مأمون المليجى، فنان من زمن الكلمات المعبرة والالحان الممتعة، رغم كونه مهندسًا معماريًا الا أن حبه للتلحين والغناء اخذ جزءً من وقته، هو صاحب قضية ورسالة يحرض على مقاومة الاستبداد بالغناء، لم ينل حظه من الشهرة، مثل كثيرين اقل منه،. عندما التقيت به فى الاسكندرية حيث يقيم ويعمل، وجدته محبطا حتى انه قرر اعتزال الغناء فى الحفلات. وحلق دقنه لاول مره من عشرين سنه كراهية في الإخوان والسلفيين. لا يمارس "المليجى" الفن كنوع من التربح او البحث عن الشهرة-رغم اهميتهما- فقد باع سيارته من أجل ان "يصرف" على فنه. له اراءه السياسية ومواقفه الثورية من قبل سقوط النظام البائد. "الأقباط متحدون" التقت به فى حوار قد يكون محبطا لكنه يمسط بطرف الخيط لخروج مصر من محنتها.
مأمون المليجى:
•مصر تحتاج لديكتاتور عادل والشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية
•الثورة اسقطت اقنعة كثيرة، ابرزها قناع "التحول" و"الخوف"
•الثورة لم تفشل ولكنها لم تستكمل اهدافها
•اذا تعدى نسبة المتاسلمين فى انتخابات مجلس الشعب الى اكثر من 50% فى المجلس ، فقل على مصر السلام.
•صباحى وأبو الفتوح يبحثان عن الزعامة الشخصية ونحتاج لـ"البرادعى"
•اذا اخطا أحد اقباط المهجر فلا يمكن ان نتهم كل اقباط المهجر
•حرق السفارة وما يحدث فى سوريا من عنف هو اساءة بالغة للرسول
•رد الفعل للفيلم المسئ "غبى" وحرق "الانجيل" عمل "قذر" و"حقير"
•حتى لو كان عدد المسيحين 10 أفراد فلهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات
حاوره :عماد توماس
فى البداية..هل انت راضى عن تشكيل الجميعة التاسيسية للدستور؟ ومسودات المواد التى تم تسريبها مثل تبكير سن الزواج للفتاة؟
لا يفرق معى كينونة الأعضاء، يهمنى المنتج النهائى إما نرفضه أو نوافق عليه، هناك اسماء فى الجمعية التاسيسية للدستور محترمين وهناك اسماء تابعة للتيار الاسلامى "كمالة عدد" والطبيعى الا نتفق على اسماء المائة عضو، كما ان هناك استفتاء على الدستور.
لكن من يزرع رديئا ينتج محصولا فاسدا..وسيعود الحشد والاستقطاب الدينى كما حدث فى الانتخابات؟
الحشد الدينى سيقل، ففى انتخابات مجلس الشعب وصل التيار الاسلامى الى 70%، بينما فى انتخابات المرحلة الاولى فى الرئاسة الاخوان حصلو على 25%، فواضح ان الشعب المصرى بدأ يعى ما يحدث حوله. مصر لها طبيعة خاصة تحتاج لديكتاتور عادل، فى هذه الفترة الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية هذه حقيقة فى ظل حالة الامية والجهل المعرفى. نحن نحتاج الى ثقافة الديمقراطية، صندوق الانتخاب هو اخر خطوة فى الديمقراطية، الديمقراطية تعنى بعد ظهور النتيجة الا نعارضها فى اليوم الثالى مثلما حدث من بعض المرشحين
كيف ترى حكم الاخوان المسلمين لمصر حتى الآن؟
الاخوان فى النهاية معتدلين، وقضية الدين بالنسبة لهم "شكلية" وهم جماعة رأسمالية. فلن يقتربو من السياحة او البنوك او الخمور. لدينا خوف زائد وعداء زائد للاخوان، انا ضد فكر الاخوان المسلمين وحلقت دقنى لاول مره من عشرين سنه كراهية في الإخوان والسلفيين، لكن من مصلحة مصر الان ان نهدئ من الهجوم عليهم، مفهوم ان الانتخابات لها كلام وشعارات واستحالة ان يحل الدكتور مرسى مشاكل البلد خلال 100 يوم. لا ادافع عنه لكن اقول من مصلحة مصر ان نترقب قليلا وننتظر ولو لمدة سنة لنحكم عليهم.لكن هذا لا ينفى ان هناك بشائر غير جيدة. فكنت اتمنى ان يكون المحافظين بالتعيين وعدم سيطرة التيار الاسلامى على وسائل الاعلام خاصة التلفزيون والصحف القومية
الاخوان كانو اغبياء فى طمعهم للوصول الى السلطة، لو كانوا اذكياء كانوا حافظو على اقليتهم ومعارضتهم خلال هذه الفترة ، لياخذو البلد وهى "قايمة" فاقتصاديا مصر "واقعة" الآن.
لماذا اعتزلت الغناء فى الحفلات الجماهيرية؟
اعتزلت الغناء فى الحفلات لعدة اسباب، فاعتبر نفسى ظهرت فى مرحلة مهمة كانت الكلمة والصوت له أهمية، وكان لدي رسالة وقضية وهى قضية الديمقراطية والتحريض ضد النظام الفاسد المستبد، الذى حدث ان النظام سقط وكان أمامى خياران أو نتيجتين الاول: انتقال البلد لنظام جيد صالح والخيار الثانى: ان البلد انتقلت الى نظام افسد من السابق فكان على ان ارتاح وانسحب لأنى لم انجح فيما سعيت له وكنت عنصرا فى ذلك.
الحفلة من الممكن ان يحضرها 500 فرد فقط، الاعلام احبطنى، فصوتى لم يصل الى الشعب والمواطن البسيط، فالبرامج التى لها نسبة مشاهدة كبيرة قاطعونى ماعدا قناة "اون تى فى" الذين يعرضون اعمالى من قبل الثورة. وهى قناة يشاهدها المثقفين. والتلفزيون المصرى مؤخرا استضافنى لكن لا احد يراه الآن
ربما تكون حاولت ولم تنجح لكن هذا لا يعنى ان تعتزل وتنسحب؟
من الشرف ان انسحب واقول انى فشلت فيما سعيت اليه ويجب على ان ابتعد. فالنظام البائد كان افضل من الحالى. فأعتبر نفسى قد ساهمت و شاركت فى نظام افضل من الحالى.
انا اساسا ملحن وليس مغنى، هناك اصوات كثيرة ظهرت من الممكن ان اتعاون معهم بالحانى، القادم لا يستحق ان اكون موجود فقدمت ما لدى وما ياتى لا يستدعى حفلات غنيت "مسلم والرك على النية" و"فى الشوارع".
آلا يشجعك ويخرجك من حالة الاحباط ما قالتة الكاتبة سحر الجعارة عنك فى مقال لها بان تجربتك تجربة جيل فشل فى «الانحراف»، اختار تقديم الفن الهادف فى زمن «التهييس»، وتلك هى المشكلة!؟
هذه المقالة ابكتنى واتصلت بالكاتبه وقدمت لها الشكر على كا كتبته. فشعرت انها "بتضبطب" على من التجاهل الاعلامى، فلا يوجد جريدة واحدة كتبت عنى خبرا حتى صحف المعارضة تجاهلتنى
ربما تكون انت احد اسباب ذلك ربما بسبب الكسل وانشغالك بأمور اخرى؟
من الممكن ، لكن ليس دورى ان "أصاحب" مُلاك القنوات الفضائية وادق على ابوابهم واعزمهم على العشاء من أجل ان يستضفونى فى قنواتهم او اكون صديقا لمقدمى البرامج حتى يدعونى لبرامجهم. اين هو المنتج الذى يمكن ان يراهن على فى ظل تجاهل وسائل الاعلام حولى. لا اخفيى عنك انى قمت ببيع سيارتى الخاصة من اجل ان "أصرف" على فنى ولدى أسرة مسؤلة منى كما ان لدى عملى كمهندس معمارى.
عملية التغيير تأخذ وقت وارى ان من يقدم فن مثلى لا يُعرفو الا بعد 20 او 30 سنة. بفضل الله وبفضل زملائى هناك بعض الاغانى التى ستعيش مستقبلا مثل "نحلم سوا" و "الشوارع" و "بتخاف من ايه" . لا يهمنى ان اصل الى النخبة والمثقفين، فهدفى ان اصل الى المواطن المصرى البسيط اريد "حموقة" وعم "جابر" و "بلية" ان يصل صوتى لهم وليس المثقفين.
كما ان عوامل السن والصحة بعد أن اجريت تركيب دعامة فى القلب مؤخرا، واذا كنا ننادى بان نترك المجال للشباب فيجب ان نكون قدوة فى تحقيق ذلك
فى رأيك ما هى أهم الاقنعة التى كشفتها الثورة؟
الثورة اسقطت اقنعة كثيرة، ابرزها قناع "التحول"، لا احترم الذين تغيروا بنسبة 180 درجة فرغم انهم صناعة النظام السابق تنكروا الان ووصفوا مبارك بالمخلوع وهناك عدد من الفنانيين الذين تحولو لا اريد ان اذكر اسماءهم. احترم الكاتب الصحفى "عبد الله كمال" لأنة لم يتحول فهو مؤمن بما يقوله ولم ينافق مثل غيره فى المؤسسات الصحفية، ولم يتغير فى كلامه سواء قبل او بعد الثورة.
كما ان اهم قناع اسقطته هو "الخوف" الذى تم كسره، وهذا ما يطمئنك فلا احد يمكن ان يمنع المصريين من العودة الى ميدان التحرير
هل ترى ان الثورة المصرية فشلت ولا لم تستكمل بعد ؟
لا يمكن ان اقول ان الثورة فشلت، لكنها لم تستكمل اهدافها، فالمرحلة الانتقالية شابها اخطاء كثيرة، يمكن ان نحاسب ونقيم الثورة بعد رحيل المجلس العسكرى عن الحكم. اهداف الثورة التى خرجنا من أجلها "عيش-حرية-عدالة اجتماعية" لايمكن ان نحكم عليها الان. يجب ان ننتظر .لا اريد لاحد ان يعتقد انى اهادن الاخوان الان. فما يهمنى هو مصلحة مصر
كنت مؤيدا لحمدين صباحى فى الانتخابات..فى رأيك لماذا خسر نتيجة الانتخابات؟
لان كل مرشح –من غير الاسلاميين- كان يعمل من اجل مصلحته، فكان هناك فرصة للتوحد بينه وبين أبو الفتوح ضد التيار المتأسلم، لكنى تأكدت ان كل واحد يبحث عن زعامته الشخصية
وكل شخص اراد ان يكون رئيسا والآخر نائبا. بعد تجربة مرشحى الرئاسة الوحيد الذى يمكن ان التف معه هو الدكتور محمد البرادعى، فهو غير طامع فى السلطة ولديه خبرات دولية
كنت من اوائل المؤيدين والداعمين للدكتور البرادعى من قبل الثورة..هل خاب رجاءك واملك فيه نتيجة عدم نزولة انتخابات الرئاسة ام ترى انه اتخذ القرار الصحيح؟
اعتقد انه اخذ القرار الصحيح فهو انسحب من السباق الرئاسى لكنه لم ينسحب من العمل السياسىى.
البعض يقول انه "كسلان شوية"؟
ليس كسولا، نحن تعودنا على مرشح يزورك فى العزاء ويجاملك فى الأفراح .هو رجل علم وسياسى مخضرم نحن نحتاج له فيجب ان نبحث نحن عنه.
هل تعتقد ان التيار الشعبى الذى أسسه حمدين صباحى من الممكن ان يكون تحالفا جيدا لمقاومة اخونة مصر؟
اتمنى ذلك
ماذا كنت تقصد بقولك على الفيس بوك " إخواني الليبراليين ..إخواني انصار الدوله المدنيه ..عايز اقولكم كلمه صغيره ....طظ فيكم يا بتوع نضال آخر زمن في العوامات؟
"يا بتوع نضال آخر زمن في العوامات"، هذه مقولة الشيخ أمام فى "جيفارا مات " هؤلاء يناضلون من على الانترنت والفنادق المكيفة ولا يتحركون من أماكنهم. منذ عدة أيام دعوت لمليونية يحيا الهلال مع الصليب اثناء ازمة الفيلم المسئ، تفاعل معى نحو 50 فرد على الفيس بوك فلغيت الدعوة لان الناس لا تريد ان تنزل. لا يمكن ان تتحول مصر الى لبنان، من الممكن ان تحدث مشكلة نتيجة قميص حرقه مكوجى او شاب يحب فتاة. تتحول الى معركة قد يقتل فيها البعض لكن ليس من الممكن ان تتحول مصر الى حرب اهلية.
توقعاتك فى انتخابات مجلس الشعب القادم؟
لو تعدى نسبة المتاسلمين فى انتخابات مجلس الشعب الى اكثر من 50% فى المجلس ، فقل على مصر السلام. اما اذا حصلو على اقل من ذلك فنحن نسير فى الطريق السليم. فهذا سيكون مؤشر على وعى الشعب. لو اصر الشعب واختار المتأسلمين بأغلبية فليس لنا حق الاعتراض على ما يريده الشعب لكن علينا ان نعمل ونلتف حولهم من اجل تقدم مصر ليس من اجل نجاح المشروع الاسلامى لكن من اجل نجاح مصر.
هل صحيح ان الاسكندرية أصبحت معقلا للسلفيين ؟
هذة شائعة اسمعها كثيرا أن "الاسكندرية معقل السلفيين"، وهذا غير صحيح ففى انتخابات الرئاسة حمدين صباحى كان له الاغلبية، اكندرية معقل الحضارت والتنوع الدينى والثقافى وملتقى الزائرين من كافة الدول. ربما لوجود "عبد المنعم الشحات"و"ياسر البرهامى" التصق اسمها بالسلفيين.
كيف يمكن القضاء على التطرف والتشدد الدينى؟
انا ارى ان التشدد الدينى ينبع من حالة الفقر المدقع، اعط لمتشدد دينى بعض الاموال وراقب سلوكه ستجدة "قصر دقنة" وارتدى افضل الملابس واشترى احدث السيارات. عندما يصل الانسان لحالة الانعدام ولايجد قوت يومه فى "الدنيا" فيبحث عن "الآخرة"
هل انت راضى عن رد الفعل لازمة الفيلم المسئ ؟ وفى رايك كيف يمكن للعالم الاسلامى ان يرد على هذا الفيلم المسئ بطريقة متحضرة؟
رد فعل "غبى" وقد قلت ذلك وقت الرسومات المسيئة التى نشرت فى صحيفة دينماركية مغمورة لا يقرأها الا عدد محدود. فى الغرب انتجو افلام جنسية عن المسيح . لاحظ ان الفيلم تم دبلجتة باللغة العربية اى أن المقصود به مصر وليس الغرب.
لا يمكن ان نعمم ـ اذا اخطا احد اقباط المهجر فلا يمكن ان نتهم كل اقباط المهجر، مثلما يخطئ احد المسلمين ويحرق كنيسة فلا يمكن ان نتهم كل المسلمين
حرق السفارة يجلعنا مشاركين فى الاساءة للرسول وما يحدث فى سوريا من عنف هو اساءة بالغة للرسول. افضل شئ لمثل هذه الافلام والرسومات هو التجاهل. فللبيت رب يحميه.
كيف ترى حرق الشيخ "احمد عبد الله" المعروف باسم " ابو اسلام" للانجيل امام السفارة الأمريكية؟
عمل "قذر" و"حقير" ولا افهم لماذا يترك مثل هذا الشخص ولا يحاسب عليه خاصة ان الفيديو موجود على اليوتيوب، وارى ان من يجب ان يحاسب من تركوا هذا الشخص.
ما تعليقك على قول " ياسر برهامي" عضو الجمعية التأسيسية للدستور لبرنامج العاشرة مساءً : النشيد الوطني لا يعبر عن الوطنية وبه موسيقى محرمة وارفض الوقوف له؟
لا تعليق هو افضل تعليق.
كيف تنظر الى مسألة تعداد المسيحيين والضجة المثارة مؤخرا ؟
المبدأ الأساسى حتى لو كان عدد المسيحين 10 أفراد فلهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات. لكنى أرى ان هناك حالة من "التهوين" و"التهويل" من تعدادهم. فهناك مباغلة فى قول الكنيسة ان تعداد المسيحيين من 15 الى 18 مليون فأين هم فى انتخابات مجلس الشعب والرئاسة واستفتاء الدستور. كما ان هناك "تهوين" من الأنباء التى تواترت من قول رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اللواء أبو بكر الجندي، بأن عدد الاقباط 5 مليون فقط. اعتقد أن مناقشة هذا الامر استخفاف بعقولنا. ارى ان عدد المسيحيين فى مصر حوالى 10 مليون بدون اقباط المهجر، ما يدهشنى أين هم الأقباط فى المشاركة السياسية، فاذا كانوا بهذا العدد فأين هم فى الانتخابات.