رفعت يونان عزيز
قتل الطالبة "نيرة أشرف عبد القادر " بجامعة المنصورة علي يد طالب زميلها كونها رفضت الزواج منه , وانتحار شاب من أعلي برج القاهرة ومحاولة ذبح فتاة بشارونه مغاغة المنيا والسيدة التي انتحرت ومعها أولادها الصغار بترعة الإبراهيمية بسمالوط . هذه الجرائم سبقها جرائم مماثلة وقد تحدث مثلها مستقبلاً , ومن الغريب أصبحت هذه الأحداث تحاول القفز علي سطح مجتمعنا المصري الذي عرفه العالم مجتمع حضارة في كل النواحي منها القيم والمبادئ والأخلاق الجيدة احترام الإنسانية وحقوقها والمرأة لها مكانتها فهي شريك عامل وفعال مع الرجل قيادة وسلطة قضائية وغيرها فهي متساوية في الحقوق والواجبات كما أن المصريون بطبعهم الدين له القدسية والخصوصية الأولي فالجميع المؤمنين بالله الواحد الأمين يعرفون المفاسد وشرورها والخير وسلامه .
فما حدث لنيرة وردود أفعال مرضي النفوس الموسوسون بأن المرأة كيان درجة أقل وسلعة للطاعة والخضوع والخنوع لآمر الرجل ولابد من ارتداء الحجاب وهم لا يعلمون قتل طالبة بالأردن علي يد زميلها الطالب بالجامعة وكانت مرتدية الحجاب ومن الشئ المؤسف والمحزن قاتل طالبة الأردن حذرا لقتيله أنه سوف يقتلها مثل المصري. كل هذا يحدث لأنهم يفسرون بالخطأ المفاهيم الحقيقية التي أوضحها الله لنا لكي نعيش بها لنسير في الطريق المؤدي للحياة الأبدية حيث النعيم والسعادة والفرح . وإن كان الله منحنا الحرية لاختيار الطريق ( الخير أو الشر ) موضحاً نهاية كل طريق ليسهل علينا الاختيار السليم وهذا لمحبته للبشر. جريمة قتل نيرة هي جرس إنذار خطر يدق بشدة , هي روح نيرة التي تتحرك مع من سبقوها صارخين في أذن كل فرد ومسئول عايزين حقنا ووضع حلول جذرية في شتي المناحي للقضاء علي كل ما يفسد الحياة الإنسانية , فتلك الجرائم نوع من أنواع الأسلحة المدمرة مثلها مثل القنبلة الذرية فالشيطان يساند أتباعه من البشر بمعاهدات ومواثيق تبدو في شكلها الخارجي أطواق نجاه وخير للإنسانية لكن باطنها محشو بأخطر أنواع السموم .
من حيث رؤيتي أننا بحاجة إلي .
(1) تفهم الأوضاع الاجتماعية ودور المرأة في المجتمع وكذلك الناحية الاقتصادية للأسر الفقيرة ومحدودي الدخل ومتوسطه إن وجد ووضع حلول لرفع المعاناة عنهم بطرق حديثة غير مفروضة كشركاء حقيقيين في حصولهم علي حقهم الإنساني المشمول لكل الجوانب فالتأخير يولد الكبت ثم الانفجار .
( 2 ) تكثيف المؤسسات الدينية والمختصين المعتمدين جرعة التفاسير السليمة لحقائق ما يدعونا إليه الله كلي المحبة والقدرة علي كل شئ من خلال وسائل الأعلام المختلفة بطرق جديدة غير التقليدية أي نحتاج للحوار بين الناس والمسئول ووضع بكل مؤسسة دينية وأهلية مسئول متخصص وقادر علي توصيل كيفية لم شمل الأسرة حتي لا تنجرف في تيار الكبائر ومفاسدها .
(3) تكثيف دور الثقافة منها الفن ( تمثيل – مسرح – بيوت الثقافة – فن الرسم والنحت وغيرها من الفنون " مع وجود أعمال فنية جيدة مبسطة من المسلسلات والأفلام ووضع حلول جيدة لمعالجة القضايا المؤدية للقتل والتفرقة والتعصب والتطرف لتفتيت شعب مصر والدولة .
(4) قوانين جديدة رادعة تواكب تغير نمط الجرائم مع غلق كل بوابات الأسباب المؤدية للجرائم بأنواعها وغلق بوابة الحلول العرفية التي تدفع بارتكاب الجريمة المنفردة " أي أفراد وكل حالة تحل بالعرف فيكون مجمل المتضرر أكبر لأنها تخلق أجواء نفسية مريضة مهلكة لأصحابها وتؤثر علي كل المحيطين حولهم .
(5 ) التعليم بمراحله وأنواعه يحتاج لزيادة تكثيف الندوات والمحاضرات في المجالات المختلفة تكون ذات حوار متبادل بين القائم بالإلقاء والمتلقي , تفعيل حقيقي للأنشطة المختلفة والإعلام التربوي ودور الأخصائيون اجتماعي ونفسي بالطرق الحديثة علي أرض الواقع .
(6) القضاء علي الآفات الضارة ( مثل المخدرات والمسكر بأنواعها المختلفة – الفساد بكل أشكاله – التعاطف مع المقصرين بالإهمال المتعمد بحجة ظروفهم صعبه.
( 7 ) سرعة المحاكمة وتنفيذ الحكم فور صدوره في حالة اكتمال الملابسات المؤدية للجريمة مع مراعاة دقة التحريات وفحصها جيداً ونحن نثق في القضاء المصري .