د.ماجد عزت إسرائيل
افتتح قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم مؤتمر الشباب الأوروبي العشرين، الذي يقام في دير القديس الأنبا أنطونيوس بالنمسا تحت شعار “كنيستي أمي”.
وألقى نيافة الأنبا جابريل أسقف النمسا كلمة ترحيب، تلاها فيلم وثائقي بمناسبة بلوغ مؤتمر شباب أوروبا عامه العشرين.
كما تحدث المهندس إبراهيم سمك أحد مؤسسي المؤتمر، كما رتل خورس من الأطفال لحن “بي إهموت غار” الكبيرة. وقدم الشباب فقرة عن القديسين في الأراضي الأوروبية.
وجاءت كلمة قداسة البابا في الافتتاح بعنوان “كنيستي قلب واحد”، وأشار قداسته فيها إلى أن قبضة أصابع اليد الخمس تعني القوة، وتُعبر عن قلب الإنسان من خلال:
١- القلب موجود داخل الإنسان بالخليقة، وهو مركز الحياة، “يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ” (أم ٢٣: ٢٦).
٢- القلب تشوّه بخطايا كثيرة.
٣- القلب يتجدد بالأسرار الكنسية المقدسة.
٤- القلب يحيا بالاتضاع عندما يعيش في التوبة والنقاوة.
٥- القلب موهوب بالمحبة.
ونوه قداسة البابا إلى أن رغبة السيد المسيح الأخيرة على الأرض هي “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا” (يو ١٧: ٢١)، وأكد على أهمية صور وحدانية القلب في كنيستنا من خلال الآية “جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ” (أف ٤: ٤) :
جسد واحد، أن تكون الكنيسة منظمة، وكلنا أعضاء في جسد المسيح الواحد.
روح واحد، حلول الروح القدس في الأسرار يربطنا، “فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ” (مز ١: ٣).
رجاء واحد، لنا رجاء واحد في المجيء الثاني، وفي القداس نقول “أيها الجلوس قفوا وإلى الشرق انظروا..”
كما أشار قداسته إلى أن وحدانية القلب تتحقق من خلال :
رب واحد لجميع المؤمنين، ومعناه الخضوع لشخص ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
إيمان واحد، لأن وديعة الإيمان هي الوديعة الثمينة التي نستلمها من جيل إلى جيل.
معمودية واحدة بالمشاركة في موت وقيامة السيد المسيح.
وطرح قداسة البابا سؤالًا، ماذا يجعل الوحدانية مختفية، أو ماذا يؤدي إلى الانقسام؟
قلة المحبة، “لكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى” (رؤ ٢: ٤، ٥).
عناد الذات، أن يرى الإنسان نفسه أنه الأفضل.
ضياع الهدف، ليس لنا هدف سوى شخص ربنا يسوع المسيح، “لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟” (مر ٨: ٣٦)، “لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ” (١تي ٤: ١٦).
سوء الظن (نظرية المؤامرة)، “الْمَحَبَّةُ… لاَ تَظُنُّ السُّوءَ” (١كو ١٣: ٥)
وأوضح قداسته علامات الكنيسة ذات القلب الواحد في العلامات التالية :
الشعور بحضور المسيح، “لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ” (مت ١٨: ٢٠)، “أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي” (مز ٢٣: ٤).
الشعور بالفرح، “«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»” (لو ٢: ١٤).
تنامي المحبة في مجتمعاتنا وكنائسنا، “لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ” (١كو ١٦: ١٤)، “اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا” (١كو ١٣: ٨).
يشارك في المؤتمر عدد من الآباء الأساقفة والكهنة، وشارك في المؤتمر حوالي ٥٠٠ من شباب أوروبا من أبناء إيبارشيات المهجر.