كتب - محرر الاقباط متحدون 

 
وفي اطار ذلك كتب د.محمد طه الطبيب النفسي عبر حسابه على فيسبوك :" المرض النفسي لا يصيب مؤمناً"أرسل لى أكثر من صديق وقارئ ومتابع هذا الكلام على لسان أحد الأطباء فى برنامج تليفزيونى من يومين.
 
ماعرفش السياق اللى اتقال فيه هذا الكلام.. ومع كل الاحترام والتقدير.. لكن:المرض النفسي يصيب المؤمن وغير المؤمن.. يصيب اللى بيصلى واللى مش بيصلى، واللى بيصوم واللى مش بيصوم..  ويصيب المسلم والمسيحى واليهودى والبوذى والملحد واللادينى..ويصيب النساء والرجال والأطفال.. ويصيب الأبيض والأسود والقوقازى.. والعربى والأوروبى والأمريكى والكندى.
 
لما نقول ان المرض النفسي لا يصيب المؤمن.. يبقى بنقول للمريض النفسى: "انت مش مؤمن" أو "انت مش مؤمن بالدرجة الكافية" أو "ايمانك ناقص".
 
لما نقول ان المرض النفسي لا يصيب المؤمن.. يبقى بنقول ان علاج المرض النفسي هو "انك تبقى مؤمن".. أو "تعيد النظر فى إيمانك".. أو "تقيم شعائر إيمانك بشكل يمنعك من المرض النفسي".. 
 
ولو المريض طال علاجه.. أو صعبت واستعصت حالته.. أو خف وتعب تانى.. يبقى: "انت ماعملتش اللى عليك".. و"فضلت مقصر فى حق ربنا".. و"ابذل مجهود أكتر فى الإيمان والتقرب"..
 
وكلها رسائل تسبب شعور غير مبرر بالذنب والتقصير وعدم الأحقية.. تصيب باليأس والشك.. بالحيرة والتيه.. مما قد يدهور حالة المريض جداً.. وربما يدفعه اليأس للانتحار.
المرض النفسي له أساسات عضوية وكيميائية وجينية زى أى مرض جسمانى بالظبط.. زى الضغط والسكر والحمى.
 
المرض النفسي موصوم بشكل مجتمعى وثقافى بما فيه الكفاية.. ماينفعش نخليه موصوم بشكل دينى كمان..لا تُحمّلوا المرضى النفسيين فوق ما يحتملون..لا تخذلوا المريض النفسي.. فى نفسه..لا تقطعوا الخيط الأخير بين الناس.. وبين ربنا.