بالحيوانات، الذى يقوم برصد أى حيوانات أو طيور، وقد يكون اسمه جدرى القرود، لكنه قد ينتقل أيضاً بطرق أخرى وليس متعلقاً بالقرود فقط، وحتى الآن لم ترصد حالة واحدة مصابة فى مصر، وأى حالة تظهر، سنعلن عنها فوراً لأن الاحتياط والاحتراز والوقاية فى منتهى الأهمية».
«الصحة»: متلازمة ما بعد «كورونا» تصيب 30% من المتعافين.. والمريض يحتاج فقط إلى الراحة
من جهة أخرى، قالت وزارة الصحة إن 30% من مصابى فيروس «كورونا» يصابون بمتلازمة ما بعد «كورونا»، وأوضحت أن تلك المتلازمة تصيب المتعافين، وتستمر من 3 أشهر إلى 6 أشهر، وتتضمن: ارتفاع درجة حرارة متقطع، وصداع وإرهاق والنهجان بصفة مستمرة، واضطراب فى القلب وعدم الشعور بالراحة والقلق والنوم بشكل غير منتظم. وأشارت إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تزول من تلقاء نفسها، ولكن يفضل المتابعة مع طبيب مشرف على الحالة حتى يتم الشفاء.
وقالت الوزارة: «هذه توابع عادية جداً للفيروس، وكأى مرض يحتاج إلى فترة راحة ونقاهة». وأضافت أن الدراسات أثبتت أن الحصول على لقاحات «كورونا» يمنع بنسبة كبيرة الإصابة بمتلازمة ما بعد «كورونا»، مشيرة إلى أن اللقاحات أثبتت على مدار الجائحة أن لها قدرة على تخفيف معدلات التردد على المستشفيات وتحويل الأعراض إلى بسيطة ومتوسطة بدلاً من كونها شديدة الخطورة.