بقلم جورج حبيب
كان الصديق لصديقه مخاصما
وكم حاسب نفسه اذ كان خصامه مزعجا
ولم يفعل ما يجعله لنحوه مقصرا
بل صديقه كان اولا وهو بعده ثانيا
يحاسب علي الكلمات ولها منقيا
يحمل له حبا وان كان له كارها
يهتم بتوافهه وكم لها مقدرا
واي غيم بسماءه يدعو ان يكون صافيا
يحاول ان يفرحه وبداخله جرحا غائرا
ولو انه لا يهمه جرحه بل لنفسه مفضلا
وقال اعامل ربي وللناس لست معاتبا
فلكلا معدنه ولو كان معدنا خاملا
وهذا لديه طبعا واخر له وارثا
وثالث يمر بظرف قد اراه محرجا
وقال اقترب من صديقي وله معاتبا
لما تهملني يا صاحب وانت بالقلب ساكنا
ولما تنظر الي من فوق وراسك عاليا
كلنا من تراب والجميع اليه راجعا
ورد الصديق علي العتاب ناقما
والكلمات حادة وسكينه غائرا
قلت اخطات فانا بالنار لاعبا
وكيف اتوقع خيرا والشر بالنفس قابعا
والام نفسه وتلقن درسا نافعا
وقال لا اشكو الا لربي فوحده سامعا
مجبر الخواطر ومصلح كل مكسرا
وحده يقبل عتابي ولكلامي مقدرا
يربض علي كتفي وحنانه ظاهرا
ولاترك الناس ولعله درسا له مستوعبا
قلت تكلم مع الهك فوحده لك مخلصا
وان ظلمك الجميع هو لك منصفا
لا تعلق علي الناس بل لاخطاءهم كن ناسيا
واشتر نفسك ولسلامك احرص دائما