الأقباط متحدون - بالفيديو دير العذراء الأثري بأخميم تراث قبطي أصيل بصعيد مصر
أخر تحديث ٠٢:٢٧ | الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٧ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بالفيديو دير العذراء الأثري بأخميم تراث قبطي أصيل بصعيد مصر


"‏دير‏ ‏العذراء"‏ ‏بإخميم‏

كتب: أبوالعز توفيق
أصبح‏ "‏دير‏ ‏العذراء"‏ ‏بإخميم‏ ‏مثالًا‏ ‏يُحتذى‏ به ‏في‏ ‏المثابرة‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏إعادة‏ ‏إحياء‏ ‏الرهبنة‏ ‏المصرية‏ ‏في‏ ‏الأديرة‏ ‏القديمة‏، ‏وللدير‏ ‏تاريخ‏ ‏طويل حافل‏، ‏نستعرض جزءًا منه‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏التحقيق،‏ ‏وقد كلله ‏صدور‏ ‏قرار‏ ‏رئيس‏ ‏الجمهورية‏، ‏رقم‏ 389‏، لعام‏ 2005، ‏لدير‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء،‏ ‏الكائن‏ ‏بالجبل‏ ‏الشرقي‏ ‏بحي‏ ‏الكوثر‏ ‏بسوهاج،‏ ‏والمعروف‏ ‏بـ"دير‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم"‏ ‏ببرية‏ ‏أخميم،‏ ‏باستكمال‏ ‏المنارتين،‏ ‏وترميم‏ ‏الشروخ‏ ‏بأسوار‏ ‏الدير،‏ ‏وإحلال‏ ‏وتجديد‏ ‏شبكة‏ ‏المياه‏ ‏والصرف‏ ‏الصحي‏، ‏وإنشاء‏ ‏القلالي‏ ‏للرهبان،‏ ‏وإنشاء‏ ‏استراحة‏ ‏في‏ ‏المساحة‏ ‏الواقعة‏ ‏خارج‏ ‏الدير‏.‏
 
موقع الدير
يقع دير السيدة العذراء على مسافة 4 كم شرق قرية "الحواويش"، التي تبعد 12 كم عن جنوب شرق إخميم. يحيط بالدير سور مربع، وتعتبر كنيسة الدير هي المبنى الرئيسي بالدير، وترجع غالبًا للقرن السادس عشر. وتشترك الكنيسة مع كنائس إخميم فى الطراز، حيث تتكون من ثلاثة هياكل نصف دائرية، وعلى الجانبين، حجرتان عميقتان توصلان إلى ممر خلف الهياكل، يُسمى "الضفير"، وصحن الكنيسة يتوسطه أربعة أعمدة مستديرة تحمل القباب .

وأعمدة الكنيسة وقبابها مزخرفة بالطوب المحروق الملون بالأسود والأحمر؛ لتذكر الزائر بشهداء أخميم الذين ملأت دماؤهم العطرة حوائط الكنيسة عند احتفالهم بعيد الميلاد فى عهد "إريانوس ودقلديانوس"، وجميع مباني الكنيسة حديثة، وبالكنيسة كرسي للقديس الأنبا يوساب.

وهناك معلومة تقول إن القديس توما، عند رجوعه من الهند، فور سماعه نبأ نياحة العذراء مريم، رأى العذراء تحملها الملائكة عند قمة بالجبل في "الحواويش"، مكان الدير.

وقد احتوى الدير بعد تعميره على مجموعة نادرة من أجساد القديسين داخل الكنيسة القديمة المشار إليها؛ لذا فإنك تشعر وأنت في رحاب هذا الدير العظيم، وكأن "أنفاس القديسين" تحيط بالمكان من كل جهة.

عُرفت‏ "إخميم"‏ ‏منذ‏ ‏عصور‏ ‏المسيحية‏ ‏الأولى‏ ‏بأنها‏ "‏مدينة‏ ‏الشهداء‏ ‏والقديسين‏"، ‏وينتمي‏ ‏إليها‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏الكبار،‏ ‏مثل‏ ‏القديس‏ ‏الأنبا‏ ‏شنودة،‏ ‏رئيس‏ ‏المتوحدين ‏(‏هناك‏ ‏ديرٌ‏ ‏باسمه‏ ‏متاخم‏ ‏لدير‏ ‏العذراء‏ ‏بإخميم‏)، ‏والأنبا‏ ‏توماس‏ ‏السائح،‏ ‏والبابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الرابع،‏ ‏وهو‏ ‏من‏ ‏قرية‏ "‏الصوامعة‏"، ‏شرق‏ ‏إخميم،‏ ‏ولا يزال‏ ‏منزل‏ ‏عائلته‏ ‏موجودًا‏ ‏حتيى ‏يومنا‏ ‏هذا،‏ ‏وشهداء‏ ‏دير‏ ‏مارجرجس‏ ‏الحديدي‏.

وكان‏ ‏اشتياق‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏، ‏هو‏ ‏إعادة‏ ‏الحياة‏ ‏الرهبانية‏ ‏إلى‏ ‏أديرة‏ ‏إخميم،‏ ‏خاصة‏ و‏أن‏ ‏بعضها‏ ‏أثري،‏ ‏وبه‏ ‏أجساد‏ ‏لقديسين‏ ‏عِظام، ‏فأرسل‏ ‏عام‏ 1979 ‏القس‏ ‏ديسقورس‏ ‏الأنبا‏ ‏بيشوي‏ (‏أمين‏ ‏الدير‏ ‏حاليًا‏) ‏إلى ‏دير‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏، وبدأ‏ ‏القس‏ ‏ديسقورس‏ ‏في‏ 10-11-1979، ‏بمعونة‏ ‏بعض‏ ‏الشباب،‏ ‏في‏ ‏رفع‏ ‏الأحجار‏ ‏والأتربة‏ ‏والزلط‏، ‏الذين كانوا‏ ‏يملأون‏ ‏المكان،‏ ‏وتنظيف‏ ‏مذابح‏ ‏كنائس‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏الخفافيش‏ ‏والحشرات‏، وكانت‏ ‏قباب‏ ‏الدير‏ ‏متصدعة‏، ‏وأبواب‏ ‏الهياكل‏ ‏والكنائس‏ ‏منزوعة‏، ‏وكانت ‏‏كل‏ ‏محتويات‏ ‏الدير تقريبًا قد نهبت‏. ‏وفي‏ ‏البداية‏، ‏كانت‏ ‏الأدوات‏ ‏الموجودة‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏حصير‏ ‏ووسائد‏ ‏من‏ ‏الليف،‏ ‏وطبلية،‏ ‏وأدوات‏ ‏فخارية‏ ‏للشرب‏ (‏أزيار‏ ‏وقلل‏)، ‏وفرن‏ ‏لتسوية‏ ‏القربان‏ ‏والطعام‏، ‏وبعض‏ ‏أوانٍ‏ ‏من‏ ‏النحاس‏ ‏والألومنيوم‏ ‏لغسل‏ ‏الملابس‏.‏

ومع‏ ‏أول‏ ‏قداس‏ ‏يُصلى في‏ ‏الدير‏، ‏بعد‏ ‏تنظيفه نظافة‏ ‏أولية‏، ‏أرسل‏ ‏الرب‏ ‏مجموعات‏ ‏من‏ ‏الشباب‏ ‏للعمل‏ ‏بحب‏ ‏وفرح‏ ‏في‏ ‏تعمير‏ ‏المكان،‏ ‏بعضهم‏ ‏كان‏ ‏يقوم‏ ‏بنقل‏ ‏المياه‏ ‏من‏ ‏الترع‏ ‏القريبة‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏أوانٍ‏ ‏فخارية‏، ‏أو‏ ‏ينقل‏ ‏المياه‏ ‏على‏ ‏الدواب‏، ‏ثم‏ ‏تم‏ ‏شراء‏ ‏عربة‏ ‏نقل‏ ‏صغيرة‏ ‏لإحضار‏ ‏المياه‏ ‏للشرب‏ ‏والعمل‏.

ويقول‏ ‏القمص‏ ‏ديسقورس، أمين‏ ‏الدير،‏ ‏والذي‏ ‏كانت‏ ‏بداية‏ ‏تعمير‏ ‏الدير‏ ‏على‏ ‏يديه‏:

"رغم‏ ‏الصعوبات‏ ‏التي‏ ‏واجهتنا‏ ‏في‏ ‏البداية‏، ‏إلا‏ ‏أننا‏ ‏كنا‏ ‏نلمس‏ ‏يد‏ ‏الله‏ ‏تعمل‏ ‏معنا‏ ‏بشفاعة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏خاصة‏ ‏وأن‏ ‏المكان‏ ‏على‏ ‏اسمها‏ ‏الطاهر".

الترميم
ويتابع القمص ديسقورس حديثه عن الدير، فيقول:

"تمكنا‏ ‏من‏ ‏ترميم‏ ‏كنيستي‏ ‏العذراء‏، ‏والأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏والأنبا‏ ‏بولا،‏ ‏وإصلاح‏ ‏القباب،‏ ‏والأرضيات‏، ‏وعمل‏ ‏حوامل‏ ‏الأيقونات‏ ‏المطعمة‏ ‏بالعاج‏، ‏والدهانات‏ ‏والبياض‏، ‏مع‏ ‏الاحتفاظ‏ ‏بالطابع‏ ‏الأثري..
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter