السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢ -
٣٦:
٠٧ م +02:00 EET
بقلم : د. ميشيل فهمي
كتبت هذا الرأي بعد الخبر الذي نشرته جريدة الأقبــاط متحدون الإليكترونية اليوم، نقلاً عن الجريدة الورقية اليوم السابع، في شأن تصريح نيافة الحبر الجليل الأنبا بفنوتيوس بخصوص تقديم أحد الطعون على ترشيح نيافته لكرسي البابوية، حيث صرح: أتوقع أن يكون الأنبا بيشوى وراء الطعن المقدم ضدي.
هنا وجب عليَّ أن أقول في هذا الخصوص: لم يجب أحدًا على ســــــــؤالي وتســـاؤلي الذي يتجــــاوب في أصــــداء نفسي بقوة وشــــــــدة، وتزداد الشدة في التجـــاوب والقلق والحـــيرة الأكثر قلقا، مع اقـــتراب موعـــد ما يسمى بالانتخابــــــات البابوية.. وقد طرحنا من قبل، والسؤال والتساؤل هو:
لمــاذا يتناحــــر ويتصــــارع ويتقاتـــــل ويتخاصــــــم أمــــراء الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية من مطــران مشهور، يعاونه بقوة وشراسة أسقف كان أحد سكرتارية قداسة البابا مثلث الرحمات الأنبا شنــــودة الثالث، والآن حصل على لقب سابق، وأساقفة ورهبـــان من المفترض فيهم أنهم ماتوا عن الحياة الدنيا وأصبحوا ملائكـــة أرضيين، لماذا يتقاتلون على نيل هذا المنصب والجلوس على كرسي ماري مرقس الرسول الرعوي لرعاية الشعب المصري القبطي بطهارة وبَــــر( وليس بطهارة وعَدْلّ كما يقال الآن بالقداس الإلهي المُجددّ؛ لأن العدل أحد متطلبات الحكم وليس من متطابات الرعايــــة بل الرعاية والرعوية تحتاج الي البِرّ في تنفيذها)، والذي لم يعد الكرسي كذلك بعد أن حولوه الي كرسي عرش...، يتم استخدام كافة السُبُلّ المشروعة وغير المشروعة والأخلاقية واللا أخلاقية مثل الكذب والتضليل والتآمروصرف الاموال بلا حساب واختلاق الإشاعات على خصومهم بعضهم لبعض والاتصال والوصال والتعاون مع الآخر الحاكم، للوصول اليه أي الي الكرسي الذي كان بابوياً رعوياً يهتم بالأنفس والأرواح ولا يسلب عقول مُحبي السُلطة، يفعلون ذلك وأكثر....وهم القادة الروحانيين للكنيسة، المفترض أن لا يكون هناك شُبهة خصومة بينهم وهم إخــــوة وُضِعت عليهم الأيادي والمفترض أن الروح القدس حال عليهم وفيهم بقوة وإلا لما كانوا مطارنة وأساقفة ورهبان، وجميعهم مهما كانت رتبتهم الكنسية هم في الأصل رهباناً ماتوا عن الدنيا ومناصب الحياة ومباهجها وأصبحوا ملائكــــة أرضيين.
ماذا وراء الإصرار من كافة المرشحين وهم كُثُرُ، لتولي هذا المنصب السامي الروحاني، لا يمكن على الإطـــــــــلاق أن يقتنع عاقل أن يكون الغرض روحانيـــًّا سامـــيًّا ! وإلا لكانوا تركوا الأمر للإرادة الإلهية في ترشحهم...لا تناحرهم.
قلت مرارًا ولن أمل، بل ولأسجل أيضـــًا للتـــــــــــاريخ , أن لائحــة 1957 ليست نصًّا مقدسًا، ولا شريعة سمائية بل هي من وضع بشر كانت رؤاهم ورؤيتهم حين وضعوا نصوصها هو الصالح العام للكنيسة والشعب القبطـــي حين قاموا بوضعها، والتي لم تعد تتناسب ولا تتمشى مع متغيرات العصر منذ 1957، أي أنها لا تصلح لسنة 2012 باعتراف الجميع، حيث إن الكتلة الانتخابية التصويتية لا تتعدي 2800 ناخبًا، بينما الكتلة التصويتية لانتخاب رئيس نادي الجزيرة تتجاوز الثلاثين ألفاً..،
لماذا لا تهدأ النفوس وتبطل المنازعــــات وتؤجــــل الانتخالات البابوية عام أو عامين أو ثلاثة مع بقاء نيافة القائم مقام البطريركي في إدارة شؤون ومعالجة شجون الكنيسة هذه المدة، وفي تلك السنوات توضع لائحة جديدة تتناسب مع العصر وتغطي جميع عيوب ونواقص لائحة 57 لأن نصوص وشروط لائحة 57 بها من العوار ما يصعب عليه إقامة الإنتخابات طبقا لشروطها، وذلك باعتراف الجميع مما يترتب عليه الكثير من الطعون أو على الأقل عدم الرضا على نتائج الانتخابات باللائحة الحاليـة.
يجب إعادة النظر فيما يُسمى القرعة الهيكليـة أو كما يسميها البعض انصياع لكلمــــــة الرب في الاختيار، أقول يا سادتي الأجلاء القرعـة تحدث وقد تكون ضرورة بين متســــاويين....في الصِفات في المزايا، في الأصوات مما يشكل صعوبة في الاختيار، لكن أن تجري القرعة بين غـــير متساويين من حيث الترتيب التصويتي الثلاثي، أي بين الأول والثاني والثالث، فهنا قد يُثَــار الكثير من التساؤلات مليئة بكل علامات الاستفهام؛ لأنها تتعارض وقانون الانتخابات، عِلمًا بأنها لم تجرَ كثيرًا في اختيار الباباوات السابقين، والقول بأنها جاءت بقداسة البابا شنودة لهو تسكيح لعميق الأمور... أو تلغي الانتخابات ونُخْضِـــــع المرشحين للقرعة الهيكلية مباشـــرة بدون إجراء انتخابات.... عِلماً بأن هذا الرأي قد كتبته وعرضته أثنــــاء تمتعنا بحيـــــاة قداسة البابا شنودة بيننــــا بالجسد وقبل انتقاله للسماء.
نرجو الدراسة وإبداء الرأي دون انفعالات تتغلـــب وتتسيد فيها العاطفة على العقلانيـــــة المطلوبــة خاصة في هذه الأيــــام التي نحن في أشد الاحتياج فيها لتوحيد الكلمـــة والرأي لمجابهة ما سوف نواجهه من صعاب ككنسية وأقباط.
هذا رأي شخصي محض، قد يصيب وقد يخطــــىء، أدليت به بصفتي أحد أبنـــــاء الكنيسة وأحد رعايا البابـــا المستقبلي إن شاء الرب، حيث إن لا صوت انتخابي لي للإختيـــــار، وأسجلها هنا أني لست ضــــد أو مع أي من الأجِــــلاّء المرشحين للبابوية... بل مع كل ما هو صالح للكنيسة وللشعب حسب إرادة الرب إذا رفعنا..