ماجدة سيدهم
مرعب جدا ومفزع ما وصل إليه شباب المحروسة من هزيمة وإحباط لحتى يكون الاستهتار بحياتهم ومستقبلهم مابين القتل والانتحار والالحاد وغيره هي الحلول السهلة جدا ..
هل دا مش مؤشر فاضح أن الأجيال دي مشنوقة فعليا داخل مجتمع منغلق إلى أقصى حد ومحكم بقبضه واحد مؤمن جاهل ..
ذبحت البنت الحلوة مع طموحها وحرية اختيارها وانبهارها بقاهرة المعز ..والاعدام هو لقاتل تعرض لضغوط نفسية بشعة قدرت تحول هوس الحب إلى هذا الانتقام الشرس .. وانتحار شاب بسبب رفض فتاته له ..وانتحارات متتالية بسبب القهر والفقر ومافيش شغل و استغلال أصحاب العمل وقهر في البيوت .. وحكايات كل يوم لاتنهي تشير أن كل الأطراف خزينة وممزقة نفسيا ومشتتة ذهنيا .. وفاشلة بالتمام ..
كلهم ضحايا
ودا الحصاد ياسادة . حصاد الحبس الجماعي و الحصار الديني اللي شربته اجيال جرعات مسمومة كل لحظة وماقدمتش لهم حل واحد سعيد يقدمهم خطوة لقدام ..
أتحدى لو واحد فيهم راح في مدينته مسرح ولا سينما ولا شارك في مسابقات رياضية أو تشكيلية أو انضم لفرقة فولكلور او موسيقا ..لأن ببساطة مايعرفاهش ..ولأنها مش موجودة أصلا .. المدن ياسادة خارج قاهرة المعز هي الوجه الحقيقي للبؤس والشقاء والفشل والأهمال المدوي بل تلتهمها فقط الزوايا وتحذيرات مخيفة من واحد مؤمن جاهل ..
أتحدى لو الجيل دا سمع مرة في المدرسة أو في الاعلام او البيت أو الدراما عن معنى واهمية الاختلاط ومعنى الحب والجنس وقيمة الانسان والهوية والحياة والطموح والمال الانثى وقيمة نفسه كإنسان ..
أتحدى لو طلع واحد بس وعلمهم معنى حرية الاختيار وإن كلمة لأ مش احتقار لكنها حق لكل انسان .وان من حقه يقرر حياته ويقول لا من غير خوف ولا وصاية من واحد مؤمن ومهزوم ..
اتحدى لو واحد من الأجيال دي طالب أو متخرج وقدر يحقق حلمه من غير مايتصدم بكم الاحباطات والوسايط والفساد القاتل وسقوط الاقنعة عن لصوص كانوا رموز ..
النتيجة ..الانفجار .. اللي بيتسرسب ياسادة حبه حبه ..ضارب أدام عنيكم بالايمان والتقوى والمواعظ وبعتاة رجال الدبن بعرض الحائط ..
احذروا الانفجار الأخطر ..الكل مسؤول ..الدولة والرموز والنخب والتعليم لما سلمنا الاجيال دي وهي لسه بذرة خضرة تتربى وتسمع وتتعلم وتخصع لافكار متخلفة ومخيفة .. والحقيقة رواد التقوى الهزيمة ماقصروش خالص ..
* شوفوا مين اللي حول شبابنا الغالي لشوية قتلة ومنتحرين وضايعين وسرسجية وبلطجية ومتعاطيبن وملحدبن ومستهزئين وخللي الطرق مطلية بالدم والعواطلية ..
مين دلوقت الأحق بالمحاكمة علنا والإعدام شنقا وعلنا برضه على مسمع ومرأي كل الجثث العايشة في شوارع المحروسة التعيسة.. الجثث اللي بتقتات أي بقايا انسانية ومتلاقيش غير تحذيرات واحد جاهل قابض على ارواحهم
اتمنى ألا تؤجل محاكمة القاتل الحقيقي اللي دمر جيل بأكمله وانتهت بالفعل صلاحيته ..
دا وقت المداولة والقرار ..