بقلم الباحث : مجدى سعدالله
1- لا اعتقد ان الاناء المختار وفيلسوف المسيحيه العظيم .. لسان العطر القديس بولس الرسول . يحتاج الى تعريف او تقديم . فهو وان لم يكن قد تتلمذ على يدى الرب . ايام التجسد الالهى . الا انه لم ينقص شيئا عن باقى الرسل القديسين .
. فقد تعب اكثر من جميعهم . مكملا التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها الى الليركون ( رو١٥ : ١٩ ) على حد تعبيره. بل وتعدى ذلك اخيرا الى ايطاليا . لانه كان ينبغى ان يشهد بما للمسيح فى روميه عاصمه العالم فى ذلك الوقت .
اما عن حياةً شاول وتربيته قبل معرفه المسيح فمن اللائق ان نسمعه حين يعرف نفسه قائلا :
(انا رجل يهودى طرسوسى ) اع 21 :39
( ومن جهه الختان مختون فى اليوم الثامن …
من سيط بنيامين عبرانى من العبرانيين . من جهه الناموس فريسى . من جهه الغيرة مضطهد الكنيسه . من جهه البر الذى فى الناموس بلا لوم ) فى 3 : 5
( ….ربيت فى هذه المدينه .اورشليم . مؤدبا عند رجلى غمالاييل على تحقيق الناموس الابوي وكنت غيورا لله ) اع 22 : 3
( ….وكنت اتقدم فى الديانه اليهوديه على كثيرين من اترابى فى جنسى اذ كنت اوفر غيرة فى تقليديات اباءى ) غل: 1 :14
ومن هذا يتضح انه رغم اضطهاده للكنيسه فى غيرة ليست حسب المعرفه.كان بريئا يخاف الله الذى عبده من اجداده بضمير طاهر ) 2 تى ا وهكذا حسب مستحقا ان يظهر له الرب الذى افرزه من بطن امه داعيا اياه بنعمته . لكى يعلن ابنه فيه لييبشر به بين الامم جاعلا منه اناء مختارا لحمل اسمه امام امم وملوك وبنى اسراييل .
واستجاب الشاب الغيور للدعوة ولم يوجد معاندا للرؤيا . وللوقت لم يستشر لحما ولا دما بل انطلق الى صحراء العربيه ليتتلمذ على يدى الرب فى مدرسه الروح ( حاسبا ان كل شىء خسارة من اجل فضل معرفه المسيحً يسوع ) وهكذا صار بولس رسولا ( لا من الناس ولا بانسان . بل بيسوع المسيح والله الاب ) غل 1 : 1
قام بولس الرسول بجهاد عنيف فى منطقه اليهوديه واسيا الصغرى واليونان ومكدونيه وايطاليا وفى كل مدينه بشر فيها تتلمذ على يديه الكثيرين . ساكبا روحه فيهم . منذرا اياهم بدموع مخبرا لهم بكل مشوره الله .
طوباك ياقديسنا العظيم . يامن تكملت فيه المحبه فاحببت وبذلت وانفقت . وان كان الرسول بولس قد سمى رسول الامم فهو ايضا رسول رسول المحبه . لانه يتكلم عن المحبه فى قوتها وشدتها وكمالها فيقول :
( ان اطعمت كل اموالى وان سلمت جسدى حتى احترق ولكن ليس لى محبه فلا انتفع شيئا ) اكو : 13 كم من الاكاليل وضعت لذاك القديس الذى تعب اكثر من جميع الرسل ودعا الناس ان يعيشوا فى ملء الله . وكان كل همه ان يحضر كل انسان كاملا فى المسيح يسوع . وأخيرا قدم حياته ثمنا لحبه لإلهه ومخلصه .
لقد استطاع معلمنا القديس بولس الرسول . ان يجذب الكثيرين حوله . ويسكب روحه النشطه فيمن تتلمذوا على يديه . فاخرج منهم خداما أمناء ملتهبين بالروح . حملوا لواء الإنجيل وجالوا يبشرون بالمصلوب .
الحديث يطول عن هذا العملاق العظيم القديس العظيم بولس الرسول . ارجو فى المرات القادمه ان نتحدث عن حياه هذا القديس المجاهد . من واقع كتابته التى تبرز شخصيته وجمال فضيلته . وعمق إيمانه وفَرَّط اتضاعه . وأصاله نسكه ووفور غيرته وكنوز محبته . التى ساعدت فى نجاح خدمته الرسوليه . ( يتبع )