سليمان شفيق
تتحدث اوساط فلسطينية مطلعة عن ترتيبات لتشكيل بديل لمنظمة التحرير بقيادة حركة حماس وذلك بدعم وتوجيه ايراني
وفي هذا الاطار جاءت زيارة هنية للبنان واللقاء الرسمي مع رئيسها .. وهناك اخبار عن جهود من قيادة حزب الله لاعادة العلاقات بين حركة حماس والنظام السوري
لذلك اليسار رغم خلافه مع ابو مازن رفض الفكرة واعتبره هدم للمعبد الفلسطيني.
كما ان هناك محاولات حمساوية للاقتراب من تركيا والناتو وفي هذا السياق يكفي ان نعرف ان حماس نقلت كل استثماراتها من العالم إلى تركيا ويقدر المبلغ حسب جريدة ألمانية ب ٥ مليار دولار
اذا خرجت من تركيا لن تستطيع أن تخرج اموالها ومشاريعها من هناك
وتركيا وضعها الاقتصادي لن يسمح لحماس بسحب اموالها .. خاصة ان معظم اموال حماس أصول مصانع وعقارات.
اطال الله عمر ابو مازن ولكن في حالة وفاتة دون ترتيب البيت الفلسطيني أو اجراء انتخابات ..
حيث الدستور الفلسطيني ينص ان يتولى منصب الرئاسة رئيس المجلس التشريعي لمدة ٦٠ يوما يجرى بعدها انتخابات حرة في الداخل ..
لكن الرئيس حل المجلس التشريعي و شكل محكمة دستورية ، وعين حسين الشيخ امين سر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بإجراء غير قانوني.
في حال شغور منصب الرئيس من سيحل محله في المرحلة الانتقالية ؟
هذا التساؤل يقود لسيناريوهات جميعها صعبة وهي
تكليف رئيس المحكمة الدستورية و هذا سترفضه حماس
إصرار حماس على ان الرئيس هو رئيس المجلس التشريعي المنحل
اثنين من السيناريوهات تدفع لرفض حماس لهذه الإجراء واتخاذ خطوات قد يكون من ضمنها فصل قطاع غزة عن الضفة. .
و إصرار حماس على ان الرئيس رئيس المجلس التشريعي سترفضه فتح ..
وهكذا دخلنا دائرة تيه صعبة
ومرحلة خطيرة تمر على السلطة الوطنية الفلسطينية بشكل خاص وعلى الشعب الفلسطيني في الضفة والشتات بشكل عام قبيل وصول بايدن
واظن ان هذه المرحلة الاخطر من تطبيق صفقة القرن التي رفضتها مصر والسلطة الفلسطينية وتبنتها حماس لتحقيق احلامها واطماعها في المنطقة
يرتبط ذلك ب زيارة هنية في لبنان هو الاخطر، لانه العراب الجديد لصفقة القرن ، ليعمل علي اسقاط المخيمات وسحب السلاح الفلسطيني وفرض التوطين او التهجير ، كل ذلك من اجل اقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة مع محاولة فشلت من قبل لضم اجزاء من سيناء وانشاء مطار وميناء في غزة عبر تمويلات قطرية زهذا ما سبق سقوطة بعد الرفض المصري .
وما خروج قادة حماس الى دول متعددة هي للشحن والتحريض وتحريك المؤامرات من الخارج
كل هذا سيحدث بمباركة ايرانية وبعض الدول العربية مع موافقة اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، وموافقة حماس علي انجاز صفقة القرن والهدنة مع اسرائيل .
اي ان زيارات حماس لخارج غزة هو مجرد تسويق نفسها كبديل لمنظمة التحرير والتسول للرجوع لمحور بشار الاسد الذي خانوه لصالح تنظيم النصرة .
الخطوة خطيرة وهي تزيد من قوة التحالف والتنسيق في هذه الظروف الصعبة كما ان انعقاد المؤتمر القومي الاسلامي رغم الشعارات البراقة الا ان المؤتمر يكرس لنفس الاتجاة ضد منظمة التحرير لصالح القوي الاسلامية .
ويصف ذلك المفكر الفلسطيني عمر حلمي الغول تحت عنوان :"مراهنات هنية الخائبة ": بالقول :.
"زيارة جديدة لرئيس حركة حماس، إسماعيل هنية للبنان الشقيق، بدأها يوم الثلاثاء الماضي الموافق 21 يونيو ،حزيران الحالي. لتأكيد الحضور في المشهد الرسمي والحزبي اللبناني؛ وتعزيز العلاقات الثنائية بين حركته وحزب الله؛ ومحاولة سحب البساط من تحت اقدام حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان؛ رابعا مد الجسور مجددا مع النظام السوري تحت يافطة "تعزيز تيار المقاومة" من خلال الوساطة الرسمية الإيرانية وممثلها في لبنان حزب الله؛ رابعا القيام بدور الوسيط بين حزب الله والمجموعات الإسلامية السنية في لبنان عموما، للاستحواذ على المشهد السني في الساحة.
لكن عناوين أساسية لم تتحقق حتى الان، وعنوانها الأول عدم التمكن حتى الان من فتح البوابة السورية. رغم تصريحات هنية الإيجابية تجاه نظام الأسد الابن، واعلانه ان قيادة حركته بمختلف مستوياتها وافقت وتدعم عودة العلاقة مع النظام. حيث شاء التأكيد للرئيس بشار، انه لا يوجد تحفظات من عودة العلاقات، وكأنه أراد الإيحاء، بان النظام السوري موافق على عودة الأمور لمجاريها، وينتظر قبول تيارات فرع جماعة الاخوان في فلسطين فقط.
والحقيقة ليست كذلك نهائيا، لان النظام نتيجة التجربة المرة، التي قادها خالد مشعل، رئيس الحركة السابق وفريقه الحمساوي في سوريا، وخيانتهم للعيش والملح والاحتضان والرعاية السورية الرسمية في اعقاب تفاقم الازمة الداخلية عام 2011، حيث وقفت حركة حماس الى جانب فرع جماعة الاخوان المسلمين السورية، وادخلت كل زناة الدواعش والنصرة للمخيمات الفلسطينية
ويضيف الكاتب : بيد اني لا اعتقد ان الظروف نضجت الان لفتح البوابة السورية كاملة امام قيادة حماس. رغم الضغوط الإيرانية واداتهم حزب الله. اما ان ذلك قد يحدث لاحقا، فهذا لن يكون مستغربا. لان مصالح الدول والقوى تحتل الأولوية، واستنادا لها، ما كان مرفوضا امس واليوم، قد يصبح مقبولا غدا. لان المعادلات السياسية تتغير بتغير الحسابات والمصالح.
اما الملف الثاني، والذي اعتقد ان هنية ووفده لم يفلحوا به، رغم دعم حزب الله الواضح والعميق، مع ما له من ثقل في المشهد اللبناني عموما والفلسطيني تحديدا في الجنوب، وهو سحب البساط من تحت اقدام حركة فتح خاصة وفصائل المنظمة عامة، مع ان حركة حماس قامت، وتقوم ادواتها بتقديم رشاوي وحوافز لابناء الشعب في المخيمات في لبنان بهدف شراء ولاءهم، وتقويض مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لتفرض تسيدها في المخيمات، كونها باتت تعي أهمية ومركزية الدور الفلسطيني في مخيمات لبنان، وتعكس ذلك في تعزيز نفوذها في أوساط الجاليات الفلسطينية، لتهيئة المناخ لخلق الاداة النافية للمنظمة. لكنها حتى الان فشلت، وفشل حزب الله معها في تحقيق هدفهم المتناقض مع ادعاءهم بانهم "تيار المقاومة". كما ان الرئيس اللبناني، ميشيال عون رد على مساعي حماس، عندما قال "نرفض الاعتراف باي قوة بديلة عن منظمة التحرير". وكأنه أراد التأكيد لاسماعيل هنية، ان استقبالك في قصر بعبدا، لا يتعدى الطابع البرتوكولي الشكلي، وليس له دلالة أخرى تتعلق بالتمثيل الفلسطيني.