سليمان شفيق
(ذكري الصديق تدوم الي الابد مزمور 112: 6) 1942 / 2018
في ذكراة الرابعة لازالت رائحة بخور شوريته تملء انفاسي ، وشجن صوته في القسمة يسكن في قلبي ، ونقاء سريرة روحي تسكن ضميري ، وهمس صلواته يصلني كلما تذكرتة .
منذ طفولتي تعرفت علي الخادم الامين عزت اسطفانوس ، كان يقتادني ويعلمني في مدارس الاحد ، وجة فرعوني من وجوة حتحور بطهنا الجبل الملاصقة لقرية اجدادة القمامصة بنزلة عبيد ، وتحمل عيناة بريق حورس وتتسع وجنتية كما اوزوريس ، ويشع من صوتة عمق حزن ايزيس وهي تبحث علي طول النهر عن جسد اوزوريس وصولا عراقة اخناتون في البحث عن الخلاص . كلما تحدثت معة كان صمت عمق الروح في بريق عينية يذكرني بأنة ابن السماء وسليل عائلة القمامصة بنزلة عبيد القرية المجاورة القريبة لديرالعذراء ، ابونا ابراهيم ابو شهداء العور الذين تتلمذوا علي يدية وعلمهم حب المسيح والكنيسة حتي الشهادة ، حيث كانت عيونهم تهتف لقاتليهم : "نحن ماضون إلى ملكوت السماوات"، كان يدرك بروحة انة سيمضي الي العريس السماوي . هكذا شعرت صباح الاحد الاول من يوليو2018 وانا ازورة واخذ بركتة في مستشفي الراعي الصالح بسمالوط ، ويغادر الحياة بعدها بأيام بعد ان فشلت محاولات الطب و لم تستطيع ان توقف ارادة الله ،ورغبة ابينا ابراهيم في ان يلحق بالعريس السماوي مع ابنائة من شهداء العور، وصعدت روحه الطاهرة للسماء ، واقيمت صلاة الجنازة، بكاتدرائية مخلص العالم بسمالوط ، ترأس الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، بعدها شيع الاف من ابناء المنيا وسمالوط ، والكهنة والخدام ، شيخ كهنة ايبارشية سمالوط ، ابونا ابراهيم (عزت)،وهو الابن الاكبر لابوية ، درس عزت الابتدائية والاعدادية بمدرس الاقباط ، واحب الخدمة والحكمة من والدة الخال اسطفانوس من حكماء قرية نزلة عبيد المجاورة لدير السيدة العذراء ،القرية التي أعطت للكنيسة والوطن العديد من الابرار والقديسين ، ترعرع في حضن ابويين ابرار الاب اسطفانوس كان يعمل بمدرسة الاقباط ، ووالدتة من عائلة المجيدي المعروفة بقرية البرجاية بالمنيا و علم الخال اسطفانوس ابنائة ( عزت وعادلي ويوسف ونبيلة ) بناء الروح والانسان وحب الحكمة، وخدمة الكنيسة ، وشأنة شأن العديد من ابناء عائلة "القمامصة" قرر الخدمة ، ولما لاوعائائلة القمامصة بنزلة عبيد تعودت مثل ابناء سبط لاوي، ان تفرح حينما يتقدم ابنائها للخدمة والكهنوت ، ولذلك قرر عزت أن يلتحق بالاكليريكية بالانبا رويس وتخرج منها 1963 ، و سيم كاهنا في 18 مارس 1966 بيد الانبا ساويرس مطران المنيا ، ونلت بركة حضور رسامتة والذهاب مع العائلة الي قرية العور 1966، وحضور القداس الاول لابونا ابراهيم ، والتناول من يدية الطاهرتين، ولم يتوقف الاب ابراهيم عن الاجتهاد حتي حصل علي ليسانس اداب قسم تاريخ 1980، ولكن الروح القدس كانت نار تنبعث من قلبة وروحة وتشع من خدماتة المتعددة ، فبعد ان تنقل في الكهنوت بين كنيسة العذراء بالعور(31) سنة الي كنيسة العذراء بقرية عبدلله الخواجة 21 سنة ، كما خدم ابراهيم باشا والسوبي ومنقطين ، ونال القمصية من المطران بفنوتيوس 2016 ، وهكذا (52) عاما يخدم في صمت وكان صمتة كما قال يشوع ابن سيراخ (19/38): "رُبَّ صامتٌ عن فطنة"، لذلك اعطي هذا الكاهن الذي أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ». مز 110/4"،ان "يعمل ويعلم" كسيدة المسيح ، يحبة الاطفال والشباب والشابات ، متواضع وكم رايتة وهو يحتضن طفل من ألاطفال في العور ،وكأنة أب يحمل قلب أم ، ومع الشباب يتسع هذا القلب في حيوية ويفيض كالنيل في عذوبة، يرتوي الشباب منها بالروح ، ويجوب القري والنجوع الفقيرة دون ضجيج ولا طلبا للشهرة ، وحينما كان يخدم كنت اراة عالما يجسد علمة في هدوء وحكمة وروحانية ، لاحظت كثيرا تحملة الحزن في عينية ذات الالم الصامت علي الوجنتين، لتعكس كما جاء في رسالة رومية 😞 8/28) بعض كلمات التعزية لمن يمرون بأوقات صعبة وآلام : "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ". ويكرز القمص ابراهيم ،ويفتقد الجميع معبرا عن تدبير الله لحياتنا، وكيف إنه يخطط كل أحداث حياتنا – حتى الألم، والتجربة . رحل ابانا ابراهيم وترك فينا روح الحق ، لنعرف الحق والحق يحررنا ،كنت اراة في جميع خدماتة يحقق ما طالب به معلمة الاول المسيح : "لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي.
مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ." ابانا ابراهيم ، صلي من اجلي ومن اجل كنيستك وايبارشيتك امام عرش النعمة مع (24) كاهنا وسائر القديسين وسلاما ونعمة، عزاء لاسرتك وابنائك الكهنة تادرس ويوسف والخادم الشماس جوزيف ، ولعائلة الخال اسطفانوس ابناء يوسف وعدلي ومحب وباقي الاسرة وعائلة القمامصة واولاد عمومتك اولاد ارمانيوس وباسيلي ، بالمنيا وبنزلة عبيد ولاهلك في العور وعزبة عبدللة ،ولاخوتك الكهنة في الايبارشية ، وابينا الطوباوي المطران بفنوتيوس، وسأظل اتذكرك في صمت تأملاتي حتي القاك في عالم اكثر شفافية وحرية ومحبة