د.ماجد عزت إسرائيل
تعداد الأقباط فى مصر
الأقباط ليس أقلية طارئة على مصر،بل أن الدولة استمدت اسمها منهم،و هــم أصحاب البلاد الأصليون، ويبلغ عددهم نحو ما يقرب من 20 مليون نسمه من تعـداد مصر،أو بمعنى آخر نحو ربع سكان مصر تقريبا،وطبقـــــا للهرم السكانى من حيث توزيع السكان بالنسبة للعمر، فهناك نحو ما يقرب من 59% تتراوح اعمارهم ما بين (.-15 سنة)،ونحو 38% ما بين (16-64)،ونحو 3% ممن فوق (64 سنة).
التوزيع الجغرافى للأقباط فى مصر
ويسكن معظم الأقباط في شتى بقاع مصر،أيمانا منهم بإن الطفل "يسوع" باركها جميعاً،إلا أن الغالبية العظمى من الأقبــــــاط تتركز فى الجنوب فى محافظة أسيوط وسوهاج والمنيا وقنا وبنى سويف،وهناك قرى بإكملها فى صعيد مصر من الأقباط، بينما هنـــاك محافظات فى شمال مصر يتركز بها الأقبــــاط يأتى على رأسها مدينة الإسكندرية،وهى المقر الرئيسى لكرسى ما مرقس الرسول أول البطاركة، ومحافظة البحيرة حيث توجد أديرة وادى النــطرون ومحافظتى الشرقية والغربية،أمــا القاهرة عاصمة مصر التى يسكنها نحو 25 مليون نسمه،فيبلغ تعـــداد الأقباط نحو ما يقرب من 7 ملايين نسمه ،منهم نحو 5 ملايين بحى شبرا،بالإضافة للمعصرة وحـــــدائق حلوان ووادى حوف، وأمبابة،ومنشاة ناصر، وعزبة النخل ومنطقة الـــهرم،وهناك العديد من الأقبــــاط فضل سكنى المناطق الحدودية وخاصة الشرقية؛ سعيــــــاً فى تعميرها بعد حرب أكتوبر 1973م ،مثل محافظتى سيناء الشمالية والجنوبية.
التطور التاريخى لتشتيت الأقباط فى التاريخ المعاصر
ربما نرى أن التطور التاريخى لتشتيت الأقباط فى مصر،بدأ فى عصر الرئيس الراحل"محمد أنور السادات"(1970-1981)،وبالتحديد أنطلق من محافظة أسيوط ( مدينة بجنوب مصر)،حيث كان غالبية سكنها من الأقباط ،فعقب أنتشار شائعة أن الأقباط يريدون الانفصال عن مصر،ويتخذون من مدنية أسيوط عاصمة لهم،أصدر الرئيس " السادات" قـــراراً بتعين "محمد عثمـــــان"محافظاً لمدنية أسيوط، وظل يشغل هذا المنصب ما بين عام(1973-1982م) ،وهذا الرجل كان معروفاً بتعصبه الشديد للأقباط،فكثرت فى عهده مشاكل واضطرابات لا حصره لها ،وأقام جامعة الأزهر على مساحة ما يقرب من 11 فدان وهى من أجود الأراضى الزراعية ، ومــارس العديد من الوسائل لأجبار الأقباط على ترك المدنية؛ وكان من نتيجة ذلك على الأقباط تشتتهم وهجرتهم ،فتعددت تيارات للهجرة من المدنية على النحو التالى:
التيار الأول الهــجرة من أسيوط إلى مدينة القاهرة، وتركز هذا التيار فى منطقة روض الفرج الشهيرة بــ (الوكالة) وهم الأغنياء،أما الفــــقراء منهم فسكنوا منطقة منشاة ناصر(شرق القاهرة) وهـــم السبب فى تعـــــميرها.
أما التيار الثانى للهجرة من أسيوط إلى مدنية الإسكندرية.
وهناك تيار ثالث أتجه من أسيوط إلى منطقى البحر الأحمر(الغردقة) وسيناء الشمالية والجنوبية.
وبعد ثورة 25 يناير 2011م(أنتفاضة 25 يناير 2011م) بدأت سلسلة للضغط على الأقباط لتشتتهـــــــم نذكر على سبيل المثال وليس الحصر،فى 28 فـــــبراير 2011م وبالتحديد فى أحدى قرى محافظة بنى سويف تم تهجير أكثر من ثمــانية أسر قبطية، ومع أحــــداث كنيسة أطفيح(مدنية جـــــنوب الجيزة) هــاجر العديد من السكان الأقبـــاط المدنية لسكنى بمدنية حلوان وتوابعها،وعقب حادثة قرية المريناب بمدنية أسوان ( أقـصى جنوب مصر) هاجرت العـــــديد من الأسر المدينة،وعندما أندلعت أحداث قرية (شربات) بمنطقة العامرية (بالقرب من الأسكندرية) هـــاجرت ما يقرب من 11 أسرة قبطية،وهاجرت نحو 120 أسرة من دهشـــــور(بالقرب من الأهرامات) بسبب أحداث فتنة طـائفية،كما هاجرت 9 أسر قبطية بعد مشاجرة بقرية الأسماعلية التابعة للمركز المنيا(محافظة المنيا).
ومنذ 22 سبتمبر 2012م وصلت عدوه التهجير والتشتت إلى مدينة رفح المصرية(سيناء الشمالية)؛حيث قامت جماعات جهادية بالدعوة بتطهير البلاد من الكفرة، وبـدأت بأصدار منشور وتوزيعة على المناطق التجارية، بضرورة طرد الأقباط من المدنية، ومنحهم فرصة 48 ساعة للرحيل و ترك المدينة،ومن يتوانى يعرض نفسه للخطر ، وبدأ هولاء بتنفيذا مخططهم بالاعتداء على أحد متاجر الأقباط بالمدنية،وأعقبها أقتحام كنيسة رفح ونهبها وسلبها وتدميرها وحـرق الأوانى والكتب المقدسة بها، ولم يكتفوا بذلك بـــل كتبوا عبارات على معظم جدران الكنيسة، و فى 27 سبتمبر 2012م وعقب هـــذه الأحـداث أصدر السيد المحافظ الهمام قراراً جمعيـــاً بنقـــل الموظفين الأقـــباط من المدينة خوفاً على حياتهم.
وأخيراً،أتمنى من رئيس الجمهورية و القائمين على إدارة الدولة حماية الأقباط وعـدم تهجيرهم وتشتتيهم فى بقاع مصر، لأن أجبار الأقباط على الهجرة عن طريق جماعة تكفرية،معناه ضياع هيبة الدولة، هــل هذا هى مصر الحديثة التى نحلم بها بعد ثورة 25 يناير 2011م!!!
كنا فى أشد الحزن على شهداء الجيش البالغ عددهم نحن 16 جندياً من أبناء مصر،ونحزن كل يوم عندما نسمع بوفـــــاة إى جندى من جنود مصر البواسل، ونأمل فى جيشنا العظيم؛ سرعة التحرك لحماية شركاء الوطن من أجل مصرنا العزيزة.